المشهد اليمني الأول/
أتت زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد، كالصاعقة على محور واشنطن، خاصة لتوقيتها في ظل الجائحة التي يعاني منها العالم، ما يعني أن هناك ملفات ضاغطة تحتاج التنسيق ولا تتحمل أية تأجيل، الأمر الذي فرض على الولايات المتحدة الأمريكية عبر مبعوثها الخاص المعني بشؤون سوريا جيمس جيفري لإصدار بيان على وجه السرعة.
وفي التفاصيل، علّق مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية الخاص المعني بشؤون سوريا جيمس جيفري، على زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى دمشق أمس الاثنين، ولقاءه مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال جيفري في بيان نشر عبر حساب السفارة الأمريكية في دمشق في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “إذا كانت إيران قلقة حقا بشأن صحة وسلامة الشعب السوري، فستدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وسحب الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله، وباقي (القوى الإرهابية) الأخرى تحت قيادتها من سوريا بالكامل”.
زيارة ظريف إلى سوريا .. الدوافع والأهداف والتوقيت!
ودعا جيفري في البيان إلى ضرورة “تبني إيران حلاً سياسياً بدلاً من انتصار عسكري وأن مساهمات إيران الوحيدة لسوريا كانت العنف وعدم الاستقرار، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي أكبر مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب السوري، حيث قدمت أكثر من 10.6 مليار دولار من المساعدات في جميع أنحاء سوريا والمنطقة منذ بدء الأزمة، وما زالت تقدم المساعدات الإنسانية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، بحسب قوله.
من هنا إن كذب الولايات المتحدة الأمريكية العلني، مضحك مبكي في ظل ما تعاني منه اليوم من إنتشار الوباء على أراضيها لتكون الرقم واحد عالمياً من حيث الإصابات وعدد الوفيات، إضافة إلى الهبوط الحاد في سعر النفط الأمريكي الأمر الذي أحدث هوّة كبيرة في الاقتصاد الأمريكي، وتخبط وعجز واضحين دون معرفة كيفية تلافي هذا العجز وسط مطالبات بعودة فتح الاقتصاد ومطالبات بالإغلاق التام، لتأتي زيارة ظريف كالصفعة على وجه الإدارة الأمريكية