المشهد اليمني الأول/
أثارت تغريدة للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، عاصفة من ردود الفعل الساخطة في الداخل اليمني، بعد انكاره على حكومة المرتزقة القيام بمناورة عسكرية في منطقة “شقرة” التابعة إداريا لمحافظة أبين، معتبرا ما قامت به خرقا لاتفاق الرياض، المبرم بين حكومة المرتزقة والمتمردين الانفصاليين بزعمهم.
وقال آل جابر، في تدوية حسابه بموقع “تويتر”، الخميس: “ليس من المقبول أن تكون هناك قوات تابعة لحكومة المرتزقة تجري مناورات عسكرية في شقرة، ويتحدث قادتها العسكريون عن ساعة الصفر في ظل اتفاق الرياض”.
مضيفًا أن: “ذلك الاتفاق يهدف لعودة حكومة المرتزقة إلى عدن، وتوحيد الصف، وتحقيق الأمن والتنمية، بينما تتعرض مأرب والجوف والضالع لهجوم مستمر من الجيش واللجان الشعبية.
واستهجن ناشطون وإعلاميون يمنيون، سلوك السفير السعودي الذي وصفوه بممارسة دور اكبر من مقاسه، كدبلوماسي تخطى صلاحياته إلى طرح توجيهاته الاستعلائية، والحديث عما يصلح وما لا يصلح، حسب قولهم.
إلى ذلك، أعرب مسؤولون مرتزقة تابعون لجكومة المرتزقة عن انزعاجهم من “الازداوجية” التي يتعامل بها السفير السعودي مع الأزمة اليمنية، وحكومة المرتزقة، خصوصا حين يتعلق الأمر بمليشيات ما يعرف بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي ترعاه الإمارات في عدن وأخواتها من المحافظات الجنوبية، حيث يقدم السفير السعودي نفسه كمندوب عسكري يحمل مهمة إدارة الوضع الداخلي في البلاد.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها آل جابر بهذه الطريقة، ففي 1 أغسطس 2018، أجرى الفار هادي زيارة قصيرة إلى محافظة المهرة، وكان اللافت خلالها تصدُّر السفير السعودي باليمن لاستقبال الرئيس، وكأنه صاحب الشأن في المحافظة.
وقد أثار هذا المشهد انتقادات لاذعة من قبل الناشطين اليمنيين؛ لكونه تجاوز البروتوكولات، وناقض ما أعلنه سابقاً بتنفيذ مطالب المعتصمين في تلك المحافظة الرافضين للوجود غير المبرَّر لقوات العدوان، بالنظر إلى أن وجودها مرتبط بمناطق النار وليس المناطق البعيدة عن الصراع.
وفي منتصف أبريل 2018، نشر السفير آل جابر مقطعين مصورين على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”؛ الأول وهو برفقة الفارهادي في سيارة، والثاني مع الفار هادي ونائبه المرتزق علي محسن على متن طائرة عسكرية، خلال حضورهما مناورات “درع الخليج المشترك 1″، في يناقض العرف البروتوكولي
وفي مايو الماضي، ظهر السفير آل جابر في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الإخبارية” السعودية، كشف من خلالها عن دوره في تهريب المرتزق علي محسن الأحمر، عندما اجتاح الحوثيون صنعاء، في سبتمبر 2014، وكيف أنه تواصل مع طيارين من قاعدة العند، وحرّك طائرة عسكرية، في خطوة تكشف تغلغله في المؤسَّسات اليمنية.