السلطات البحرينية تتخلى عن مسؤولياتها الأساسية تجاه عالقينها خارج البلد وكورونا يهددهم

607
المشهد اليمني الأول/

سلطات المنامة تُهمل رعاياها في الجمهورية الاسلامية.. ووفاة بحريني عالق في إيران
لم تخجل البحرين من التنكر لرعاياها الموجودين في إيران لغرض الزيارة الدينية أو السياحة، فتجاهلتهم وأجبرتهم على البقاء في الجمهورية الإسلامية لمدة أطول، بذريعة الحرص على عدم انتشار فيروس “كورونا” على أراضيها.

تداعيات السياسة البحرينة بخصوص “كورونا” لم تقتصر على إجبار رعاياها على البقاء في إيران، إذ تسبّب هذا النهج بوفاة مواطن بحريني عالق في إيران إثر وعكة صحيّة شديدة تعرّض لها.

وقد توفي البحريني حسن منصور المغلّق 62 عامًا، بعد تفاقم حالته الصحيّة في إيران وارتفاع مفاجئ لنسبة السُّكر، عقب نجاح عملية جراحيّةٍ أجراها لعيونه لدى طبيبٍ مختصٍ هناك.

الخارجية الإيرانية
استهتار السلطات البحرينية بسلامة رعاياها استدعى سيلًا من الانتقادات المحلية والخارجية. إيران وجهت انتقادات لاذعة للمنامة لعدم اتخاذها أيّ إجراء لإعادتهم إلى بلادهم، واصفة ذلك بالسلوك غير المسؤول تجاه مواطنيها البالغ عددهم حوالي 1300 مواطنا بحرينيا.

علماء البحرين
داخليا، طالب علماء البحرين السلطة بتحمّل المسؤوليّة تجاه المواطنين العالقين في الخارج نتيجة انتشار فيروس “كورونا”، واعتبروا أنّ تهرّبها مرفوض وحججها واهية.

وأكد العلماء في بيان لهم أنّ “ثمّة حربًا سياسيّة وطائفيّة نتِنة قد استغلّت هذا الوباء استغلالًا لا يمتّ للإنسانية بِصِلَة، وشددوا على أنّ خطورتها أشدّ من خطورة هذا الفيروس، وعلى أنّ التحرّز من الانزلاق في هذا المستنقع القذر والتوقّي من فيروساته الفتّاكة المدمّرة هو أوجب شرعيًا ووطنيًا”.

وأشار العلماء إلى أنّ “المؤمنين يلجؤون في كلّ الصعاب والشدائد إلى من بيده ملكوت السماوات والأرض، ويستعينون بالصبر والصلاة، وفي الوقت نفسه يعملون بتكليفهم الشرعيّ في الأخذ بالأسباب العلميّة والطرق الوقائيّة لحفظ النفس والآخرين من كلّ خطر، من دون تهاون وتقصير، ولا تهويل وذعر”.

وشدّدوا على حقّ جميع المواطنين العودة إلى وطنهم، والحصول على الرعاية الصحيّة بكلّ عزّة وكرامة، بحسب البيان.

جمعية “الوفاق”
جمعيّة الوفاق الوطنيّ الإسلاميّة المعارضة أكدت وجود 2130 مواطنًا بحرينيًا عالقًا في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة بعد تفشّي وباء فيروس “كورونا-كوفيد 19” في عددٍ من المدن هناك.

وأدانت “الوفاق” في بيان امتناع النظام في البحرين عن إرجاع المواطنين البحرينيين العالقين في إيران إلى البلاد، وتخلّيها عن أبسط مسؤوليّاتها، وأوضحت أنّ كلّ دول العالم عملت على إجلاء وعودة رعاياها إلى بلدانهم، إلا البحرين التي تتهرّب وتتحايل وتصمّ الآذان عن كلّ النداءات”.

