حرب أهلية تديرها “السعودية والإمارات” ويقودها “بيادق مرتزقة” وقودها اغتيال المواطنين واختطاف فتياتهم.. الى جانب “الصمت الأممي” “للإختفاء القسري” في “السجون السرية”

729
المشهد اليمني الأول/

“خاص”

منذ بداية عام 2015 والجنوب بمقدمة يشهد فوضة صراع عارمة بين ميليشيات تديرها السعودية والإمارات وكلاً منهما تريد السيطرة المطلقة، وفي خضم هذه الحرب والمعاناة يتحمل المواطن ثقل هذه الصراعات ونتائجها، ويتحمل مسئوليتها الى جانب معاناته المطلقة.

فلا أمن ولا امان تتسم به الجنوب بإدارة عدن، ولا اهتمام بالمواطن ولا رعاية يتلقاها نتيجة تدخل تحالف العدوان والتي تصدر منه مابين ليلة وضحاها عدة وعود كاذبة لحماية المواطن ورعايته.

فقد أصبحت عدن اليوم متذبذبة مابين وعود الإحتلال الإماراتي بتحويلها كأبو ظبي وبين الإحتلال السعودي بتحويلها جنة الدنيا، فلا أضحت ابو ظبي الإمارات ولا أمست عدن اليمن.

اختلاق الصراعات الفوضوية:

صراعات متتالية واندلاع اشتباكات متعددة بين ميليشيات خارجة عن حدود القوانين والدساتير الإنسانية، بعيدةً عن القوانين الإلهية المتمثلة بالدين، سوا استغلال الإسم لتغطية جرائمهم البشعة.

فقد اشترت الإمارات ميليشيا المجلس الإنتقالي تستخدمه لتطبيق مشاريعها، بينما اشترت السعودية ميليشيا مايسمى “الحراك الثوري” لتحقيق رغباتها، وكل ذلك بعيد عن الإهتمام بالمواطن ومصلحته، سوا استغلال لخيرات البلاد وانتهاك لحقوق كل من يعترض سياستهم ويرفض احتلالهم، ويفضح مشروعهم، ويدرك خطورتهم.

فلا سلم المواطن بحياته وأولاده، ولا سلمت فتياتهم من الإختطافات المتكررة، باستغلالهن وعذريتهن لإشباع النزوة الجنسية لقيادات التحالف المتداولة بين السعوديون والإماراتيون في ظل صمت القيادات الجنوبية التي باعت ذممها وكرامتها ببضع ريالات ودراهم معدودة.

صراعات قذرة تتداولها بيادق ميليشياوية تعد كقيادات جنوبية مهانة، ليس لها رأي سوا الإلتزام المطلق لكل مايؤتمرون به من أربابهم، لإغراق عدن بين فوضى تحد من الإستقرار الأمني، لإنهاك المواطن اليمني في جنوب اليمن بحجة حمايته من الإمتداد الحوثي المدعوم إيرانيا!!

الإختفاء القسري:

دموع غزيرة في مظاهرات متكررة لأمهات ثكالى، فقدن ابنائهن في إختفاءات قسرية، حول مكاتب تحالف العدوان الذي يكرر وعودا زائفة مابين حين وآخر بتحقيق مرادهن الميؤوس.

في حين كشفت منظمة العفو الدولية بدورها عن وجود العشرات من الأشخاص الذين تعرضوا “للإخفاء القسري” بعد “حملة اعتقالات تعسفية من جانب القوات الإماراتية وقوات يمنية موالية تعمل بمعزل عن قيادة حكومتها.

كما أوضحت مديرة البحوث بالمنظمة أن آلاف اليمنيين اختفوا في هذه الشبكة، وأن الإخفاء القسري والتعذيب جرائم يعاقب عليها القانون الدولي، مضيفة أن هذه الجرائم يجب التحقيق فيها ومحاسبة المسؤولين عنها.

سجون الإمارات السرية:

سجون سرية إماراتية في جنوب اليمن يتم فيها استخدام أنواع العذاب الأمريكي لمواطنين يمنيين، وخبراء بريطانيون يتلذذون بارتكاب انتهاكات حقوق المسجونين.

ووفقا لهيومن رايتس فإن الإمارات تمارس مختلف أنواع العنف والتعذيب في حق نزلاء سجن بئر أحمد الذين يتعرضون لانتهاكات نفسيه وجسدية فظيعة ومنهم من فقد قواه العقلية في حين لم تتم محاكمتهم ولم توجه تهم لغالبيتهم.

ولفتت إلى أن تحقيقا أجري في محافظات عدن، ولحج، وأبين، وشبوة، وحضرموت بجنوب اليمن، وثق استخداما واسع النطاق للتعذيب وغيره من أساليب المعاملة السيئة في منشآت يمنية وإماراتية، بما في ذلك الضرب والصدمات الكهربائية والعنف الجنسي.

وذكرت منظمة “غير” الحكومية، ومقرها أمستردام، أن معتقلين في عدد من السجون وعلى رأسها سجن بئر أحمد في عدن الذي تديره قوات الحزام الأمني الموالية للإمارات، اضطروا إلى الإضراب عن الطعام للفت أنظار العالم إلى قضيتهم المنسية، بعد أن واجهوا أقسى أنواع التعذيب والتنكيل.

