الإخوان المسلمون الذراع الصهيونية في اليمن وسوريا

563
فـصـول الحرب الاقتصادية
مقياس الوعي.. تحديد الوجهة بعيدا عن التخبط
المشهد اليمني الأول/

قبل الخوض في الكشف عن أصل هذا الذراع ومن يمثله نحتاج إلى طرح عدد من الاسئلة المتعلقة بالأحداث الماضية من حولنا ومراجعتها والبحث في أعماق الحقيقة للإجابة عنها, فما علاقة التدخل العسكري التركي المباشر بالعدوان على السيادة السورية واحتلال محافظة إدلب, وما علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمشروع الشرق الأوسط الجديد؟ ولماذا ظهرت محاولات تقسيم اليمن إلى أقاليمَ فور صعود جماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم بعد ثورة عام 2011م؟ ومن أسّس ودعم حينها ما سُمِّيَ بداعش في العراق وسوريا؟ ومن تسبب في تقسيم السودان قبل ذلك؟ وإلى أي جماعة كان ينتمي رئيسها المعزول عمر البشير؟

وما حقيقة الدور التركي في نقل العناصر التكفيرية بجنسياتهم المتعددة من سوريا إلى اليمن بعد تحرير الجيش اليمني واللجان الشعبيّة لمديرية نهم ومحافظة الجوف؟ وكيف نقرا التنسيق المسبق واوجه الشبه في التفاصيل الدقيقة لتحَرّكات المبعوث الأممي غريفيث وأردوغان لإنفاذ نفس الجماعة هنا أَو هناك؟ وهل باتت جماعة الإخوان المسلمين اليد الصهيونية لتقسيم الدول العربية؟

وما هو مصيرُ الاتّفاق التركي الروسي حول إدلب بسوريا, ودعوة لجنة المصالحة الوطنية بصنعاء لقبائل ومشايخ مأرب على المدى القريب, والمتوسط؟ ولماذا ترد قيادة حزب الإصلاح بانها لا تمتلك القرار؟ وهل من الممكن أقناع هذه الجماعة بالتخلي عن تنفيذ مخطّطات التقسيم الاستعماري؟ أم أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد لقطع اليد الإسرائيلية في سوريا واليمن والمنطقة؟

قد يقول قائل هذه محاور نقاش واسعة لقضية مترامية الأطراف ومتعددة الأوجه وكثر الحديث حولها, وهذا صحيح ولكن ألم تعد قضيةُ توحيد الأُمَّــة هدف قرآني يسهل على الأُمَّــة تحقيقها؟ ويمكن للدارسين والباحثين والقيادات السياسية وصنّاع القرار معرفة من يعرقلها ويعيقها ويسعى إلى تنفيذ الأجندة والمؤامرات الشيطانية لتمزيقِ وحدتنا وَإضعاف قوتنا, من خلال الضرب والاستهداف الممنهج والتغييب القسري للقواسم المشتركة بين أبناء الأُمَّــة لكل المشاريع والرؤى والمفاهيم والمصطلحات والأسس الفاعلة في توحيدها, على حساب تعزيز العلاقات بين المنافقين والعملاء والكيان الصهيوني تحت ذريعة التطبيع والبحث عن السلام المستدام وغيرها من الذرائع والأقنعة الزائفة.

وللبحث عن آلية مناسبة في التعامل مع حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة مأرب في المرحلة الراهنة, ومع أتباعه وقواعده في بقية المحافظات, لا بد من تسليط الضوء على الجهات الرئيسة والفاعلة في صناعة هذه الجماعة وايجادها , ومراجعة تأريخها وارتباطها بالقوى الاستعمارية , وكيف تم استخدامها لخدمة المصالح الأمريكية والصهيونية , وضرب الأُمَّــة في هُــوِيَّتها الايمانية وقيمها ومبادئها القرآنية, ونشر الفكر الوهابي وتقديم صورة الدين الإسلامي والمسلمين بالشكل الذي يسلب الأُمَّــة عوامل عزتها وقوتها وثقتها بنفسها ودينها, واستغلال ذلك في تسهيل القضاء على الركائز والأسس الجوهرية للدين الإسلامي وتغييب أَعلام الهدى ومحاربتهم في أية دولة كانوا.

