المشهد اليمني الأول/
لا تزال القضية الفلسطينية تشغل الرأي العام العربي والعالمي، نظرا لمحاولة تصفية هذه القضية في ظل مقاومة الفلسطينيين وكذلك حركات المقاومة والمنظمات الفلسطينية على اختلافها، وتأتي زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى موسكو ولقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في إطار المحاولات الفلسطينية الرامية للدفاع عن قضيتهم وإظهار حقوقهم لجميع شعوب العالم في ظل تراجع دعم بعض الأنظمة العربية لهذه القضية وانحيازها لصالح “إسرائيل”، الأمر الذي شكل صدمة للفلسطينيين وللعرب عموما.
وناقش لافروف مع هنية قياديي حماس الوضع الراهن في محيط قطاع غزة، وسبل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وبحث الجانبان -وفق بيان لحماس- ثلاثة ملفات رئيسية هي المصالحة الفلسطينية، وصفقة القرن، والعلاقات الثنائية بين الطرفين.
وأوضح البيان أن الحوارات مع الجانب الروسي “شهدت تطابقا في الرؤى والمواقف المتعلقة بهذه القضايا الثلاث”، إذ أكد لافروف رفض بلاده صفقة القرن الأمريكية، مشيرا إلى أنها “لا تمثل طريقا لإحلال السلام والأمن في المنطقة”.
وأكد لافروف “أهمية توحيد الشعب الفلسطيني، واستعداد روسيا للمساهمة في تحقيق هذا الهدف باعتباره ركيزة مهمة في التعامل مع المستجد السياسي المتمثل في الصفقة”، وفقاً للبيان.
من جانبه، قال هنية “إن خطة السلام الأمريكية تضرب ركائز القضية الفلسطينية خاصة القدس والأرض وحق العودة، فضلا عن كونها تمثل تجاوزا متعمدا لقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي، وحتى إطار الرباعية الدولية”.
وبشأن المصالحة الفلسطينية لفت هنية إلى أن حماس “ذهبت وما زالت نحو توحيد الشعب الفلسطيني”، وقال “إن الحركة جاهزة لأي خيار يمكن أن تقبل به حركة فتح والفصائل الفلسطينية، إذ لا مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه الآن”، وأشار إلى أن لقاءات تُعقد في غزة وبيروت مع الفصائل، وأن الحركة تكثف اتصالاتها مع فتح للخروج من حالة الجمود الراهنة في ملف المصالحة.
وأبدى هنية استعداد حماس للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والفصائل تحت رعاية روسية أو مصرية أو رعاية روسية مصرية مشتركة.
وجاء في بيان الخارجية الروسية “خلال الاجتماع، تمت مناقشة سبل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتمت دراسة جوانب مختلفة من الوضع الحالي في قطاع غزة، والجهود المبذولة لتحقيق تسوية دائمة وشاملة في الشرق الأوسط على أساس قانوني معترف به دوليًا”.
وصرَّح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” في موسكو – أن لروسيا دور متميز ومقدر في التعامل مع القضية الفلسطينية بشكل عام، ومع حركة حماس وملف المصالحة بشكل خاص، مشيرا إلى أن موسكو كانت دوماً عامل جذب لهذه القوى ومحور إسناد في مواجهة محاولات التفرد بالتعامل مع القضية الفلسطينية، كما لعبت دوراً مهما في ملف المصالحة.
ومنذ فوز الحركة الإسلامية بالانتخابات التشريعية التي جرت عام 2006م، أقامت روسيا علاقات مع حماس واستقبلت قادتها في أكثر من مناسبة، كما أن موسكو تتمتع بعلاقات جيدة أيضاً مع “إسرائيل” والسلطة الفلسطينيّة ومصر.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن أواخر يناير الماضي الخطوط العريضة لصفقته المزعومة، لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة “أرخبيل” تربطه جسور وأنفاق بلا مطار ولا ميناء بحري، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ”إسرائيل”، وتجريد المقاومة من سلاحها، ومنع عودة اللاجئين، والاعتراف بيهودية الدولة العبرية.
ويجري زعيم حماس جولة خارجية بدأها، في ديسمبر الماضي، بزيارة مصر ولقاء وزير مخابراتها العامة عباس كامل، ثم زار دولاً عدة من بينها تركيا وقطر وماليزيا وعُمان.
جدير بالذكر أن هذه الجولة الخارجية هي الأولى من نوعها لزعيم حماس منذ انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة عام 2017م، باستثناء زياراته المتكررة للقاهرة.
وكشف رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية- خلال حوار أجراه مع قناة RT” ” الروسية، يوم الاثنين الماضي، أن حركته عرضت على روسيا أربعة خيارات لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
مضيفا أن “الخيار الأول هو إجراء الانتخابات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما يتمثل الخيار الثاني في عقد اجتماع وطني خارج الضفة ليتسنى لجميع الفصائل المشاركة فيه”.
وأشار إلى أن الخيار الثالث كان عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، فيما تمثل الخيار الرابع في تشكيل حكومة وحدة وطنية بالاتفاق مع كافة الفصائل.
وأكد هنية أن لافروف رحب بمقترحات حركة “حماس” لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وشدد على ضرورة توحيد الفلسطينيين في ظل الظروف السياسية الحالية.
وتابع “نتبنى سياسية الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية، والعلاقة مع إيران استراتيجية وقوية، وليست على حساب أي دولة من الدول العربية.