الرئيسية زوايا وآراء أن تكون مرتزقاً للحظة!

أن تكون مرتزقاً للحظة!

المشهد اليمني الأول/

طبعا العنوان غريب وصادم، وأنا أعلم أنه لا يمكن لأحدكم أن يتخيل نفسه في هذا الموقع، فقط من باب الخيال العلمي لنحاول أن نعرف كيف تفكر هذه الكائنات! فبصراحة أنا عجزت عن فهم لماذا يمكن لإنسان كرمه الله بالعقل أن يفعل هذا بنفسه؟

الفقر.. ما الجديد؟! الشعب اليمني غالبيته الساحقة فقراء، ونحن قد ابتلينا لفترة طويلة من الزمن بحكام عملاء لم يتقوا الله فينا، فانتشر الفقر والجهل والمرض، بالإضافة إلى آفة الفساد التي نخرت جسد الدولة لعقود.. كنا أغنياء كما قيل لنا، نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، وفجأة وجدنا أنفسنا مع جيران جدد يكرهوننا دون سبب منطقي!

ولعدة عقود رأيناهم مصرين على جعلنا كعبيد فقراء فاسدين! ثم رحنا نفكر كيف نتخلص من الوضع الذي أجبرونا عليه.

لأننا بسطاء فكرنا أولاً أن العيب فينا، لذا غيرنا نظام الحكم الذي كان يقاتل هؤلاء الجيران، ولدهشتنا وجدنا جيراننا يقاتلوننا معه! قلنا أن العيب في مصر التي كانت تعادي جيراننا فأخرجناها، وبدأنا نقيم دولتنا، لكننا تفاجأنا بأن هؤلاء الجيران تآمروا وقتلوا رئيس الدولة الذي مد يد الأخوة لهم! ثم أتوا بشخص يثقون به، ولكن لا شيء تغير، لم يرضيهم كلّ هذا! ففكرنا أن السبب في الجنوب الذي كان يمقتهم ويمقتونه، فتوحدنا لنريحهم، ولكن هذا لم يرضهم أيضا!

أخيراً قررنا أن نرتاح مما وصلنا له من وضع مزرٍ، وقلنا لأنفسنا أنهم يريدون بلداً غنياً بقربهم حتى يرتاحوا من التهريب والعمالة التي طالما تباكوا منها، فقامت ثورة شعبية أطاحت بالنظام الفاسد، وأوّل رسالة للثورة كانت تطمين جيراننا بأننا لم ولن نستهدفهم، فقاموا بشن عدوان ظالم ووحشي علينا!!

طبعا.. تعاملهم الشرير معنا جعل كل يمني يرضع كره جارة السوء من ثدي أمه، وكلما كبر الصغير أدرك أن كل الشرور تأتيه من جيراننا في الشمال، رغم ما يحمله كل يمني من حب لمكة والمدينة، بل حب لكل ماهو عربي ومسلم، ولكن هذه المشاعر الطيبة لم تشفع له لدى حكام السعودية، فقالوا إن عزهم في ذلّنا، وقلنا نحن إنها أطهر بلاد وأنجس عباد!

وكان اليمني وهو على فراش الموت يحذر أبناءه من آل سعود، فماذا حصل في عقول المرتزقة ليعتقدوا أن هذا النظام الشيطاني يمكن أن يغير معاملته لهم؟!! هل هذا الخلل العقلي ناتج عن خلل جيني؟! أم أن الغباء أصبح كالوباء يجعل البعض بلا عقل ولا منطق؟!

المؤكد أن هذا النظام لن يرضى عن أي يمني حتى لو غير جلده، وسواء كنت ملكياً أو جمهورياً، سنياً أو شيعيا أو صوفياً، حتى لو أصبحت صينياً! فأنت يمني، فما فائدة هذه الحماقة؟! لو أعطاك المال فهو يخطط كيف سيردّه مع الفوائد، ولو أعطاك الإقامة فهو يفكر متى سيسحبها منك، ولو أعطاك الأمان فهو يعّد الأيام والليالي ليوم يفتك فيه بك وبأهلك!!

حتى الإخوان الحمقى الذين تنعّموا برعايته لعقود من الزمن هاهو قد غدر بهم في كل بلد وصل أليه!! وقد شاهدنا كيف فعل بهم خلال فترة العدوان في كل المحافظات بينما هم يلعقون أحذيته ويقتلون أبناء جلدتهم ليرضى عنهم! أيُّ حمق في رؤوس هؤلاء؟! بل أيُّ عمى وصلوا إليه؟!

أنا بصدق فقدت الأمل في هؤلاء المنحطين، وإنّي لأخجل حتى أن أفكر أن هؤلاء يمكن اعتبارهم يمنيين! فلا نداء العقل والمنطق نفع معهم، ولا نداء الدم والحمية أفادهم، ولا نداء المصلحة الوطنية والضمير أثر فيهم!! كأنهم ممن حقّ عليهم القول فهم صمٌّ عميٌ بُكمٌ!!

وإنّي أسأل الله أن يأخذهم لنستطيع أن نواجه آل سعود وجها لوجه ونحسم الأمر بيننا لنرتاح، فلولا هؤلاء المرتزقة السفلة لكنا انتهينا من آل سعود منذ العام الأول، ولكنّا أرحنا بلادنا وبلاد الحرمين والعرب والمسلمين والعالم من هذه الأسرة اللعينة.. وهذا ما سيحدث ولو بعد حين.
_________
عبدالملك سام

Exit mobile version