المشهد اليمني الأول/
لربما كان يجب أن تكون النتيجة العسكرية للعدوان على اليمن خلال 5 اعوام مغايرة لما ماتم الكشف عنه اليوم عبر مؤتمرا صحفي للناطق الرسمي للقوات المسلحة اليمنية *العميد سريع* , وذلك مقارنة لاختلاف عدة وعتاد دول العدوان الذي كان يجب أن تسيطر به على دول العالم وليس اليمن فحسب, وهذا ماتم الإجماع عليه في غرف مغلقه تم التوقيع فيها من قبل المجرمون على ورقة تحمل في طياتها مشاريع إستعمارية تحت مبررات وأهنة ومسميات مزعومة.
هذا ماكشفت عنه الاحداث وما كشف عنه التحرك العسكري لقوى العدوان بنصبهم قواعد عسكرية في مناطق إستراتيجية وحيوية يمنية، هي بعيدة كل البعد عن منطقة الصراع مثل محافظتي “المهرة وحضرموت”.
وكذلك هو حال جميع المحافظات الجنوبية التي هي الأخرى باتت تقبع تحت حكم نظام الاحتلال وليس التحرير وتبقى المسميات المزعومة مدرجة في أدراج صبيح ال 26 مارس 2015م
تحركت تلك القوى العدوانية بشن أول غارة عدوانية على المحافظات الشمالية اليمنية على رأسها العاصمة “صنعاء” وقد ظنوا بإن أمر السيطرة على اليمن لن يطول أكثر من أسبوعين في معادلة أقرتها أمريكا لعملائها, إلا أن المفارقات العجيبة لتلك المعادلة طال أمدها وتمدد زمنها حتى احترقت الحقول النفطية في العمق السعودي وسقطت الكتائب والالوية والمعاقل العسكرية، وأحرقت الطائرات المعادية في الاجواء اليمنية، واستبيحت الاجواء السعودية من قبل المسيرات اليمنية وانقلبت معادلة العدو الهجومية إلى موقع الدفاع ولا يوجد دفاع ولم نلحظ من جيوشهم ومرتزقتهم غير الفرار والإستسلام كما شاهدنا في عمليات عسكرية نوعية وثقتها عدسة الإعلام الحربي.
أعداد وأرقام هائلة ومخزية محسوبة على دول العدوان التي باتت على عتبات الخضوع التام الإقتصادي والعسكري ناهيك عن الإفلاس السياسي والإخلاقي المتلاعب بورقة الدين, حيث تم الكشف عن الآف العمليات العسكرية الصاروخية والمسيرة الهجومية والاستطلاعية والآف الأرقام لجنود العدو من جنسيات إمارتية سعودية يمنية سودانية تم قتلهم قنصا وقصفا بايدي الجيش اليمني واللجان الشعبية، وغيرهم أرقام أقل من ذلك لشركات أمنية أمريكية واسترالية شاركت في العدوان على اليمن.
فهذا بحد ذاته يعتبر سقوط لقوي العدوان ودرسا لهم في ذات الوقت بأن اليمن مقبرة للغزاة ومدرعاتهم، وسجن منيع لمن سولت له نفسه بخيانة وطنه أو المساس باستقلال الوطن مقابل المال والجاه الذي لايعتبر إلا رتبة خيانة.
فما تم الكشف عنه اليوم هو إرادة الشعب اليمني التي لم ولن تنكسر بل صنعت المستحيلات من تحت الأنقاض والركام ومن بين مؤامرات دول الاستكبار العالمي على رأسها “أمريكا وإسرائيل”, كما صنعت المجد لليمن من جديد واعادت له إستقلاله المنهوب من دول الخليج وحريته التي باتت حبيسة ألسنة السفراء الأمريكيين والمبعوثين الأمميين واحد تلو الأخر.
وقبل أن نقول بانها نتيجية فعلية للصمود والتضحية يجب أن نؤكد بانها نتيجة فعلية للوعي المكتسب من اهداف وبنود وتضحيات وصمود ثورة الـ21 من شهر سبتمبر المجيد 2014م التي كانت هي السبب الوحيد للعدوان على اليمن، حيث وسقطت جميع العجول الأمريكية في اليمن وبقيت ديمقراطية الشعب اليمني وسقطت ألوية العمالة المزعومة وبقي قرار الشعب وكشف الستار عن تضليل إعلامي وغزو ثقافي طال عشرات السنين مستهدفا الشعب اليمني.
لقد أرادوا بعدوانهم الهلاك لليمن ولاهداف ثورة 21 سبتمبر وأراد الشعب اليمني لنفسه ووطنه وأرضه الحرية والخلاص, ولامناص لدول العدوان من دفع الثمن في جميع المستويات أكثر مما تم الكشف عنه اليوم وما تحفظت عنه القوة العسكرية اليمنية إلى حين وقته, وسياتي اليوم الذي يرفعون فيه رأية بيضاء وقد تكون من واشنطن ليس على لسان “الجبير” بل على لسان “ترامب” نفسه, من يعلم ذلك !! وإن غد لناظره لقريب.
_________
إكرام المحاقري