أما وكالة “اسوشيتد برس” الأمريكيّة، فقد نشرت تحقيقاً جديداً عن التعذيب في سجون تديرها الإمارات جنوب اليمن، ويتهم المعتقلون اليمنيون ضباطاً إماراتيين باعتداءات جنسية إلى جانب صنوف أخرى من التعذيب.

ونقلت الوكالة عن شهود عيان أن الحراس اليمنيين العاملين تحت إشراف ضباط إماراتيين استخدموا أساليب مختلفة للتعذيب والإذلال الجنسيين، منها اغتصاب المعتقلين بينما يصور حراس آخرون الاعتداءات، وصعق الأعضاء التناسلية للسجناء أو تعليق الصخور في خصيِّهم.

إلى ذلك كشف تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي، لحقوق الإنسان، أوضاعاً مأساوية يعيشها مئات السجناء القابعين في سجون تديرها الإمارات أو مرتزقة لها في اليمن.

ورصدت التقارير أكثر من 27 سجنا قديما وجديدا تتوزع في عدن وحضرموت وسقطرى، وجزيرة ميون على مضيق باب المندب، إضافة إلى سجن يقع في إريتريا حيث تمتلك الإمارات قاعدة عسكرية هناك.

 

اختطاف الأطفال والفتيات واغتصابهم:

اختطاف أطفال تحت العاشرة وفتيات لم يبلغن العشرينيات بعد، للعبث بهم، في محاولة اشباع نزوة قيادات العدوان، لتمكين قيادات المليشيات للعبث أكثر، في ظل غياب حكومة الفنادق ووزرائها التائهون باستنزاف أموال الشعب، وحياة الرفاهية…

حيث أنهم لم يكتفوا بالإختطاف والإغتصاب، فقد بلغت وحشيتهم الى قتلهم بعد اغتصابهم، وتركهم في أماكن خالية من السكان، حتى يتم إيجادهم بعد أيام وقد انتهت الأثار التي تكشف طريقة القتل.

وأفادت مصادر خاصة للمشهد اليمني أن عنصرين من حراسة المستشفى الجمهوري بمدينة عدن المعينة بالقوة من قبل العميل التابع للإمارات والمعين من قبلها ضابط لأمن عدن شلال شائع هاجموا بعد منتصف ليل الإثنين غرفة الطبيبات المناوبات بداخل المستشفى واغتصبوا ممرضة وقاموا بتصويرها بعد أن أخضعوها لنزوتهم الشيطانية بقوة السلاح.

وتضاف هذه الجريمة ضمن سلسلة من جرائم الاغتصابات بحق عشرات الفتيات والأطفال التي تقوم بها قوات الاحتلال الإماراتي والمليشيات التابعة لها, كما تتزايد فيها عمليات الإغتيالات والاختطافات واتساع رقعة الجريمة بمختلف صنوفها منذ أن وطأت المدينة أقدام الغزاة والمحتلين, وسط فوضى أمنية عارمة وانفلات أمني غير مسبوق تعصف بالمدينة.

الهروب من المسئولية وتحميلها الطرف الآخر:

وهروبا من مسئوليتهم، شن التيار الموالي للسعودية- الاحد، هجوم على ميليشيا مايسمى المجلس الانتقالي الموالي للإمارات بعد تصاعد التوتر مع قوات الفار هادي في ابين.

وحمّل رئيس المجلس الاعلى للحراك، المرتزق فؤاد راشد، خلال لقاء لأنصاره في لحج الانتقالي مسؤولية الاحتراب الذي وصفه “بالجنوبي – الجنوبي” في إشارة منه إلى التصعيد الأخير في ابين.

ويحضر الحراك لسلسة مهرجانات بدأها من ابين مناهضة للانتقالي الذي سبق وأن فشل في ضم تيار راشد بالحوار، مما اضطره حينها لملاحقة قياداته بما فيهم راشد.

وكل هذا يندرج تحت التخلص من ميليشيا المجلس الإنتقالي المدعوم إماراتياً سابقا، بحجة تطبيق اتفاق الرياض الذي نص على عودة حكومة المرتزقة الى عدن.

الصمت الأممي:

مرت 5 أعوام منذ بداية تلك الفوضى، ولا زالت تمر.. إذ تتكرر مابين حين وآخر في ظل صمت أممي ودولي مستمر، وحضور منظماتي مكثف دون فعل شيء سوا رفع تقرير معنوّن دون متابعة، يقابله اصدارات تقارير “قلق” من الأمم المتحدة، في ظل استمرار الوضع المزري فى الجنوب، فالإختطافات لايكاد يمر أسبوع بدونه، واستغاثات بمظاهرات متكررة، أما الإغتيالات فحدث ولا حرج.

 

الحل الوحيد للتحرر من الفوضى والمعاناة:

على الشعب الجنوبي أن يدرك جيداً أن المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة لاتلقي له اي اهتمام حول مايحدث له من معاناة في واقعه، كما عليه أن يدرك أن الحل الوحيد لخروجه من معاناة تلك الفوضي أن يصحو من غفوته ويواجه الوقع بمرارته، وأن يحذو حذو إخوته في الشمال، حتى يدرك ماعليه فعله بأن يقاوم الإحتلال مهما ثقلت التضحيات المطلوبة على كاهله، فقط إذا أراد أن يعيش في سلام، ممتلك زمام أمره بيده.