قرارات غريبة لولي العهد السعودي تساهم في التلاعب باقتصاد المملكه

843
المشهد اليمني الأول/

نشرت اذاعة “دويتشه فيله” الألمانية، تقريراً حول قرارات استثمارية كبرى اتخذتها السعودية، ناقلة عن خبراء اقتصاديين استغرابهم من تلك القرارات، عادّين بيع صندوق الثروة السيادي السعودي أسهمه في شركة تسلا الأمريكية والتي تقدر بـ”ثمانية مليون سهم”، قبل بضعة أشهر، هدراً للمال.

وكتب ألكسندر ديمينغ، من صحيفة “هاندسبلات” الاقتصادية، معلقاً على الاستثمارات السيادية للرياض: “يستثمر صندوق الثروة السيادي السعودي مليارات الدولارات في شركات ذات توجه مستقبلي، غير أنه يرتكب في ذلك كل الأخطاء التي يمكن ارتكابها”، بحسب ما ذكرته “دويتشه فيله”، في تقرير نشرته الجمعة.

وكانت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية كشفت أن الصندوق السعودي باع معظم أسهمه في شركة “تسلا” الأمريكية لصناعة السيارات الكهربائية مؤخراً.

ووصفت الوكالة بيع الصندوق السيادي السعودي لتلك الأسهم بأنه “بددها دفعة واحدة كمن يكبُّ المياه في الرمال”.

ويرى ألكسندر ديمينغ أن الاستثمار في شركات تكنولوجيا المستقبل تتطلب التحلي بالصبر ورباطة الجأش والنفَس الطويل، وهي صفات قد يكون صناع القرار في الصندوق السيادي السعودي يفتقدونها.

وهذه ليست المرة الأولى خلال السنوات الأخيرة التي يتخذ فيها الصندوق السيادي السعودي قرارات خاطئة.

ففي عام 2018، كشف ماسايوشي سون، مدير مجموعة “سوفت بنك” اليابانية، عن كيفية إقناعه وليَّ العهد السعودي محمد بن سلمان، باستثمار 45 مليار يورو في “صندوق الرؤية” (Vision Fund) للتكنولوجيا.

وفي لقاء تلفزيوني ببرنامج ديفيد روبنشتاين على تلفزيون بلومبيرغ الأمريكي، سأل المذيع، ماسايوشي سون عن كيفية تمكُّنه من إقناع بن سلمان باستثمار 45 مليار دولار في ساعة واحدة، فقاطعه الأخير قائلاً: “قولك ساعة واحدة أمر غير دقيق، استغرق الأمر مني 45 دقيقة فقط، فأقنعته بـ45 مليار دولار”.

غير أن المجموعة اليابانية أعلنت في نوفمبر 2019، عن تكبدها خسائر فصلية بقيمةٍ قدرها سبعة مليارات دولار؛ وهو ما ألقى ظلالاً من الشكوك على الاستراتيجية التي تعتمدها المجموعة، التي تستثمر في الشركات التكنولوجية الناشئة التي تستنفد السيولة النقدية بشكل سريع لتمويل نموها.

وبهذا الصدد كتب كريستوف ساكمان، في موقع “فوكوس” الألماني، الجمعة الماضي، أنه “من الصعب تحديد كيفية نمو استثمارات هذا الصندوق، ومن ثم الأسهم السعودية فيه، فقيمتها تعتمد فقط على (الحقن) المالية من القطاع الخاص”.

وتختم “دويتشه فيله” تقريرها، بالقول إن الاستثمارات السيادية السعودية يجب فهمها في سياق “رؤية 2030” لمحمد بن سلمان، التي تسعى لتنويع مصادر الدخل ببناء اقتصاد حديث مستقل عن ريع النفط، مشيرة إلى أن صندوق الثروة السيادي أحد أدوات تحقيق هذه الرؤية، مستدركة: “بشرط تصحيح الأخطاء وعدم تكرارها”.