المشهد اليمني الأول/
يتحدث تقرير نشره موقع أمريكي إلى اتجاه السعودية لتنفيذ ما أسماه (الخطة ب) في اليمن، التي قال إنها تتضمن تفكيك وتقسيم اليمن، بعدما فشلت الرياض في فرض سيطرة قواتها مع التحالف العربي على كامل اليمن.
تقرير موقع “جلوباليست”، تساءل عما إذا كان التحالف السعودي لديه خطة احتياطية حال فشلت عملية السيطرة الكاملة على اليمن، مرجحا أن تكون أحد الحلول المطروحة والممكنة، هو تقسيم وتفكيك اليمن، وهو ما وصفه بالخطة (ب) التي اعتبرها الأكثر بؤسا وقتامة.
ويحذر كاتبا التقرير من أنه عندما تنتهي الحرب، التي تدعمها الولايات المتحدة في اليمن، سوف تكون هناك دويلة إرهابية مستقلة أخرى في اليمن، في إشارة لنشاط تنظيمات القاعدة والحوثيين.
التقرير يحاول الإجابة عما جرى في اليمن بعد مرور عام على الحرب، وما نتج عن وقف إطلاق النار الأخير الذي وصفه بأنه محكوم عليه بالفشل، مشيرا إلى أن المبررات السعودية للحرب، والتي حاول سفيرها في أمريكا الأمير عبد الله آل سعود شرحها في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال مؤخرا لم تكن مقنعة.
ويشير التقرير إلى أن السفير السعودي يعترف أن الشعب يعرف بالكاد لماذا أطلقت المملكة الحرب، حيث يقول: “كنت خارج الخدمة الحكومية مع بدء العملية، لذلك مثل كثير من السعوديين، كنت أتساءل لماذا أقدمت المملكة على هذا العمل الجريء وغير المعتاد”.
هل كانت هناك خطة (ب)؟
تحت هذا العنوان، يقول الموقع الأمريكي إن التحالف السعودي لديه خطة احتياطية في حال فشل عملية السيطرة الكاملة على اليمن وهو تقسيم البلاد.
ويشير إلى أن هذه النتيجة المستهدفة، أي التقسيم، قد تبدو مبالغا فيها أو مثيرة للقلق، ولكن من هم على دراية بتاريخ اليمن على مدى العقود القليلة الماضية لن يشعروا بالمفاجأة إذا علموا أن هذا هو الهدف غير المعلن من حرب السعودية هناك.
فاليمن يعد بلدا فقيرا جدا، وكان ينظر إليه على نطاق واسع قبل الحرب كنموذج لدولة فاشلة، ويحيط بحدوده الطويلة مع السعودية (1100 ميل)، الثراء والقوة القادمين من السعودية.
فعدد سكان اليمن، حوالي 27 مليون نسمة، هو تقريبا نفس حجم سكان المملكة العربية السعودية، ولكن دخل الفرد في اليمن يبلغ 1/20 من دخل الفرد في السعودية، ولهذا فالتحديات في اليمن اجتماعية واقتصادية بطبيعتها، ومحاولة السعودية تفجير هذه التحديات عن بعد ممكن، كما يمكنها من التحكم في اليمن.
ويزعم التقرير أن السعودية قد تعمدت تدمير البنية التحتية في اليمن على غرار ما فعلته أمريكا في العراق، مؤكدا أن القوات البرية المشكلة من عدة دول عربية لم تفعل شيئا يذكر لتحسين الصورة، ما يعني أن اليمن بات مكسورا وغير قادر علي توفير وظائف أو تحسين حياة مواطنيه الاقتصادية.
ويشير التقرير إلى ما وصفها بأنها “رغبة سعودية قديمة” في تقسيم اليمن مدللا على ذلك بجملة شواهد:
أولا: إن المملكة العربية السعودية لم تدعم توحيد شمال وجنوب اليمن في عام 1990، وأنها حاولت منع هذه الوحدة اليمنية من الحدوث مرارا وتكرارا في العقود السابقة، من خلال دعم القادة اليمنيين الجنوبيين والجماعات الانفصالية، حتى أصبح اليمن ثاني دولة في العالم بعد الولايات المتحدة من حيث نصيب الفرد في امتلاك السلاح.
ثانيا: يشير التقرير إلى أن الحكومة الانتقالية التي سعت السعودية لدعمها في اليمن منذ فبراير/شباط 2012، والتي طردها الحوثيون عام 2015 كانت تخضع لسيطرة الجنوبيين من عدن.
ثالثا: تركز المملكة العربية السعودية جهودها الحربية على تأمين عدن، عاصمة الجنوب السابق، والتدخل السعودي لم يبدأ بعد استيلاء المتمردين الحوثيين على صنعاء، عاصمة الشمال، وإنما بعد سقوط عدن، كما أن الجزء الأكبر من الاهتمام العسكري السعودي ركز على جنوب اليمن، وفقا للتقرير.
عيوب الاستراتيجية السعودية.
ويشير التقرير إلى أن الهدف النهائي السعودي هو أطروحة التقسيم، وهذا يفسر الاستراتيجية المتبعة من قبل السعوديين في اليمن والتي تتسم بالقسوة والوحشية، بحسب التقرير. ويقول إن السعودية تهدم أجزاء من اليمن بفعل الضربات الجوية وأن الغزو قد يكون يستهدف إحداث تقسيم دائم سواء كان ذلك عن طريق الصدفة أو التصميم.
ويحاول التقرير أن يتساءل عما إذا كانت الخطة السعودية المفترضة تتماشى مع مصالح الولايات المتحدة. مشيرا إلى أن سياسة الولايات المتحدة، هي المحافظة على الحدود القائمة في السبيل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، بينما السعودية لا تهتم كثيرا بالحدود بحسب زعم التقرير.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن نتائج التقسيم ستكون أنشأت جماعة أخرى على غرار داعش في اليمن، وهي تنظيم القاعدة الذي نما في ظل الفوضى والمناطق النائية، وأنه ليس من مصلحة السعوديين أن يحدث ذلك، بحسب وصف الكاتبين.