عاصفة الرجال تعصف بعاصفة الحزم

815
المشهد اليمني الأول/

( إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ) إنه نصر الله وتأييده للمستضعفين من أبناء يمن الحكمة والإيمان ، وتمكينه للمجاهدين ، حماة الديار ، الذائدين عن الحمى ، المقاتلين في سبيل الله صفا كأنهم بنيان مرصوص ، إنه الوعد الإلهي الذي تضمنته الآية الكريمة ( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ) بعد ملحمة البنيان المرصوص البطولية الخارقة للعادة التي انتهت بالسيطرة على مديرية نهم ومديريات تابعة لمحافظتي مارب والجوف ،والتي شكَّلت محطة مفصلية فارقة في مسار معركة النفس الطويل ، وضربة قاصمة لظهور المرتزقة ومهفوف السعودية وبغل الإمارات ومعتوه أمريكا وخنزير الكيان الصهيوني ،

توالت الانتصارات والتقدمات الميدانية لأبطال الجيش واللجان الشعبية وقبائل نهم والجوف ومارب الشرفاء ومعها تتهاوى مواقع وتحصينات المرتزقة في الجوف ، وبعد معارك ضارية عصف الأبطال بعاصفة الحزم ، وتطهَّرت الجوف بأكملها من دنس مرتزقة السعودية ، وبتطهير الحزم عاصمة المحافظة عادت الجوف إلى حضن الوطن وتحررت من التبعية والولاء والعمالة والارتزاق للسعودية ، وعادت لها هويتها اليمنية التي عملت السعودية عبر أذنابها وأدواتها الرخيصة على طمسها وظنت بأن ريالاتها التي تدفعها للمرتزقة كفيلة بأن تجعل منها محافظة خاضعة للوصاية والانتداب السعودي.

تنفَّست الجوف الصعداء وتحررت من دنس الغزاة والمرتزقة ، بعد ملاحم بطولية سطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية ، تغلبوا خلالها على قصف الطائرات وقذائف وصواريخ السعودية ومرتزقتها الذين أصروا على المضي في درب الهلاك ، ورفضوا دعوات السلام وحقن الدماء التي وجّهت لهم من قبل القيادة الثورية والسياسية ، وساروا خلف التوجيهات السعودية المنفذة للأوامر الأمريكية ،

فأظهر المرتزق أمين العكيمي حالة من ( العنترة) التي يداخلها الكبر والغرور والتسلّط ، مستقويا بالديوان الملكي والأميري السعودي ، ومتكئا على العصا الأمريكية التي ظن بأنها كافية لتمنحه ومن معه من المرتزقة النصر ، متناسيا بأنه يقاتل في صف الباطل ، تحت راية الشيطان وقرنه ، وأن الوعد الإلهي بالنصر والتمكين هو للمؤمنين الذين يقاتلون في سبيل الله ، نصرة لدينه وإعلاءً لرايته.

لقد ساقته ذنوبه إلى ما وصل إليه من حالة تشرِّد بعد أن لاذ بالفرار صوب مارب ، مولِّيا دبره يجر أذيال الخيبة والخسران ، بعد أن تجرّعوا السم الزعاف وشربوا كؤوس المنايا على يد أبطال الجيش واللجان الشعبية الذين ضربوا أروع الأمثلة في البأس والشجاعة والإقدام ،
فخاضوا المنايا بنفوس مفعمة بالطمأنينة والإيمان ، وعلى وقع ضرباتهم الحيدرية تساقطت مواقع المرتزقة الواحد تلو الآخر ، ونجح الأبطال في تضييق الخناق على المرتزقة في مدينة الحزم عاصمة المحافظة التي تخندق فيها العكيمي وزمرته وحشد من أجلها المزيد من المرتزقة من شبوة وأبين ومارب وكتاف ، وتم تزويده بأحدث الأسلحة بغية تمكينه من الثبات والمواجهة والحيلولة دون سيطرة الأبطال عليها ، ولكن كل ذلك لم يمنح العكيمي وزبانيته أي غلبة على الأرض ، بل على العكس من ذلك تماما ، فقد فشل المرتزقة في مواجهة أبطالنا المغاوير فقتل منهم من قتل ، ووقع الكثير منهم أسرى وجرحى ، فيما لاذ البقية بالفرار بعد أن وجدوا أمامهم مقاتلين أشداء باعوا لله أنفسهم ، وصدقوه عهدا فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

بالمختصر المفيد، عاصفة الرجال اليمانية عصفت بعاصفة الحزم السعودية ، فسقطت الحزم كما سقطت عاصفتهم الإجرامية ، وبسقوطها سقط المشروع السعودي التدميري التآمري الاستعماري ، وباتت الجوف بلاد النفط حرة أبية متحررة من دنس الغزاة والمرتزقة ، فلا وصاية سعودية عليها بعد اليوم ، ولا مانع يحول دون التنقيب عن النفط فيها ،

لقد قطعت عملية السيطرة على مدينة الحزم اليد السعودية الممتدة إلى الجوف ، كما قطعت ثورة 21سبتمبر أيادي السعودية الممتدة داخل اليمن ، وستتواصل عمليات الأبطال إلى حين تطهير كافة المحافظات اليمنية من دنس الغزاة والمرتزقة وأذنابهم ، واستعادة اليمن عافيته وسيادته واستقلاله ، وصولا إلى اللحظة الفارقة التي يعلن فيها الانتصار الكبير لليمن واليمنيين في معركة النفس الطويل.
___________________
عبدالفتاح علي البنوس