الرئيسية زوايا وآراء أمريكا من الداخل

أمريكا من الداخل

المشهد اليمني الأول/

يدفع الولايات المتحدة الأمريكية جنون اللهث وراء الربح، وطمع اليهودي ببريق الذهب وعنصريته وهو يتلذذ بسماع رنين سلاسل البشر المُستعبدين، عدوها الإنسان، وخصومها البشرية بأسرها، وتاريخها ملطخ بدماء الملايين في القارات الخمس، وشهوة الدم لديها مُستمرة..

بشرٌ نفوا من أفريقيا والأمريكيتين وتم إحراقهم في حروب استعمارية، ومص دمائهم وعظامهم خلف الآلات حتى الموت.

بشرٌ آخرون قتلوا رميا بالرصاص في “افغانستان”، في “العراق”، في “كوبا” في “بنما”، في “كوريا”، وذبحوا في “أندنوسيا”، وبشر غيرهم جرت إبادتهم بالقنابل النووية في “اليابان” ليلحقوا بمصير الهنود الحمر، كما قتل الأمريكان شعب الصين من أجل ضمان بيع الافيون وتناوله.

يقول المُفكر الأمريكي ناعوم تشومسكي:

“أعتقد من وجهة النظر القانونية أن هناك ما يكفي من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بأنهم مُجرمو حرب، أو على الأقل متورطون بدرجة خطيرة في جرائم الحرب”.

ظهرت الولايات المتحدة الأمريكية منتصف القرن الثامن عشر عقب استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية، وفي عام 1787م وقَّع المندوبون من جميع الولايات المتحدة على اتفاقية دستور البلاد، وبعد مئة عام من استقلال أمريكا عن بريطانيا شهدت أمريكا ثورة العبيد أو ما تسمى بالحرب الأهلية الأمريكية التي، قتل فيها أكثر من نصف مليون جندي معظمهم من السود والسُكان الأصليين.

استمرت الحرب الأهلية الأمريكية منذ العام 1861م حتى العام 1865م، وذلك إثر انفصال 11عشرة ولاية من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية سمت نفسها “الولايات الكونفدرالية الأمريكية”، وكان غالبية سكان هذه الولايات الجنوبية من العبيد المستقدمين من أفريقيا ومن السكان الأصليين، وأدت هذه الثورة الى إعلان تحرير العبيد (قانونياً) فيما ظلت أشكال الاستعباد تمارس في الواقع.

ولم يكن الرأسماليون في أمريكا يعارضون الرق من حيث المبدأ، ففي منتصف القرن التاسع عشر وقف ما يسمى بالحزب الديمقراطي يدافع بصراحة عن الرق، وما تزال مخلفات حقبة الرق قائمة في الولايات المتحدة الأمريكية حتى اليوم، حيث يُعاني السود عنصرية مقيتة.

يفاخر منظرو اللبرالية بمنط الحياة الأمريكي ويصفونه بالساحر، ويروجون القصص عن الجنة الأمريكية بين شعوب البلدان النامية، والجنة الأمريكية في حقيقة الأمر جحيم قام على أجساد المضطهدين الأوائل ويستمر على امتصاص دماء الشعوب وغزو الأوطان وبيع الأسلحة.

نمط الحياة الأمريكي هو نمط حياة استهلاكي، خلَّقته كبريات الاحتكارات على جثث الزنوج والسكان الأصليين واستغلال المهاجرين، فقد أصبحت موارد العالم من الأيدي العاملة في متناول أمريكا التي استقبلت ملايين العمال ممن خسرتهم البلدان الأخرى، وتدفقت إليها رؤوس الأموال اليهودية الأوروبية.

فقد أقيم نظام البلاد الصناعي في أمريكا بوصفه أكبر مؤسسه دولية لبرجوازيات العالم، واكتسبت عبودية الأجور في الولايات المتحدة أبشع الصور، فقد حكم هذا النظام على العمال بالإرهاق والشيخوخة المبكرة، والإصابات الجماعية والموت في أحيانٍ كثيرة، والتمييز ضد الهنود والسود والمكسيكيين والبروتوركيين والكوبيين والصينيين واليابانيين وحتى المهاجرين من أوروبا، وباستغلال النساء والأطفال.

تقتل الولايات المتحدة الأمريكية الآلاف من أطفال الدول المُضطهَدَة كل يوم، أولئك الأطفال الذين يموتون بأمراض سوء التغذية بعد أن نهبت أمريكا ثرواتهم في آسيا وفي أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ويعيش الملايين من البشر البؤس والحرمان في البُلدان شِبه المُستعمرة، يكدحون ويَستخرجون ثرواتهم لأمريكا، من أجل تسديد الديون والفوائد الربوية التي لا تنتهي.

على غرار عصابات المافيا، تحمي أمريكا القادة الذين يُبيحون لها نهب شعوبهم، وفي كل بلد تحضر فيه الأيادي الأمريكية تتوطد سيطرة أكثر الأنظمة استبدادا وقمعا، وعلى كُل بلد وشعب حر تدور الدوائر الإمبريالية، وتنشط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، “السي أي إيه”، أكبر منظمة إجرامية في العالم.
____________
أنس القاضي

Exit mobile version