المشهد اليمني الأول/
تناول تقرير لمجلة “إنسايد آرابيا” الأمريكية المتخصصة بالأوضاع في الشرق الأوسط، استمرار العدوان على اليمن وماذا جنت السلطات السعودية من عدوانها، وأشار إلى أنه بعد 5 سنوات منهكة من الحرب يبدو أن الرياض تقبلت فكرة الانسحاب، بعد التطورات الأخيرة التي تشمل تفتيت تحالفها، واكتساب أنصار الله المزيد من الأرض والانتصارات.
ويشير التقرير الذي أعده مارتن جاي، إلى أنه من المشجع إعلان وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه الرياض في 25 مارس/ آذار في أعقاب ضغوط الأمم المتحدة بشأن فيروس “كورونا”، بعد أن “كلفت الحرب الرياض ما يقدر نحو 100 مليار دولار حتى الآن، ناهيك عن أن دافعي الضرائب الأمريكيين كانوا يدفعون أيضًا ثمن تزويد الطائرات السعودية والتحالف بالوقود أثناء قيامهم بالطلعات الجوية”.
ويلفت التقرير إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع ولي العهد محمد بن سلمان لإنهاء هذه الحرب، ولعل أحد الأسباب هو التكلفة الهائلة، ليس فقط للبلاد، ولكن أيضًا للمجتمع الدولي الذي يتعين عليه أن يوفر ما يقرب من 30 مليار دولار أمريكي من المساعدات وحدها في السنوات المقبلة.
ووفق مراقبين، فإن إنهاء الحرب قد يكون القرار الوحيد الداعم لتولي ابن سلمان العرش، لأنه بالنظر إلى آثار الفوضى التي خلفها ورائه، فقد أثرت سياسات عديدة غير مدروسة على الصورة العامة للرياض في جميع أنحاء العالم وتستمر حتى يومنا هذا في التأثير عليها قبل قمة مجموعة العشرين المنتظرة التي سيستضيفها الرياض في نوفمبر المقبل.
ويشرح التقرير أن الانجازات السعودية بالانتهاكات كثيرة جدا، وهو ما يجعلها عرضة للانتقاد أمام المجتمع الدولي، وخلال القمة المنتظرة فإن الرياض تحتاج أن تعرض إنجاز ما، ولا يوجد سوى الساحة اليمنية التي تتكبد عليها الرياض خسائر، أن تكون ساحة انجاز ما، عبر التوجه للتفاوض وإنهاء العدوان.
ويلفت التقرير إلى أن المشكلة بالنسبة لان سلمان هي أنه فيما قد يمنحه العالم فرصة ثانية في حال خروجه من اليمن، فإن حاشيته المباشرة ستحكم بأنه ضعيف إذا خرج من اليمن، “لهذا، فإن أي انسحاب من ساحة المعركة، يجب أن يأتي مصحوبًا بمقومات لحفظ ماء الوجه، وهذا هو السبب في أنه يحتاج بشدة إلى لاعبين دوليين يمكنهم أن يتوسطوا ويخرجوه من المستنقع”.
ومع عدم معرفة ابن سلمان كيفية الخروج من مستنقع اليمن، فإن أنصار الله يحققون انتصارات متلاحقة على الأرض، خلاصة في المنطقة التي كانت لها روابط قوية سابقًا مع السعودية، كما “تخطط أنصار الله أيضًا للاستيلاء على معاقل أخرى من حكومة المنتهية ولايته عبد هادي مثل محافظة مأرب وعاصمتها مدينة مأرب.
وبعد نجاح انتصارات مأرب، فستكون ضربة قاصمة لابن سلمان وموقفه في اليمن، مما يتركه معرضًا على نطاق واسع للسخرية والازدراء حتى من قاعدة دعمه، ناهيك عن منتقديه الأربعة البارزين الذين تم اعتقالهم مؤخرًا.
التقرير يلفت إلى أنه في “الحقيقة هي أنه يجب على ابن سلمان ومفاوضيه التحرك بسرعة في تأمين صفقة أكثر واقعية مع أنصار الله.
يجب أن تحدث صفقة تضمن أمن الحدود الجنوبية للسعودية، وتحسن العلاقات مع منطقة صعدة على الأقل كوسيلة للمضي قدماً”.
ويخلص كاتب التقرير إلى أنه “ربما تكون خطوة التحدث لأنصار الله أذكى خطوة يتخذها ابن سلمان حتى الآن، ولكن التصرف بإقدام يتجاوز الإمارات، وتأمين وساطة في صفقة تجعله يبدو وكأنه الفائز سيكون أصعب من دخول الجمل في ثقب إبرة”.
ويتابع أنه “عندما تنطلق قمة مجموعة العشرين في وقت لاحق من هذا العام، قد لا يكون اليمن موضوعًا يرغب أي مسؤول في الرياض في مناقشته، حيث لن يكون تحديد الفائز والخاسر أمراً مفضلاً للنقاش، إذا واصل أنصار الله مكاسبهم الإقليمية”.