المشهد اليمني الأول/
في أول إتفاق رسمي ومعلن بين جميع المكونات السياسية في الجمهورية اليمنية والإتفاق على دحر تطاول مثير على الشعب اليمني أبداه الرجل الأمني الإماراتي المثير للجدل ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي.
حيث شنت جميع المكونات السياسية والمستقلة من أبناء الشعب اليمني هجوماً عنيفاً على نائب رئيس شرطة دبي في إتفاق جماعي نادر لهم، عقب تطاوله على الشعب اليمني والتشكيك بعروبته.
وكتب “خلفان” سلسلة تغريدات على تويتر شككت بعروبة اليمنيين وتطاولت عليهم، قال في إحداها: “ما اريد قوله للمغرد اليمني الذي قرقعنا نحن الاصل، نحن الاصل.علماء العربية يشكون في عربيتكم..!!”.
وخاطب اليمنيين بالقول: “اتركوا القات فإنه يذهب العقل، ويأتي بالكسل والفقر، والتفتوا إلى المستقبل، واتركوا كنا وكنا ثم تبين أنكم لستم منا”.
وتابع ساخرا من أبناء اليمن ومنتقصاً منهم بالقول أن: ”الهدهد يقول إني وجدت إمرأة تحكمهم، اليوم اذا حكمهم الحوثي.. لا تستغربون”، وأضاف بتغريدة لاحقة:”قلوا الرجال..حتى تحكمهم إمراة”.
وفي تغريدة أخرى، قال: “أتمنى من الذين يتهجمون على دول الخليج العربي من اليمن أن ينظروا إلى حقيقة ماضيهم المليء بالاحتلالات.. لسنوات وسنوات.. ويدركوا أن ما يفاخرون به من أنهم أصل العرب كذبه علماء اللغة”.
التغريدات وحَّدت اليمنيين
أجبرت تغريدات خلفان جميع المكونات السياسية والمستقلين من أبناء الشعب على الـ إتفاق والرد عليه في موجة من الردود المفحمة المنددة بتصريحاته تابعها المشهد اليمني الأول.
حيث رد الشاعر أمين الجوفي بأبيات شعرية قال فيها: “لـلخلف يا خـلفان واسمك بـعـدك، خلفان ترجع خلـف واحنـا قــدام، وتـخوض في تـاريخ #تبع وحدك حـقبة قـرون اتكلمت فيها اعـوام، مـالك ولـ الـتاريخ من هـو جدك؟، أجدادنا مـن قـبل يظهر الاسلام”.
إتفاق من المرتزقة!
المرتزقة الموالين للعدوان شنوا هجوماً عنيفاً على خلفان مواكبين إتفاق جماعي على خلفان، فالكاتب منير الماوري قال: “في الواقع لم أجد في حياتي من هو أقذر ولا أوقح من الشعبين السعودي والدبواني ومغرديهم، هنجمة على الفاضي، ولم يدركوا بعد أن اليمن قادم إليهم ليدك عروش ملوكهم وأمراءهم دكا”.
الإعلامي المرتزق محمد جميح تسائل قائلاً: “ترى، لو كان المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان-الذي كان يفاخر باليمن-حياً، هل كان الفريق ضاحي خلفان سيكتب تغريداته المسيئة عن اليمن واليمنيين؟”
وأضاف النائب المرتزق عبد الوهاب محمود علي معوضة: “اليمن ولّادة ابطال عبر التاريخ. وغداً ان شاء الله تعالى ستفاجىء اليمن العالم بتجاوز محنتها واستعادة دولتها وسينحني لها العالم إجلالًا وتقديرا وبالتأكيد ستكون أنت من أوائل المنحنيين للعملاق القادم (اليمن)”.
فيما كتب النائب المرتزق محمد ناصر الحزمي الإدريسي “ما رأيك بما كتبته صحيفتكم الاتحاد في ١٦ آب/اغسطس ٢٠١٧ حيث قالت: حضارة العرب الأولى كانت حول سد مأرب، تلك الحضارة التي بقيت مضرب الأمثال في البشرية، برقيِّها ونظامها، وروح هذه الحضارة ونشأتها سد مأرب؟”.
فيما قال المرتزق سام الغُباري: “لا يفرغها بل يشعلها ولن ينساها اليمنيين، وهذا مؤسف في علاقات البلدين”.
