الرئيسية زوايا وآراء سوريا تنتصر على الإرهاب

سوريا تنتصر على الإرهاب

المشهد اليمني الأول/

بعد ثمان سنوات من الصمود ، وصلت أول طائرة إير باص تابعة للخطوط الجوية السورية ، بقيادة الكابتن زهير جمالي قادمة من دمشق .

وقريبا جدا تستعد شركة مصر للطيران لتسيبر أول رحلة مدنية جوية من مطار القاهرة الى حلب منذ عام ٢٠١٢ بعد ان قطع المخلوع محمد مرسي العلاقات مع سوريا.

عندما بدأت الحرب الإرهابية الكونية على سوريا ، وشارك فيها مقاتلون أجانب تم حشدهم بأموال عربية خليجية من مئة بلد ، كان التجييش الإعلامي ضد الشعب السوري يستهدف تركيعه من خلال عرض صور المذابح التي ارتكبتها الجماعات الإرهابية الدموية المتوحشة بحق المواطنين والأسرى العسكريين بصورة بشعة وهمجية.

كان الهدف من تلك المذابح هو زرع الخوف في نفوس المواطنين والجنود الذين دافعوا ببسالة وشجاعة عن وحدة وسيادة واستقلال سوريا .

لا زلنا نتذكر كيف كان الجيش العربي السوري البطل يحرر الكثير من المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون ، وسط هتافات المواطنين الذين كانوا يحتضنون الجنود السوريين وهم يرددون عبارة (الله محيي الجيش).

تعاظمت في الآونة الأخيرة بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري منذ تحرير مدينة حلب ومعرة النعمان وسراقب على تخوم مدينة إدلب.
وكشف تحرير ريف مدينة حلب المتاخم لريف إدلب ، ان الجماعات الإرهابية التي تدعمها تركيا وقطر وتحميها أمريكا والأمم المتحدة ليست معارضة معتدلة!!
في كل البلدات والقرى والمزارع والمباني والمعامل والطرقات التي حررها الجيش العربي السوري خلال هذا الأسبوع ، كانت ترتفع شعارات سوداء باسم (تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام — جبهة النصرة) !!

ثمة شعارات سوداء تذكرنا بما كانت ترفعه داعش في دولة الخلافة الإسلامية التي أقامتها في الموصل ونينوى شمال العراق ، والقامشلي شرق سوريا ، مما يدل على الطابع الفاشي الرجعي الموحد للمشروع الإرهابي.

جميع هذه الشعارات تنص على وجوب إطالة اللحى لأنها زينة الرجال ، ومنع اختلاط الرجال و النساء في العمل والأسواق لأنه يؤدي الى الفسوق ، وعدم الاستماع الى الموسيقى والغناء لأنهما كفر ورجس من عمل الشيطان.
عندما تهاوت دولة الدواعش في حلب قبل عامين ، كان أبطال الجيش العربي السوري يحطمون دفاعات الجماعات الإرهابية ويندفعون الى قلب المدينة.

حينها جاء المبعوث الأممي السابق دي ميستورا من نيويورك عبر أنقرة مسرعا، ثم قابل المعلم وزير خارجية سوريا ليعرض عليه مشروعا (أمميا) خبيثا تحت عنوان إنقاذ المدنيين في حلب ، من خلال السماح بإقامة إمارة اسلامية ذات حكم محلي في حلب ، على ان تكون تابعة للدولة السورية.

رفض المعلم هذا المشروع التآمري ، لكن ألمبعوث الأممي أصر على مقابلة الرئيس بشار الأسد ليسمع منه رأيه.

في اليوم التالي توجه دي ميستورا الى القصر الجمهوري بالعاصمة دمشق لمقابلة الرئيس بشار ، واثناء انتظاره موعد اللقاء دخلت عليه الدكتورة بثينة شعبان مستشارة الرئيس للشؤون السياسية والإعلامية ، لتسلمه خبرا رسميا نشرته وكالة الأنباء العربية السورية في تلك اللحظة ، يفيد بان الرئيس بشار الأسد قرر اعتبار المبعوث الأممي دي ميستورا شخصا غير مرغوب فيه ، وعليه مغادرة سوريا فورا !!

وقد أثبت الجيش العربي السوري انه لا يدافع فقط عن سيادة واستقلال ووحدة سوريا في مواجهة الحرب الدولية والإرهاب العابر للحدود ، بل يدافع ايضا عن الدولة المدنية الحديثة والقيم الإنسانية والحضارية المعاصرة في سوريا.
في شهر اكتوبر من عام ٢٠١٢ ، كنت اتحدث في مناظرة من القاهرة عبر قناة الميادين ، قبل ان أتوجه الى موسكو لحضور مؤتمر القمة الإعلامية العالمية حول الثورات الملونة ، وكان يشاركني في تلك المناظرة من صنعاء القيادي الإخواني في حزب التجمع اليمني للإصلاح الأستاذ محمد قحطان .

كان الحديث يدور حول سوريا وسط ضجيج إعلامي عالمي يروج لقرب سقوط النظام السوري والرئيس بشار الأسد خلال شهرين.

أتذكر ان الأستاذ محمد قحطان قال لي وهو واثق من كلامه :
يا استاذ احمد لقد حررت ثورة الشباب في الربيع السوري حتى الآن ، ٩٠% من اراضي سوريا ودمشق ، ولم يتبق سوى القصر الجمهوري وغرفة نوم بشار الأسد وزوجته ، وأرجو منك ان تخفف حقدك على ثورات الربيع العربي في اليمن وسوريا ومصر وليبيا ، وتقتنع بأن بشار الأسد سيسقط قبل ان تعود من موسكو الى صنعاء.

قلت له على الفور : يا استاذ محمد قحطان .. تذكر كلامي هذا والأيام بيننا ..

الرئيس بشار سيبقى ولن يسقط .. الأراضي السورية التي احتلها الإرهابيون من مختلف انحاء العالم سيتم تحريرها وستعود الى حضن الدولة، اردوغان هو الذي سيسقط وسيلقى على حبل المشنقة ، مصير الرئيس التركي الإخواني الأسبق عدنان مندليس ، بعد تورطه مع اسرائيل في التآمر على مصر عبدالناصر أوائل ستينيات القرن العشرين.
_____________
أحمد الحبيشي

Exit mobile version