المشهد اليمني الأول/
انطلقت ثاني رحلات “الجسر الأممي” لعلاج الشعب اليمني في الخارج، اليوم السبت، من مطار صنعاء الدولي، إلى العاصمة الأردنية عمان، على أن تتبعها رحلتان إضافيتان إلى عمان والقاهرة.
وغادرت ثاني رحلات الجسر الطبي الجوي الذي تسيره الأمم المتحدة للمرضى اليمنيين للعلاج في الخارج، عبر مطار صنعاء الدولي، بعد يوم من تأجيلها.
وأفاد مصدر مسؤول في مطار صنعاء، بأن 23 مريضا من المصابين بأمراض مستعصية و25 مرافقا لهم، غادروا على متن طائرة أممية بوينغ 737 متجهين إلى العاصمة الأردنية عمان.
وتداولت وسائل الإعلام المحلية والدولية بيان الأمم المتحدة، الذي نشرته في الثالث من فبراير الجاري، ويتضمن خبراً عن الرحلة الأولى لعملية الجسر الجوي الطبي والتي نقلت عدداً من المرضى من أصل مجموعة أولية مؤلفة من 30 شخصاً بالإضافة لمرافقيهم من صنعاء إلى عمان. البيان يؤكد أن عملية النقل لمجموعة أخرى من المرضى ستستمر، لكن في وقت لاحق، لم يتم تحديدها.
لكن وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الإنقاذ، اعتبرت ذلك مخالفا كلياً للمتطلبات الضرورية لحالات الإخلاء الطبي وابدت الوزارة تفاجؤها من خطاب منظمة الصحة العالمية المتضمن تغييرات طرأت في ترتيبات الجسر الطبي وآليات نقل المرضى.
وبحسب بيان الصحة فإن تسيير الرحلات كان مقرراً لها أن تبدأ يوم الثالث من فبراير، لـ30 مريضاً مع مرافقيهم حسب ما هو متفق عليه، لكن التغييرات توزع هذا العدد على أربع رحلات.
خلال خمس سنوات من العدوان والحصار، بلغ عدد المرضى الذين منعوا من السفر لتلقي العلاج في الخارج لعدم حصولهم على جوازات صادرة من مناطق العدوان ومرتزقته وإغلاق مطار صنعاء ولانعدام وجود دفاتر الجوازات في مناطق المرتزقة نحو 220 ألف مريض، بحسب الدكتور يوسف الحاضري – الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة اليمنية في تصريح سابق، أن من بين المرضى نحو 32 ألف مريض توفوا لعدم قدرتهم على السفر وغالبيتهم مرضى بالسرطان والثلاسيميا (فقر الدم الأبيض المتوسط) ومن المرضى من هم بحاجة إلى زراعة الكلى أو العمليات الكبرى التي لا تتوفر في اليمن.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن إجمالي عدد المصابين بمرض السرطان في اليمن بلغ 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل، فيما المصابون بالفشل الكلوي نحو 5200 مريض، وهم معرضون للوفاة في أي وقت، ونحو 1.2 مليون مصاب بالسكري، و1300 مصاب بالثلاسيميا، علاوة على 25 ألف مصاب بالأنيميا المنجلية، ويحتاج نحو 19 مليون يمني إلى الرعاية الصحية.
رغم ذلك قررت المنظمة الأممية نقل نحو 30 مريضاً فقط كمرحلة أولية على أربع رحلات، وهو ما أثار سخطا عارما في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة اليمنية من قبل الأطباء والنشطاء الحقوقيين والصحافيين الذين رأوا أن مثل هكذا حدث تصاحبه تلك الهالة الإعلامية ليدل دلالة واضحة على مدى التلاعب بأرواح اليمنيين والمتاجرة بها من قبل المنظمات الأممية ودول العدوان.
العراقيل المتكررة وتبريراتها تدل على أن لا نية لدى المنظمة الدولية لحل معاناة اليمنيين، ما يمكن أن يجعل من الجسر مجرد كذبة لا هدف لها سوى مفاقمة المعاناة، خاصة وأن الكثير من المرضى، يموتون وهم ينتظرون موعد السفر لتلقي العلاج، فيما تتخذ المنظمات من المعاناة وسيلة لكسب الفائدة وتقديم نفسها على أن العمل الإنساني هدفها السامي، لا سواه.
ويفرض تحالف العدوان السعودي في اليمن، منذ أغسطس عام 2016، حظرا على حركة الطيران في مطار صنعاء الدولي، وأوقف كافة الرحلات المدنية باستثناء رحلات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها، التي يتطلب القيام بها تنسيقا مع قيادة التحالف.