المشهد اليمني الأول/
ثمة مؤشرات خطيرة للإزمة الإقتصادية والسياسية التي تعاني منها المملكة العربية السعودية حيث يرى كثير من الخبراء الإقتصاديين أنها باتت تقترب من حافة الإفلاس ولايفصلها عن ذلك إلا سنوات قليلة بسبب السياسات الغبية التي أصبحت تجرها إلى الهاوية يوماً بعد يوم .
كانت الحرب الشعواء التي شنتها المملكة على اليمن هي بداية هذه الازمة حيث أنفقت عليه مليارات الدولارات طمعاً بتحقيق مآربها في الأرض اليمنية! أُمنية عمرها عشرات السنين كان لابد أن تتحقق فقادتها إلى الهاوية، ومنها اراد بن سلمان أن يتقرب للأمريكان الذين جعلوه ترتمي في هوة التطبيع مع الصهاينة والسعي في تصفية القضية الفلسطينية،
وهم أنفسهم من اوكلوا له هذه المهمة الصعبة التي كان لها تبعاتها الخطيرة على الإقتصاد السعودي بسبب أنها جعلت أنابيب النفط عرضة للإستهداف اليمني وخاصة بعد استهداف اليمنيون لشركة آرامكو عصب الإقتصاد السعودي والممول كليا لهذه الحرب فأصابوها بالشلل التام وتسببوا في خفظ اسعار أسهمها وضعف قدرتها التسويقية وفشل محمد بن سلمان بإقناع الغرب بعملية الإكتتاب حسب مايريد.
كله هذا يشير إلى حجم الخطر الكبير الذي يحدق بهذا النظام المستبد خاصة من بعد أن تولى محمد بن سلمان منصب ولي العهد خلفاً لأبيه سلمان بن عبد العزيز وإجبار أمراء الأسرة الحاكمة على مبايعته واصبح هو الحاكم الفعلي برغم أن والده لم يزل على قيد الحياة، وبرغم الفشل الذريع الذي يلحقه في إدارة الحكم متسبباً بتهاوي هيبة المملكة يوماً بعد يوم آخر خاصة بعد أن جعل من بلد له هيبته وقداسته الدينية أرضاً للرفاهية والإنحلال الأخلاقي إقتداء ببلدان اسياده الغرب !
ولم تعد سياساته القمعية تطال فقط المعارضين لنظام آل سعود من الشعب السعودي وحملات الإعتقال والقتل التي طالت الكثير من الصحفيين والناشطين والناشطات السياسيين ورجال الدين المعارضين له ولإسلوبه في إدارة البلاد كما حدث في حادثة إغتيال خاشقجي، إنما أصبحت تطال حتى قصور الأسرة الحاكمة الذين يرى فيهم بن سلمان خطراً على منصبة.
فمنذ العام ٢٠١٧ قام محمد بن سلمان باعتقال العديد من أمراء الأسرة الحاكمة من ضمنهم “الوليد بن طلال” و”خالد بن فهد” الذي مات في ظروف غامضة !
تحت عنوان المسألة “من أين لك هذا ” كانت هذه الإعتقالات ،
ومنها أجبرهم على دفع الكثير من ثرواتهم الطائلة إلى الخزينة السعودية الأمر الذي جعل الكثير يظنه “مصلح إقتصادي” في وقت هو يسرف الكثير من المال في اقتناء اشياء لا داعي لها إنما ليظهر للعالم مدى إمتلاكه للمال الذي سيجعل الكثير ينحاز إلى صفه.
مؤخراً سمعنا عن حملات اعتقالات تحت مسمى الخيانة وتعاطي المخدرات طالت عشرين من الأمراء أبرزهم عمه “أحمد بن عبدالعزيز” و”محمد بن نائف” والتي فضحتها صحيفة أمريكية فقط لانهم لم يكونوا راضين عن توليه منصب ولي العهد و سياساته الخاطئة ولذلك هو أعتقلهم تخوفاً من القيام بإي إنقلاب عليه
ماجعل الكثير يقولون أن محمد بن سلمان الذي على الأرض ليس نفسه الذي تروج له الصحف وانفضح ذلك الهيلمان الذي حاول أن يحيط به نفسه من خلال إنشاء هيئة الترفيه التي حاول فيها أن يبدو كداعياً للحداثة والتطور ،
فمحمد بن سلمان بينما يحاول أن يبدو من الحداثيين ودعاة التحضر يراه الجميع شخص رجعي باسلوب القمع لكل معارضيه.
فهل يدق محمد بن سلمان المسمار الاخير في نعش آل سعود ؟وهل يغدو مستقبل آل سعود في خبركان نتيجة السياسات الخاطئة للامير الصغير؟
سياسيه المقامرة التي ابتدائها بحرب اليمن وسيختمها بحرب النفط التي دخل بها مع روسيا نزولاً عند رغبة امريكا كما في حربه الأولى حيث وقد جعل من نفسه وأرضه وذهبه الأسود تحت خدمة أمريكا!
بينما ترى الأخرى(روسيا) نفسها قادرة لخوض المعركة لعشرين سنة وسيكون المتضرر الأكبر هو الإقتصاد السعودي وخامها الأسود.
بلا شك البصمات السوداء لمحمد بن سلمان التي لطخت أرض الحرمين الشريفين وطالت الكثير من الدول العربية هي من ستكتب النهاية السيئة لهذه الأسرة التي تأريخها أسود منذ أن تولت زمام الحكم على أرض الحجاز وكلنا ننتظر بشغف ذاك اليوم.
_______
دينا الرميمة