الناشط السياسي ياسر اليماني إلتحق بركب الـ إتفاق اليمني، وقال لخلفان: “اليمن مش حق أبوكم ولا حق المرحوم زايد، جبتوا 40 مرتزقة وقلتوا معنا 40 شهيد، اليمن لأبنائها وأنت خليك في حراسة المراقص”.
هجوم إضافي من جنوب اليمن
ظنَّ خلفان أن تطاوله سيلقى إستحساناً من مرتزقة العدوان في المحافظات الجنوبية، مداعباً مشاعر بعض الحراكيين، تلقى ردوداً صادمة لتوقعاته، وتناسى خلفان أن البعض إثم.
حيث وافق أبناء اليمن في المحافظات الجنوب الـ إتفاق اليمني على خلفان، وقال أبو اليمامة اليافعي: “مهما اختلفتا بين الجنوبي العربي واليمن الشمالي لكن لا يمكن ان نسمح بمس تاريخ اليمن العريق.
بدورها قالت الدكتورة عائشة اليافعي: “صحيح انه انا مع الامارات، لكن تغريداتك ضد الحضارة اليمنية خصوصاً سبأ يعتبر جهل منك، أو حقد لا أكثر”.
أما بن فريد العولقي رد على خلفان بالقول: “حتى وإن اختلفنا مع أبناء عمومتنا في الشمال إلا أننا لا ننقص في قدرهم وتاريخيهم المجيد”، مخاطباً خلفان بالقول: “ارتقي شوي بتغريداتك”.
ردود عربية على تطاول خلفان
لم تقتصر الردود والتفاعل الواسع على إتفاق اليمنيين فقط، بل رد عدد كبير من أبناء الوطن العربي على الإماراتي المتشجع بالمظلات الأمريكية والبريطانية.
حيث كتب البرلماني الكويتي الدكتور عبد الحميد دشتي: “مشكلة البعض ان كل حضارته وثقافته مرتبطة برقصة نسائية اسمها ”معلاية” لذلك فهو يحاول ان يستصغر من اقدم حضرة عربية هي اليمن، ضاحي خلفان ضحالة فكر وجهل بالتاريخ!”.
الناشط الفلسطيني علي جفش قال: “لن تقتلع الفتنه الا اذا خرجتم منها، وتركتم اهل اليمن يحددون مصيرهم”.
أما بنت عمان ردت بالقول: “ياعربي اذا لم تكن أصل عروبتك يمانية تعود لليمن أعرف جيدا بأن لست عربي وعليك فورا البحث عن أصل جدك”.
الناشطة اللبنانية رانيا العسال ردت قائلة: “حذاء يمني اقدم من دولتكم”.
سخرية واسعة
وتعرض خلفان لسخرية بلاغية وكلامية واسعة واكبت الـ إتفاق عليه من نشطاء مواقع التواصل من تطاوله المثير للسخرية.
حيث خاطب المحلل السياسي اليمني د. كمال البعداني، خلفان، بقوله “في مأرب لن تجد يا ضاحي لك فيها المئارب ولا للكاس شارب ولا لابواب القمار ضارب. ولا معبدا للهندوس وإلهكم (بوذا) المحارب. في مارب قالت الملكة بلقيس: اني اسلمت مع سليمان لربٍ واحدٍ هو رب المشارق والمغارب. هكذا قال القرآن الذي حرم الخمر أم المصائب. فلا تغرد وانت شارب”.
وسخر منه أحد النشطاء بقوله: ”اكلمك ب اللغة حقك الهندية يمكن تفهم، ماعرفك للعرب”.
وصفعه ثالث بالقول: ”اليمن لاتحتاج لشهادة من شخص ناقص وكثير الشرب والسكر”.
ولا يتوقف ضاحي خلفان الذي يشتهر بلقب “جامع ريش الدجاج” ـ حيث ذكر هو لصحيفة محلية أن هذه هي هوايته المفضلة ـ عن إثارة الجدل بتغريداته الغريبة التي تضعه في مواقف محرجة دائماً.
دلالات هامة
حمل إتفاق اليمنيين دلالات هامة لعل أهمها أن التدخل الخارجي السعودي الإماراتي على وجه التحديد كان سبباً للتفرقة بين الفرقاء اليمنيين.
في الحقيقة هناك تساؤل يطرح نفسه على الجميع ماذا لو كان الوضع في اليمن دون تدخل سعودي إماراتي؟، لا شك أن الإجابة واضحة، نتركها للقارئ الحصيف.