وشدّدت على أنّ “النظام في البحرين تخلّى عن الواجبات الإنسانيّة، وتجاهل ما يجري على المواطنين في أصعب الظروف المتعلّقة بوضعهم ورعايتهم الصحيّة، ويخالف الدستور الذي نصّ على حقّ المواطن في الرعاية الصحيّة”.

وطالبت “الوفاق” بالإسراع في تحمّل المسؤوليّة، وتسهيل عودة العالقين، وضرورة العمل على توفير البيئة الصحيّة عاليّة الجودة، وكلّ ظروف الفحص والمتابعة الطبيّة، وأخذ الدرس من بعض الدول التي تكرّم مواطنيها سواء في الفحص أو الحجر أو المتابعة الطبيّة.

حركة “حق”
بدورها، نددت حركة الحريّات والديمقراطيّة “حقّ” بموقف سلطات البحرين وإهمالها ومنعها عودة المواطنين العالقين في الخارج نتيجة تفشّي فيروس “كورونا كوفيد 19″، وأكدت أنّ وفاة أحدهم هو نتيجة واضحة لجريمة النظام ودوافعه التمييزيّة الطائفيّة.

وقالت الحركة في بيان لها إنّ ما يحدث هو جريمة كبرى بحقّ آلاف المواطنين، وهو يضاف لفشل هذا النظام وسوء تدبيره، وأكدت وجود بُعد طائفيّ مقيت، والذي يعتبر دافعًا واضحًا في إهمال النظام وتأخّره في ترتيب وإعادة أكثر من 1500 مواطن عالقين في الخارج، معظمهم في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة.

وشدّدت على أنّ العالقين في الخارج يعيشون ظروفًا صعبة، وعزّز هذه الظروف قطع العلاقات بين إيران والبحرين، ما يعني قطع سُبل التحويلات الماليّة، وتعريض آلاف البحرينيين لوضع ماديّ صعب، بينما هم في الخارج.

ائتلاف الرابع عشر من فبراير/آذار
وقال ائتلاف شباب “14 فبراير” في بيان:”لقد بلغ ظلم النظام الفاقد للشرعيّة حدًا بشعًا، ففي الوقت الذي سارعت دول العالم لإجلاء رعاياها من البلدان التي انتشر فيها فيروس كورونا، يتعمّد هذا النظام إلحاق الأذى النفسيّ بالبحرينيّين الموجودين في إيران عبر منعهم من العودة إلى البحرين”.

وأضاف “إنّ التعاطي الظالم والطائفيّ من النظام إزاء ملفّ العالقين في مدينة مشهد المقدّسة، أدّى إلى وفاة أحد المواطنين هناك وهو الحاج حسن منصور المغلّق، الذي رحل عن هذه الدنيا وهو يحمل ظلامة أبناء شعبه من هذا النظام، الذي تخلّى عن كلّ القيم الأخلاقيّة والشرعيّة والقانونيّة والوطنيّة، وترك المواطنين عالقين من دون أفق واضح لإجلائهم”.

وحمّل الائتلاف النظام الحاكم كامل المسؤوليّة عمّا يلحق بالمواطنين العالقين في إيران، وقدّم التعازي لعائلة المغلّق في وفاة فقيدها.

لا مؤشرات عملية للخطة البحرينة لإجلاء رعاياها من إيران

وبعد كل التنديدات والانتقادات اللاذعة التي تلقاها النظام البحريني، وبعد وفاة المواطن المغلّق، أذعنت السلطات للضغوط وأعلنت في بيان عبر موقع الخارجية الرسميّ عن خطّة إجلاءٍ للمواطنين العالقين في إيران، واتخاذ التدابير اللازمة لفحصهم وحجرهم، بعد انتشار “فيروس كورونا كوفيد 19” في عددٍ من المُدن الإيرانيّة، إلا أنّه لم تبرز أيّة مؤشّراتٍ لهذه الخطّة بعد.