المشهد اليمني الأول/
من جديد فشل تحالف العدوان السعودي الأمريكي، عبر أدواته في محافظة مأرب من اقتحام العاصمة صنعاء وفقاً لما كان يخطط له.
بل أن المخطط انقلب رأساً على عقب، فمع أول تحرك عسكري لمرتزقة العدوان في مديرية نهم بمحافظة صنعاء، تصدى أبطال الجيش واللجان الشعبية الشهر الماضي لعدة زحوفات واسعة قام بها مرتزقة العدوان بغية التقدم نحو العاصمة صنعاء، وما هي ألا أيام وصدرت التوجيهات العسكرية بالرد على ذلك التصعيد من خلال شن اكبر عملية عسكرية ينفذها الجيش واللجان تحت اسم ” عملية البنيان المرصوص”.
وتعتبر عملية “البنيان المرصوص” التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية في اليمن أكبر عملية هجومية منذ بداية العدوان حتى الآن، إذ كبدت العدوان خسائر فادحة وأدت إلى تطهير مساحات شاسعة وبسط السيطرة على مساحة جغرافية تزيد عن ٢٥٠٠ كم مربع.. بالإضافة لدحر 17 لواء عسكريا و20 كتيبة من جبهة نهم ودحر خمسة ألوية مما يسمى المنطقة العسكرية الثالثة والمنطقة العسكرية السادسة.
كما تعد من العمليات المعقدة والواسعة الذي تحكمها أهداف ومسارات استراتيجية تفوق أي عملية سابقة ،،حيث ركزت على تحرير مساحات واسعة من الجغرافيا التي تسيطر عليها قوى العدوان منها جبهة نهم ومديريات متعددة في محافظة الجوف ومأرب .
وقد اعترف تقرير أمريكي بخطورة الوضع على حلفائهم السعوديين ومرتزقتهم في اليمن، سيما بعد عملية البنيان المرصوص.
وأشار معهد الشرق الأوسط الأمريكي، إلى أن القوات اليمنية تمكنت في عملية البيان المرصوص من تحقيق عدة أهداف أولها:” حماية الأراضي التي اكتسبوها، والقضاء على أي تهديدات عسكرية حالية ومستقبلية، أما الثانية فهي زيادة التهديدات ضد حكومة الفار هادي وداعميها في السعودية والإمارات، الأمر الذي يعزز من موقف حكومة صنعاء في أي محادثات سلام مستقبلية، كما ربط المعهد العملية العسكرية التي تأتي كردة فعل على التصعيد العسكري والخطة السعودية لاقتحام العاصمة صنعاء، بمسألة باب المندب، حيت أشار التقرير إلى أن هذه العملية تهدد خطة الإمارات في السيطرة على باب المندب.
ومن واقع تقدير الموقف يتضح أن العدوان ومرتزقته تلقى واحدة من اكبر الهزائم الاستراتيجية التي لحقت به وبقواته على الأرض وانه فقد وبشكل كامل السيطرة على الوضع في الجبهات الشرقية والشمالية بمأرب والجوف وتبخر حلمه في السيطرة على العاصمة صنعاء وهذه أهم جزئية،.
أما الوضع العسكري بالمستقبل فهو يشير إلى أن قوات المرتزقة في مأرب والجوف دخلت خط الانهيار وان الجيش واللجان أصبح لهم القدرة التامة على دخول مدينة مأرب و استكمال تطهير باقي مديريات مأرب وأيضا الجوف وهذا ما دفع المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث إلى القيام بزيارتين في اقل من أسبوع إلى العاصمة صنعاء بغية إنقاذ الموقف، سيما بعد أن أدى التصعد العسكري لقوى المرتزقة وقوات التحالف السعودي الأمريكي غالى نتائج عكسية على ارض المعركة.
وأمام هذا التراجع والفشل الكبير لقوى العدوان ومرتزقته، تأتي زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، من اجل وقف أي تقدم للقوات اليمنية إلى مأرب عبر محاولة الضغط على صنعاء عبر إبرام تهدئة على غرار ما حدث في الحديدة.
ولم تفلح الضغوط الأممية السابقة في ثني القوات اليمنية عن تطهير كامل مديرية نهم وعدد من مديريات محافظتي مأرب والجوف، حيث كان رد صنعاء بأن على الأمم المتحدة أن تضغط على الطرف الثاني بتنفيذ اتفاق التهدئة في الحديدة أولا ومن ثم النظر في التوقيع على تهدئة في أي جبهة من الجبهات.
ومع عودة غريفيث ، اليوم إلى صنعاء، ولقاءه بقائد الثورة ، أكد السيد عبدالملك خلال اللقاء أن الاعتداءات المتكررة من قبل دول العدوان واستمرار الغارات الجوية والزحوف العسكرية تعرقل كافة المساعي التي يتم بذلها من أجل تحقيق السلام ، وما يخلفه الحصار من كوارث إنسانية واقتصادية على عموم الشعب اليمني وعدم التقدم في ملف للاسرى والمعتقلين جوانب ملحة طالما ذكرنا الأمم المتحدة بأهمية تجاوزها وإيجاد حلول لها.
وهذا يؤكد أن أي مسعى للمبعوث الأممي للتهدئة مرهون بما طرحه السيد عبدالملك الحوثي من نقاط هي إنسانية بالمقاوم الأول، فإذا كانت قوى العدوان تريد السلام حقيقة فعليها معالجة الملف الإنساني، لأن تعنتها في ذا الملف يتنافي مع القيم الدينية والإنسانية والقوانين الدولية.
ويشكك الكثيرين في صدق النوايا الأممية لإحلال السلام، خاصة وان تحركات المبعوث الاممي السابق إسماعيل ولد الشيخ بدعوى انعاش المفاوضات كانت تجر وراءها على الأغلب تصعيد عسكري لقوى العدوان، بينما أضحت تحركات المبعوث غريفيث تتسم بأنها لا تأتي إلا عند فشل عمليات التصعيد التي تقوم بها دول العدوان، ليخرج المبعوث الجديد بمبادرات وتحركات سياسية، ليس من اجل السلام وإنما انقاذ التحالف من ردود الفعل.