المشهد اليمني الأول| متابعات المشهد
تطرقت صحيفة “ترود” إلى الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع القوات الحكومية السورية؛ وأشارت إلى أن إسرائيل لا تزال ترى في دمشق عدوا أخطر من المسلحين الإسلاميين المتعصبين.
جاء في مقال الصحيفة:
أعلن الجيش العربي السوري يوم 13/09 عن إسقاط طائرتين لسلاح الجو الإسرائيلي: إحداهما مقاتلة، والأخرى استطلاعية من دون طيار فوق محافظة القنيطرة إلى الغرب من بلدة سعسع. وأكدت دمشق أن منظومات الدفاع الجوي الصاروخية اعترضت الطائرتين بعد قصفهما مواقع مدفعية الجيش العربي السوري.
إسرائيل بدورها أكدت أن الطائرتين وجهت ضربات القوات الحكومية السورية بعد سقوط قذيفة في الجانب المحتل من هضبة الجولان. ومع أن قيادة “تساحال” نفت فقدان أي من الطائرات، فإنها اعترفت باستهداف طائراتيها بصاروخي “أرض-جو” أثناء هجومها على مرابض المدفعية السورية، وأشارت إلى أن الصواريخ السورية “لم تشكل أي خطر على سلامة طائراتنا”.
غير أن حادثة وقعت بتاريخ 22 / 06 / 2012، على مقربة من رأس البسيط، أظهرت بوضوح أن الجيش السوري قادر على تدمير المقاتلات. فقد أسقطت منظومات الدفاع الجوي السورية آنذاك طائرة حربية تركية في مياه البحر الأبيض المتوسط، ولم ينجُ طيارها من الموت.
وعلى أي حال، يقول المراقبون إنه لا يمكن وضع النقاط على الحروف في هذه القضية بشكل نهائي إلا بعد عرض صور أنقاض الطائرتين. وهي غير موجودة حتى الآن. ولذا لا يمكن تصديق تصريحات الطرفين من دون براهين.
فمن جهة، من المهم لنظام بشار الأسد إظهار قدرته على الدفاع من عدوته القديمة، وإسقاط مقاتلة يعدُّ إثباتا جيدا لأهليته العسكرية. ومن جهة أخرى، المجتمع الإسرائيلي ينظر إلى أي خسائر في صفوف عسكرييه بحساسية بالغة. ولذلك، فإن “تساحال” مهتم بالتعتيم على خسارة المقاتلة، وخاصة إذا ما أمكن إنقاذ الطيار.
هذا، ويعدُّ العداء بين سوريا وإسرائيل مبدئيا وقديما. وذلك بعد أن احتلت إسرائيل بنهاية حرب الأيام الستة عام 1967 هضبة الجولان السورية. ولاحقا حاولت سوريا استعادتها في حرب “يوم الغفران” عام 1973، ولكنها فشلت في ذلك.
ومن المعروف أن سوريا وإسرائيل كانتا على مدى سنوات طويلة تعدان للمواجهة فيما بينهما. وفي حين أن العسكرية الإسرائيلية اعتمدت على فرق الدبابات الثقيلة وقوة الطيران الحربي المتطور، فإن رد العسكرية السورية تمثل بتجهيز قواتها بالمعدات الحربية المضادة والدفاعية، وخاصة الدفاعات الأرضية-الجوية.
والحرب الإرهابية التي اجتاحت سوريا لم تؤدِ إلى تحسين العلاقة بين دمشق وتل أبيب. إذ إن الجيش الإسرائيلي وطيرانه الحربي وجها ضربات عديدة إلى الجيش السوري أثناء فترة انشغاله بالحرب مع الإرهاب في الداخل. وفي عامي 2013 و2015 هاجم الطيران الحربي الإسرائيلي مخازن عسكرية للجيش السوري يفترض أنها كانت تحوي صواريخ قادرة على تدمير أي هدف في العمق الإسرائيلي.
وإن قصف الطيران الإسرائيلي مواقع مدفعية الجيش السوري قبل يومين لم يكن الأول. فإسرائيل توجه ضرباتها إلى مواقع المدفعية السورية بانتظام. وكانت المرة ما قبل الأخيرة في الشهر الماضي. وفي كل مرة تتذرع إسرائيل بأن قذائف سورية سقطت على أرض الجولان المحتل.
هذا، ويؤكد الخبراء والمحللون احتشاد ما لا يقل عن 50 فصيلا إرهابيا على امتداد منطقة الحدود التي يبلغ طولها 80 كيلومترا بين سوريا وإسرائيل، بما فيها تنظيما “داعش” و”جبهة النصرة”. ولكن، وعلى ما يبدو، فإن القيادة الإسرائيلية تعدُّ دمشق كما في السابق عدوا أخطر من أي مسلحين إسلاميين متعصبين