المشهد اليمني الأول/
يبدوا أن الأزمة اليمنية تزداد تعقيدا مع مرور السنين خصوصا بعد إعلان السعودية الحرب على جارتها منذ ست سنوات وإعلانها تحالف العسكري على اليمن بقيادة المملكة والتي فشلت حتى اليوم من تحقيق أي من أهداف تحالف العدوان الذي أعلنته في 26 مارس 2015م .
وتشهد الساحة اليمنية تحركات متسارعة من قبل كبار اللاعبين الدوليين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لبسط هيمنتها على منابع الثروة في اليمن وتحديدا في المحافظات الجنوبية.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد وجهت الاسطول الخامس بالتحرك للسواحل اليمنية وتحديدا إلى قُبالة مضيق باب المندب وبحر العرب بذريعة الخوف من هجمات إرهابية على السفن الدولية وسفن النفط التي تمر عبره إلى مختلف دول العالم.
وأنزلت القوات الأمريكية عددا من جنودها وعرباتها المسلحة في ميناء بلحاف وميناء عدد ونشرت قوات بعض من تلك القوات في قاعدة العند العسكرية جنوب البلاد.
وفي الوقت الذي انشغل فيه العالم بالوباء العالمي فيروس كورونا الأمريكي، كانت القوات الأمريكية تجري مناورة عسكرية مع قوات الإحتلال الإماراتي لمشروع قتالي يمكنها من السيطرة على حقول النفط والغاز اليمنية بأقل الخسائر والأضرار.
وأثار الكاتب السياسي السعودي سليمان العقيلي حقيقة التواجد الأمريكي في الأراضي اليمنية والذي بدوره أكد تلك الحقيقة من خلال مصادر محلية موثوقة وتقارير مؤكدة عن نزول قوات أمريكية في كلاً من عدن وشبوة وسقطرى.
وكشف الكاتب السياسي السعودي عن زيارة رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المرتزق عيدروس الزبيدي المدعوم إماراتيا لروسيا بإيعاز من ابو ظبي والذي دعا من خلالها موسكو للتواجد العسكري في الجنوب “.
ولفت العقيلي بأن تواجد الإحتلال العسكري الأمريكي في اليمن جاء بتنسيق مع الجانب السعودي حين ذكر ويعتقد ان الخطوة الامريكية تمت بالتنسيق مع السعودية” في إطار تفاهمات سرية جرت بين واشنطن والرياض لتثبيت تواجد الأخيرة في المحافظات الجنوبيه.
وكشفت تغريدة الكاتب السعودي عمق الخلاف القائم بين شريكي تحالف العدوان في حربهم على اليمن السعودية والإمارات لا سيما بعد أن أجبرت الرياض حليفتها أبوظبي على سحب قواتها من المحافظات الجنوبيه، والتوقف عن مشروعها التأمري على الوحدة اليمنية وإيقاف دعمها للانتقالي الجنوبي وهو الأمر الذي أزعج محمد بن زايد وجلعه يفكر بين الحينة والأخرى في حيلة ينتقم فيها من المملكة بطريقة غير مباشرة.
في الأثناء لم يكن أمام أبوظبي من خيار افضل سوى الاستفادة من توتر العلاقات بين الرياض وموسكو وتوظيف الحرب النفطية بين الجانبين لتحقيق مآربه في اليمن حتى ولو كلفة الأمر تقديم عرضاً مغرياً للدب الروسي ومنّاه بحلم العودة إلى عدن مقابل تدخل موسكو على خط الأزمة اليمنية لقطع الطريق أمام المساعي السعودية في السيطرة على منابع النفط والغاز والموانئ والمطارات في المحافظات الجنوبيه.
وبالرغم من أن الروس كان حضورهم في الأزمة اليمنية لم يكن بالشكل الذي يلبي مصالحهم إلا أن المتغيرات المتسارعة والحرب النفطية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان قد تكلف الأخير الكثير إذا ما فضل الروس التدخل العسكري في الشأن اليمني على غرار تدخلهم في سوريا ولعل الروس يروا بأن العرض مغري والفرصة سانحة لتصفية حسابهم مع النظام السعودي لاسيما بعد أن تسبب الأخير في تكبيد الاقتصاد الروسي مليارات الدولارات نتيجة تلاعبها بأسعار العالمي.
ووصف المرتزق الزبيدي، في مقابلة له مع قناة “روسيا اليوم”، لقاءه بنائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، بالمثمر، لكنه حين سئل عن مدى قبول الجانب الروسي بقضيتهم اكتفى بقوله: إن “الجانب الروسي هم حلفاؤنا وأصدقاؤنا القريبون جداً، هم يعرفون ثقافتنا وأسسوا دولةً (جنوب اليمن) كانت قوية في الشرق الأوسط من السبعينيات إلى التسعينيات وليسوا بعيدين عنا، وهم متفهمون أنه بدون إشراك الجنوبيين لا يمكن أن يتحقق السلام.
وتظهر الأحداث بأن الإمارات تدفع المرتزق الزبيدي للتحرك لإيجاد خصم قوي للسعودية يعيق تحركاتها ويفرض عليها الاستسلام لرغبات ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد في حين لن نتوقع أن تستسلم السعودية للضغوط الإماراتية بسهولة وهو ما ينذر بتصدع تحالف العدوان السعودي الإماراتي في المرحلة المقبلة بعد أن رمى بن زايد بكل المصالح السعودية خلف ظهره وسعى لتوسيع قاعدة مصالحه وتنفيذ أجندة خارجية هو مجرد أداة بيد لاعبين دوليين كبار.