المشهد اليمني الأول/
حملت كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ، عددا من الرسائل العميقة والدلالات الكثيرة التي تضمنتها، على المستويين الداخلي والخارجي، والتي تعكس حرصه الجاد وتوجهه الصادق، والإخلاص، والوفاء وعظمة المسؤولية التي يجسدها هذا القائد الحكيم.
وكما يشير عددا من المحلليين السياسيين إلى أن هذا الخطاب يعتبر الخطاب المهم والأقوى والأعظم والذي اتسم بكثير من الدروس والعبر والحكمة والمسؤولية التي يتحتم على الأمتين العربية والإسلامية تحملها خلال هذه المرحلة.
فعلى المستوى الداخلي، ركز السيد القائد على قضيتين رئيستين، أولاهما الاهتمام بأحياء يوم الشهيد والاهتمام بأسر الشهداء على كافة المجالات التعليمة والصحية والتأهيلية، مشيرا إلى ضرورة التوثيق الاعلامي لحياتهم العظيمة وعكسها على المجتمع اليمني، كما أوصى بالاهتمام الكبير بأسر الشهداء على الصعيد الرسمي والشعبي
القضية الثانية التي أكد عليها، هي دعوته كافة أبناء الشعب اليمني إلى التفاعل من الجانب الرسمي والشعبي في الملف الاقتصادي والرؤية الوطنية التي فيها مصلحة الجميع.
من الرسائل المهمة والقوية التي حملها هذا الخطاب الفصل رسالته للنظامين السعودي والإماراتي بشأن الحرب على اليمني والتطورات في المنطقة، والتي دعا فيها النظامين السعودي والإماراتي أن يستوعبا الدرس خصوصا في ظل التطورات الكبيرة القادمة وتأثيراتها على عليمها سلبية جدا، مالم فإن التبعات ستكون وخيمة ومؤلمة جدا.
كما حمل الخطاب رسالة قوية للداخل والخارج، مفادها أن اليمن في مرحلة متقدمة هي أقوى من أي وقت مضى، في التصنيع العسكري وغيرها من النجاحات العسكرية القادمة التي ستكون أعظم مما تحقق.
أما الرسائل التي حملها هذا الخطاب للخارج العربي والإسلامي، فقد أكد على ضرورة التوحد والتعاون والتصدي للهجمة ومواجهة العدو الأمريكي والإسرائيلي، بكل السبل والامكانيات المتاحة، لافتا إلى أن العدو الأمريكي والإسرائيلي، يقودون معركة مباشرة وبعدائية واضحة في مواجهة الأمة الإسلامية، مشيرا الى أن شر أمريكا لم يقتصر على الأمة بل امتد لينال شعوبا غير إسلامية كما حصل في فيتنام واليابان وغيرها، مشيرا الى أن ما لحق بالشعب الفلسطيني طوال المراحل الماضية كان الدور الأمريكي حاضرا بالدعم المفتوح لإسرائيل، وأن ما من بلد ولا شعب في الأمة الإسلامية إلا وتحضر أمريكا فيه بشكل عدائي استكباري، مشيرا أن الدور الأمريكي أساسي في العدوان على اليمن إشرافا وإدارة وحماية سياسية وأسلحة تدميرية.
وأشار السيد القائد الى أن الهجمة الأمريكية على أمتنا يترافق معها مساران الأول هو التبرير والتأييد، والآخر هو تخذيل وتثبيط ولوم. مبينا أن مقابل كل جريمة أمريكية يأتي من يبرر وآخر يطلب من الآخرين السكوت، وهذه خيانة للأمة.
وأشاد السيد بالدور الإيراني في مواجهة الهجمة الأمريكية بالقول:إيران الجمهورية الإسلامية لها موقف الصدارة منذ انتصار الثورة الإسلامية في مواجهة أمريكا”، مؤكدا أن المعادلة في المنطقة ستكون مختلفة، والاستهتار باستهداف قادة الأمة سيكون التعامل معه مختلفا، “وعلى الباغي تدور الدوائر”، “وعلى الله فليتوكل المؤمنون“.