المشهد اليمني الأول/
عمدت الإدارات الأمريكية المتعقدة على اخضاع قرار الأنظمة الحاكمة في البلاد الى إرادتها وسيطرت على مقومات الأمن القومي ودعائم السيادة الوطنية، وسهل لتمرير مخططها بأفراغ المؤسسات العسكرية في قدراتها الأمنية والدفاعية الفاعلة.
وطالما كانت القوات الجوية اليمنية في مواجهة مفتوحة مع المخطط الأمريكي المبني على تعزيز واقع الدولة اليمنية في حينه كتابع منزوع الارادة خصوصاً مع تنامي تخاوف واشنطن من تصاعد السخط الشعبي تجاهها بالتزامن مع هجمتها في المنطقة.
أشارت التقارير والإحصائيات إلا ان الحوادث المتعلقة بتدمير الطائرات الحربية المقاتلة، أرتفعت وكيلتها في أوائل العقد الأخير بالتزامن مع ما شهدتهُ البلاد من تحولات سياسية فقدت معها واشنطن أنسجام أدواتها مع الأرض وفق مسارات العمليات التي تخدم أطماعها وسياستها.
المخطط الأمريكي لتدمير القدرات الحربية والدفاعية للجيش اليمني مضى على مراحل متعددة من الأشكال والوسائل منها ما بني على اتفاقات سرية عقدتها مع عملائها في السلطة فتلك التي أطلقت بنائاً عليها الألاف من صواريخ الدفاع الجوي، وأخرى على شكل حوادث سقوط سرعان ما اخفيت حقائقها تحت عنوان الأختلالات الفنية والتقنية.
الأرادة الوطنية التي أرست دعائمها ثورة 21 من سبتمبر وما سبقها من نظالات في مواجهة الهيمنة الأمريكية وحروب الأدوات كان لها الدور الأبرز في وقف مخطط تدمير القدرات الحربية للجيش اليمني، ونمت حالة الوعي الشعبي لمخاطر المشروع الأمريكي وضرورة مواجهة، وهو ما دفع في الأخير بشن حرب عسكرية شاملة وتجييش أدواته المحلية والأقليمية لأعادة أخضاع الشعب اليمني لأرادته ومؤامرته.