المشهد اليمني الأول/
في الوقت الذي تشهد فيه الإمارات أزمة إقتصادية خانقة بسبب تقلّص المشاريع الإقتصادية وتراجع الإستثمارات الأجنبية، لا تكتفي “السعودية” الحليفة بالحياد عن الأمر إنما تتسبّب بمفاقمة الأزمة الإقتصادية من خلال تراجع أعداد السياح “السعوديين” في دبي بنسب ملفتة.
وفي التفاصيل، كشفت بيانات صادرة من دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي، تراجع أعداد السياح “السعوديين” بشكل ملفت جداً بين عامي 2018 و2019، ففي حين بلغ عدد زوار دبي القادمين من “السعودية” فقط خلال 2018 نحو 1.6 مليون زائر ليشكلوا نسبة 9.6 بالمائة من مجمل عدد الزوار للإمارة الذين بلغ عددهم 16.73 مليون زائر، سجل العدد تراجع ملحوظ بنسبة 20 بالمئة عام 2019.
يشار إلى أن خبراء إقتصاديون يصفون الأزمة الإقتصادية في دبي بالفاجعة نتيجة عدة أسباب من بينها انهيار البورصة، الأمر الذي جعل سوق دبي واحد من أسوء الأسواق العربية بحسب تعبيرهم، في حين تحاول وسائل الإعلام الإماراتية أن تخفي الأزمة الإقتصادية وتزعم بأن كل شي على ما يرام.
أبرز ملامح الإنهيار يرصدها خبراء بهبوط أسعار الشقق الفارهة في منطقة مساكن شاطىء جميرة الفخمة بنسبة 15% عن العام الماضي، بالإضافة إلى بيع العقارات بربع قيمتها وفرار المستثمرين تباعاً من البلاد، وذلك في ظل نهج ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد العدائي مع المحيط العربي والإقليمي.
ووفقاً لما ذكره موقع “موديرن دبلوماسي” الأمريكي فإنه تم مؤخراً إغلاق 1000 شركة بدبي، من بينها بنك “دوتشه فيله “الألماني الذي أغلق مكتبه في دبي وباع حصته في مجموعة أبراج الإستثمارية إلى جانب إعلان شركة “ماريوت إنترنشونال” العالمية عن إنهاء علاقتها بثلاثة فنادق كبرى بدبي وتسريح شركة أبوظبي الوطنية للطاقة عن 25 بالمئة من الموظين بالإضافة لتخفيض شركة الإتحاد للقطارات عدد العاملين فيها 30 بالمئة.
بدوره يلخّص رجل المال والإقتصاد العالمي مير محمد علي خان أسباب هذا الإنهيار في أربعة أسباب رئيسية وهي: “انفاق الإمارات عشرات المليارات في فوضى الربيع العربي، تورطها في الحرب الدائرة باليمن، إعتمادها على جيش من المرتزقة ومجرمي الحروب الذين يتقاضون رواتب ويقاتلون نيابة عنها، والتوسع غير الطبيعي لشركة موانئ دبي في شراء واستئجار الموانئ على مستوى العالم والتي بلغت 75 ميناء عالمي، والأهم فيها المطلة على البحر الأحمر والقرن الإفريقي، تلبية للإدارة الأمريكية”.
بالإضافة إلى ذلك، يشير خان إلى استنزاف الخزائن الخليجية من قبل الحليف الأمريكي في عقود تسليح كبيرة وتمويل حروب ودفع تكاليف الجنود والقواعد الأمريكية في قاعدة الظفرة، ويتابع “لذلك يتأكد أن مراهقي زايد دخلوا نفق سيطيح بهم وأبراجهم وإقتصادهم الوهمي، خاصة مع تعافي الدول المتضررة من التآمر الإماراتي والإحتقان الداخلي، والحصار الإقتصادي لإيران”.