المشهد اليمني الأول/
فجأة حط المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفث في مأرب قادما من العاصمة السعودية الرياض، في ظل انهيارات غير مسبوقة لمرتزقة العدوان السعودي الأمريكي في محافظتي الجوف ومأرب.
أهداف الزيارة أفصح عنها غريفث عقب لقاءه ضباط سعوديين في مأرب حين دعا الأطراف اليمنية لوقف فوري للعمليات العسكرية، معللا ذلك بأن مأرب ملاذاً لمئات الآلاف النازحين؛ دون أن يتطرق إلى دور السعودية أو الإمارات في الحرب وداعميهما الدوليين، وأن أكثر من 3 مليون نازح يعيش معظمهم في صنعاء وإب ومدن أخرى تحت ظل المجلس السياسي الأعلى.
يبدوا أن صنعاء اعتبرت تصريحات غريفث خلطا للأوراق متسائلة عن نواياه “المبطنة” و”المشبوهة” من وراء الدعوات “المجزئة” للحل، فيما شككت أوساط سياسية يمنية في دوافع المبعوث الحقيقية مع الانهيارات المتسارعة لمرتزقة العدوان في مأرب والجوف.
وردا على تصريحات المبعوث اعتبر رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام اعتبر أن “الحل في اليمن يرتكز أولا على وقف العدوان ورفع الحصار ثم إجراء مفاوضات سياسية جادة” مضيفا أن “أي دعوات مجزأة فإنما دعوة مبطنة لإطالة العدوان والحصار، وعلى المبعوث الأممي أن ينأى بنفسه عن الأجندة المشبوهة فالطريق نحو المشاورات السياسية يتطلب وقفا للعدوان وفكا للحصار”.
أما عبدالله سلام الحكيمي السياسي اليمني المقيم في لندن اعتبر أن دعوة غريفث التي لم “تشمل تحالف العدوان السعودي الإماراتي وداعميه الدوليين، لوقف حربهم العدوانية وحصارهم الظالم للعام الخامس على التوالي، دعوات تفتقر إلى المصداقية والمعايير الأخلاقية”.
وأضاف في سلسة تغريدات “مالم يكن المبعوث الأممي، هاويا للضحك على ذقوننا، فلا شك أنه سيكون على يقين أنه بمجرد وقف العدوان السعودي الإماراتي وحلفائهم ورفع حصارهم الظالم على اليمن، ستتوقف كل العمليات القتالية في الداخل كلها تلقائيا”، متسائلا “منذ متى كانت محافظة مأرب ملاذا آمنا، حتى يريد المبعوث الأممي جريفيثس الحفاظ عليها كذلك؟، هل يجهل عدد المعسكرات والقوات الاحتلال الأجنبية فيها أم لم يسمع بأن كثيرا من المعارك تدور رحاها فيها ومنها منذ سنوات؟!،
محمد طاهر أنعم القيادي في حزب الرشاد السلفي من جهته طرح سؤولا “ماذا يفعل جريفيث في مأرب!!”، وقال إذا أراد عرض أمور ومقترحات فعليه بزيارة عدن (أو الرياض مقر المنفى الدائم للعملاء)، مضيفا “زيارة مأرب عمل يبعث على الشك، وكأنه يريد ترسيخ فكرة الأقاليم المستقلة ذاتيا، والتي لم يتم الاستفتاء المحلي عليها”.
في المجمل فإن الدعوات الأممية للسلام في اليمن التي نسمعها بين الحين والآخر خصوصا عقب أي انتصارات للجيش واللجان الشعبية لن تجدي نفعا، وفقا لمراقبين، وعلى المبعوث الأممي، كما يرى الحكيم، “إن كان حريصا على الحل السياسي فعليه أن يوصي مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار، ليتسنى للأطراف الخارجية والداخلية الشروع بإنجاز التسوية السياسية”، فيما عدا ذلك “فإن العدوان الأجنبي والاحتلال العسكري والحصار لا يعطي للمبعوث الحق أن “يطالب الجيش اليمني واللجان الشعبية وقوى التحرر الوطني معهما بوقف حقهم المشروع في تحرير أرض وطنهم وطرد المحتلين الأجانب”.