وهذا ما خبرته جماعة الإخوان المسلمين التي تمثل الذراع الصهيوني في سوريا واليمن وليبيا والعراق ولبنان المستهدفة للشعوب المحافظة والحكومات المقاومة المستشعرة لمسئوليتها وواجبها لمواجهة وإفشال المؤامرات المستمرة في محاولة النيل منها, ولن يكون لنا ذلك مالم نعرف الحقيقة ونقدمها بشكلها ومضمونها الكاملين لنتخذ خطط وبرامج قادرة على مواجهتها والتصدي لمشاريعها, وفقاً لرؤى تقدمها الكوادر المخلصة في مراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية لنبني عليها خطط المواجهة والتصدي, للقضاء عليها في اسرع وقت والتعامل معها بقوة رادعة تنهي أحلام وتطلعات المستعمرين المراهنين عليها.

وهنا لا بد لنا من تقريب الصورة وتقديمها بشكل مقتضَب في الإجابة على المحاور السابقة ولو بشكل سريع.

أولاً : لعبت تركيا منذ الاحتلال العُثماني للبُلدان العربية وإلى الآن دوراً كبيراً في التآمُر على العرب وضرب حضارتهم وهُــوِيَّتهم الدينية والثقافية وكانت أداة طيِّعة في يد المصالح الاستعمارية والصهيونية.

ثانياً: كلنا نعرف أن أردوغان في بداية وصوله إلى السلطة زار الكيان الصهيوني والتقى مع مُجرِم الحرب (آرييل شارون) ووضع إكليل زهور على قبر مؤسِّس الكيان الصهيوني (تيودور هيرتزل)، وبعدها بارَكَ للكيان الصهيوني وجودَه بل ودعمه وأصبح طيِّعاً له وَيؤدي دوراً يخدمُه في المنطقة، ولعبت أمريكا إلى جانب الكيان دوراً كبيراً في دعمه وتقويته لتنفيذ المشاريع الصهيونية ومنها مشروع الشرق الأوسط الكبير, وبدأت عملية التنفيذ بتقسيم الشعب السوداني إلى دولتين في دولة الإخواني عمر البشير, ومن ثم تهيئة اليمن عبر تقسيمها إلى اقاليم اثناء وصول حزب الإصلاح إلى الحكم بعد الثورة الشعبيّة في 2011م وفرض ذلك على مختلف المكونات السياسية اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني, ودور تركيا في العدوان على شعبنا اليمني واستقبال نفايات ومخلفات الجماعة وتهريب أموال النفط والغاز لبناء إمبراطورية مالية فيها, ودعم وتمويل ما سمي بدول داعش في سوريا والعراق, وبعد فشلها كلف العميل الصهيوني المخلص أردوغان بشن عدوان عسكري مباشر على سوريا وإنقاذ أدواته الوهابية فيها بدعم صهيوني وأمريكي في العلن.

ومن خلال هذا الصورة يمكننا القول إن الذراع الصهيوني الذي سعا لاتّفاق وقف إطلاق النار في إدلب يبحث اليوم عن فرصة لتكرار ذلك في مأرب لإنقاذ أدواته عبر المبعوث الأممي غريفيث الذي رجع من صنعاء خالي الفياض.

ومن هذا المنطلق نتمنى بأن تكون المساعي المبذولة من قبل لجنة المصالحة الوطنية مع قبائل مأرب فقط , وترك الجيش واللجان الشعبيّة يواصلون حسم المعركة لقطع اليد الصهيونية القابضة على منابع النفط والغاز والمواقع الاستراتيجية على الحدود السعودية والشواطئ والسواحل اليمنية.

وأخيراً: نجزم بأن سلوك حزب الإصلاح العسكري منذ بدأ العدوان وما سبقه من المعارك في كتاف والبقع وعمران وعمليات الاغتيالات أثناء الحوار الوطني والتفجيرات قبل العدوان سلوك إجرامي، مماثل للسلوك التركي في الخاصرة السورية , وأنه لا يفهم إلا لغة القوَّة القاصِمة، ولا يرتدع إلا بإشهار القرار الحاسِم الناجِز, ولا داعي لمنح أية فرصة لمراجعة حسابتها, التي جربناها مراتٍ ومراتٍ, والتي ينظر اليها فرصة لإعادة ترتيب الصفوف واستقبال التكفيريين الذين تستوردهم تركيا من مختلف الدول الموبئة بالفكر الوهابي وتعيد تصديرهم إلى مأرب على متن سفن وقوارب خضراء بعد إخراجهم من سوريا على باصات بذات اللون.

_______
منصور البكالي