المشهد اليمني الأول/
بعدما شهدت المناطق السعودية وصول أسراب كبيرة من الجراد، حطّت أسراب جديدة من الجراد في اليومين الماضيين في عدد من المزارع في العبدلي والوفرة في الكويت، ممّا استنفر الجهات المعنية لمحاصرته ومنع انتشاره.
رئيس اتحاد المزارعين في الكويت عبد الله الدماك أكد لوكالة الأنباء الرسمية وصول الجراد، متوقعا تكبّد المزارعين أضرارًا بسبب هذا الغزو، مطالبا الجهات المعنية بالتعامل مع الجراد بما لا يؤثر سلبا على المحاصيل الزراعية.
كذلك دعا الدماك الهيئة العامة للزراعة لحصر الخسائر بعد انحسار هذه الموجة وتعويض المزارعين المتضررين.
من جهة أخرى، ردّ مسؤول إحدى فرق الطوارئ لوكالة الأنباء الكويتية سبب وصول أسراب الجراد قادمة من السعودية إلى منطقة العبدلي إلى الهواء القوي الذي قام بسحب الجراد معه إلى البلاد.
وأعرب مزارعون عن خوفهم على محاصيلهم من الجراد الذي يأكل الأخضر واليابس، مشيرين إلى أنه في المرات السابقة التي غزا فيها الجراد مزارعهم تحملوا خسائر فادحة.
أسراب الجراد الصحراوي بدأت بغزو منطقة الخليج العربي والقرن الإفريقي وجنوب آسيا، مهددة الأخضر واليابس وكل مصادر الغذاء في المنطقة، الأمر الذي رأى فيه المراقبون الغزو الأسوأ على مدى ربع قرن.
القصة بدأت مع تكاثر الجراد في منطقة ساحل القرن الأفريقي، حيث انتشر بأسراب كبيرة في أثيوبيا وكينيا والصومال وجنوب السودان، ووصلت بعض الأسراب منه إلى 150 مليون جرادة، إلا أن هناك أسرابًا هاجرت إلى منطقة الخليج وبدأت من اليمن إلى السعودية والبحرين وأجزاء من إيران والهند وباكستان.
أين انتشر الجراد؟
في السعودية، غزت أسراب الجراد، المنطقة الشرقية وتحديدًا مدينتي الدمام والخبر، وحسب صحيفة “سبق” المحلية، انتشرت مقاطع فيديو عدة على مواقع التواصل الاجتماعي لأسراب الجراد بكثرة على كورنيش مدينة الخبر.
أما في البحرين، فقد انتشرت أسراب هائلة من الجراد الصحراوي في عدد من مناطق البحرين، وخصوصًا المناطق الساحلية، بحسب صحيفة “الأيام” المحلية.
وفي قطر، دعت وزارة البلدية والبيئة بدولة قطر أصحاب المزارع والجمهور إلى إبلاغ وحدة مكافحة الآفات الزراعية بإدارة الشؤون الزراعية في حال رصد ومشاهدة الجراد الصحراوي.
وبينما رُفعت حالة الطوارئ إلى الدرجة “القصوى” في الأردن جراء وصول أسراب الجراد الصحراوي إلى مناطق قريبة لحدود البلاد مع السعودية، أُعلن في سوريا عن غرفة عمليات خاصة بمكافحة الجراد الصحراوي التي تهدد المنطقة في هذه الأوقات من العام، وتزويد المحافظات السورية بأدوات مكافحة ومبيدات.
مخاطر الجراد الصحرواي
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أوضحت أن الجراد الصحراوي هو أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم، مشيرة الى أنه عبارة عن آفات آكلة نَهمَة تستهلك مثل وزنها في اليوم، وتستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي الذي تستخدمه قطعان الرعاة كعلف.
بالموازاة، تقول منظمة “الفاو” إن أسراب الجراد الصحراوي بدأت من أوائل عام 2020، عندما سمحت الظروف المناخية المواتية بتكاثر الآفات على نطاق واسع في شرق أفريقيا وجنوب غربي آسيا والمنطقة المحيطة بالبحر الأحمر.
وبحسب مواقع عالمية، يلتهم الجراد في الكيلومتر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة.