المشهد اليمني الأول/
أدان خمسون من رؤساء الوزراء ووزراء الخارجية الأوروبيين السابقين ما يسمى “خطة الرئيس الأمريكي للسلام”، قائلين إنها ستخلق وضعاً أشبه بالفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي خطاب مفتوح نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية، قال الوزراء إن خطة ترامب تضع تصوراً لإضفاء صبغة رسمية على الواقع الراهن، حيث يعيش شعبان منْ دون حقوق متساوية، وأضافوا أن الخطة تعترف بمطالب طرف واحد فقط بالقدس، ولا تعرض حلاً عادلاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
هؤلاء الوزراء ليسوا أول من رفض خطة ترامب المزعومة للسلام، فقد كتب مارتن إنديك، الذي شغل سابقاً منصب المبعوث الأمريكي الخاص للمفاوضات الإسرائيلية -الفلسطينية، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، والسفير الأمريكي لدى “إسرائيل”، مقالة في مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، انتقد فيها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، والتي عُرفت بـ”صفقة القرن”، معتبراً أنها لم تترك شيئاً للفلسطينيين كي يتفاوضوا بشأنه، فهي تسوية مفروضة عليهم من جانب واحد، كما تفرض الاتفاقات على الطرف المهزوم في الحرب.
وكان الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر قد أكّد ضرورة منع “إسرائيل” من ضم أراضٍ فلسطينية في إطار خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، معتبراً أنها تنتهك القانون الدولي المتعلق بتقرير المصير وحيازة أراضٍ بالقوة وضم مناطق محتلة.
صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية كانت قد اعتبرت أيضاً في مقال لها تحدت عما يسمى بـ”صفقة القرن”، أن “خطة ترامب للسلام” مهزلة من البداية إلى النهاية.
ميدانيا أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المدمع خلال مواجهات مع جنود الاحتلال الصهيوني في منطقة جبل العرمة في بلدة بيتا قرب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية صباح أمس الجمعة، في حين نقلت مصادر إعلامية أن جنديا أصيب خلال رشقه بالحجارة.
ووصفت المواجهات “بالعنيفة” وفق شهود عيان، حيث اقتحم عشرات الجنود المدججين بالسلاح المكان منذ ساعات الصباح الباكر وباشروا بقمع المواطنين بإطلاق وابل كثيف من الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والرصاص الحي، كما هاجمت جرافة عسكرية المكان تمهيدا لخلع سارية العلم الفلسطيني الذي رفع فوق الجبل رفضا لمصادرته.
وقال المواطن خالد مفلح إن الاحتلال يريد إخلاء الجبل من المواطنين الذي احتشدوا هناك منذ ساعات مساء أمس الأول منعا لاقتحامات المستوطنين ومحاولاتهم الدائمة لتهويده ووضع أيديهم عليه.
وأضاف إن جنود الاحتلال منعوا أهالي القرية من الوصول إلى أراضيهم عبر نصب العديد من الحواجز ولاحقوهم حتى مداخل القرية المؤدية لجبل العرمة.
وانتقلت المواجهات من منطقة الجبل إلى محيطه في الجهة الشرقية للبلدة وإلى مدخلها في الجهة الغربية، ووقعت إصابات بينها اختناق وأخرى رضوض بفعل دفع الجنود للمواطنين، ونقل المصابون إلى المراكز الصحية في البلدة لتلقي العلاج.
وكان أهالي بيتا والقرى المجاورة قد دعوا منذ أيام عبر مكبرات الصوت في المساجد لإقامة صلاة الجمعة أمس في جبل العرمة كما فعلوا خلال الأيام الماضية، وذلك لمنع المستوطنين من اقتحامه، حيث يوجه المستوطنون دعوات لاقتحامه أيضا.
وعلى صعيد مشابه، هاجم مستوطنون المحال التجارية في شارع حوارة الرئيسي جنوب مدينة نابلس وأطلقوا الرصاص تجاه المواطنين قبيل منتصف الليلة قبل الماضية وحطموا زجاج تلك المحال ولاحقوا المواطنين وأطلقوا النار صوبهم، في خطوة استفزازية للمواطنين.