كتب/ جميل أنعم: روح الأعياد والوطن والأمة والعقيدة حُراسها ..!
غادرتم من بين الدمار والنار نافضين الركام مودعين نظرات اليتامى وأنات الجرحى، في معركة شطب الدموع وتشييد النصر بُنيانٌ ترصّهُ الأرواح روحاً بعد روح..
نعم نزلتم من الجبال وعبرتم الوديان وقطعتم المسافات وانتشرتم في كل الجبهات فقط لتتساقط قطرات العرق وتنسكب دمائكم لتختلط بين حبات التراب صانعةً وطناً من الأرواح..
نعم وألف نعم وبكل لغات أهل الأرض إحتليتم قلوب 26 مليون يمني وانتشرتم للمحافظات كما تنتشر الشرايين إلى كافة الجسد، فدبت الحيوية والنشاط في الجسم اليمني بعد أن انهكته ديدان الفساد وحيتان الأزمات والحروب .
نعم أحتليتم ربوع اليمن كما تحتل الروح الجسد فلا حياة بلا روح ولا يمن بدون حراس العقيدة من جيش ولجان، نعم كان عيدهم الجبهات ليمنحوا الأرض ومن عليها كل الأعياد ..
نِعمَ الميليشيات أنتم نِعمَ الإنقلابيين نِعمَ المتمردين أنتم ..
بائعين الأعياد بائعين الكرامة بائعين العز بائعين الإنسانية، في زمن وطنية التحرير المناطقي والطائفي بالشهيد الأمريكي نيكولاس بطرس وحانات الجزيرة والعربية .
لله دُركم ودرُّ تراتيل رصاصكم..
أنتم الجبال السهول الأودية أنتم السحاب وحبات التراب.. لا حياة بدون مياه ولا معيشة بدونكم..
نعم وجدنا وطنية البردوني الكاملة في جراملكم، فلا صنعاء بدون نقم، ولا جولان بدون رازح أو حجة، ولا سيناء بدون ميدي أو الحديدة، ولا الضفة الغربية بدون تعز أو باجل ..!
وحدكم نعم كالبحر وحدكم، منكم ولكم جزركم ومدكم، وحدكم وآلاف الربى فوقكم وكل الدهر عندكم .
هوائكم الأنقى ولو كان مليئا برائحة البارود..
رشفة من زادكم ولو كان فارغاً متسخاً بالركام تفوق ما على الأرض من إباء وكرامة وعزة وصمود.. بل من أحذيتكم مخازن الكبرياء والشموخ .
سلبتم العقول قبل الجغرافيا أخذتم القلوب قبل التاريخ..
أنتم ملح التراب، ملح الوطن فلا طعام بدون ملح ولا وطن بدونكم كل ذلك وأكثر ومابعد الأكثر سيحكي عنكم التاريخ بأنكم بحجم وطن وأمة وعقيدة ومابعد البعد..
أقدمتم وقلتم عيدنا جبهاتنا قبّلنا أقدامكم وجباهكم، كل عام وأنتم الفخر والنصر يا روح الوطن، فليرعاكم رب الجبهات، ولتحرسكم كل الصلوات يا أبطالنا في الجيش اليمني العظيم واللجان الشعبية الأبية .