قائد الثورة السيد الحوثي: المواجهة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي دخلت مرحلة جديدة عنوانها التوحد والتعاون

997
المشهد اليمني الأول/

أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن المواجهة مع العدو الأمريكي والإسرائيلي دخلت مرحلة جديد وفصلا جديدا عنوانها التوحد للتصدي للهجمة والتعاون في مواجهة الخطر الأمريكي.

وقال السيد عبدالملك، في خطاب له، اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد، إن ذكرى الشهيد تأتي هذا العام مع تطورات وأحداث كثيرة، وإن المتغيرات في كل المحطات السنوية للمناسبة تكبر في مسار تصاعدي لصالح عباد الله المستضعفين في اليمن وباقي المنطقة.

وأضاف السيد أن الأمة الإسلامية أمام هجمة عدوانية أمريكية إسرائيلية واضحة تستهدفها على كل المستويات، الأمر الذي يستلزم مواجهتها بكل السبل والامكانيات المتاحة.

ولفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن العدو الأمريكي والإسرائيلي، أئمة الكفر في هذا العصر، يقودون معركة مباشرة وبعدائية واضحة في مواجهة الأمة الإسلامية، ولا يمكن نسيان ما فعلته وتفعله أمريكا في العراق وأفغانستان وفلسطين، مشيرا الى أن شر أمريكا لم يقتصر على الأمة بل امتد لينال شعوبا غير إسلامية كما حصل في فيتنام واليابان وغيرها.

وأوضح السيد أن من أعظم مصاديق الجهاد هو التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية الشاملة على أمتنا. مضيفاً بالقول: إن الوجود العسكري الأمريكي يخدم المؤامرات ويثبت الاستعمار ويقمع شعوب المنطقة.

وأشار السيد الى أن ما لحق بالشعب الفلسطيني طوال المراحل الماضية كان الدور الأمريكي حاضرا بالدعم المفتوح لإسرائيل، وأن ما من بلد ولا شعب في الأمة الإسلامية إلا وتحضر أمريكا فيه بشكل عدائي استكباري.

وأوضح السيد أن الدور الأمريكي أساسي في العدوان على اليمن إشرافا وإدارة وحماية سياسية وأسلحة تدميرية، ولولا التدخل الأمريكي وإدارتها للعدوان على اليمن لما وقع هذا العدوان.

وحذّر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي من خطر التسليم لأمريكا بالقول: “لو سلمنا لحالة التبعية لأمريكا وإسرائيل لكنا فقدنا جوهر ومبادئ الإسلام”.

وندد السيد بالأنظمة التي تعمل على إخضاع شعوبها للأمريكي، إلى مستوى عدم سماحها بالخروج في تظاهرة منددة بإسرائيل، وأصبحوا يعادون من تعادي أمريكا ويوالون من توالي.

وأشار الى أن حالة التبعية لأمريكا ستجرد الأمة من الكرامة وستفقدها القيم الإنسانية وستصادر الكرامة والحرية والاستقلال.

وقال: “نحن نعيش واقع هجوم على منطقتنا، فأمريكا هي التي أتت إلينا، فنحن لسنا من ذهب بالسفن لنهجم على الولايات المتحدة ولنعتدي على سكانها ونقتحم مدنها وننهب ثرواتها ونقيم عليها القواعد العسكرية.

وأوضح السيد أن أمريكا تستهدف كل شعوب الأمة الإسلامية بتدخلاتها وتآمرها، متسائلا بالقول: أين هو البلد العربي الذي لا تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية في شؤونه السياسية؟ وأين هو البلد الإسلامي الذي لا تتآمر عليه الولايات المتحدة؟.

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن أمريكا لا تحترم الخانعين والخاضعين والموالين لها كالنظام السعودي.

وانتقد السيد عبدالملك تبعية النظام السعودي المطلقة للأمريكي، بالقول: “تجاه أي مستجد في واقع أمتنا لا يختلف الإعلام السعودي عن الإعلام الأمريكي إلا في اللغة”. مضيفاً بالقول: “يتحدث الناس في أمريكا عن غباء ترامب، فيأتي الإعلام السعودي ليمجده!، وأن الأمريكي يحلب السعودي ولا يرعاه، أما الراعي فيحلب البقرة ويرعاها”.

وأشار السيد الى أن الهجمة الأمريكية على أمتنا يترافق معها مساران الأول هو التبرير والتأييد، والآخر هو تخذيل وتثبيط ولوم، مبينا أن مقابل كل جريمة أمريكية يأتي من يبرر وآخر يطلب من الآخرين السكوت، وهذه خيانة للأمة.

ووصف السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي العملية الإجرامية الأخيرة التي استهدفت قائدا مسلما حرا عظيما اسمه الحاج قاسم سليماني والحاج أبو مهدي المهندس ورفاقهم، بالاعتداء الأمريكي السافر.

وقال السيد إنه ليس لأمريكا حق أن تنفذ أي عملية عسكرية في العراق وتقتل من أبنائه وجيرانه، مشيرا الى أن أمريكا لم تحترم العراق كدولة ولم تحترم الدم العراقي ولم تحترم الدم الإسلامي في بلد مسلم، وأنها رسخت الاستباحة في منطقتنا لتفعل ما تشاء بمن تشاء متى تشاء دون أن ينتقدها أحد.

وأضاف أن معادلة أمريكا أن تقتلنا ونسكت وأن تتدخل في كل الشؤون ونذعن هي معادلة غير مقبولة لدى أحرار الأمة، لافتاً الى أن أحرار الأمة الذين يتحركون في كل الميادين من اليمن إلى لبنان إلى فلسطين والعراق إلى إيران لم يقبلوا بواقع الاستباحة الأمريكية.

وأشاد السيد بالدور الإيراني في مواجهة الهجمة الأمريكية بالقول: إيران الجمهورية الإسلامية لها موقف الصدارة منذ انتصار الثورة الإسلامية في مواجهة أمريكا”.

وأكد السيد القائد أن المعادلة في المنطقة ستكون مختلفة، والاستهتار باستهداف قادة الأمة سيكون التعامل معه مختلفا، مشيرا الى أن الضربة الصاروخية الإيرانية على القواعد الأمريكية جاءت انطلاقا من معادلة إسلامية قرآنية والموقف الحكيم والمسؤول.

وأعتبر السيد أن أخطر المعادلات التي أراد الأمريكيون تثبيتها هي معادلة التجزئة للمعركة، موضحاً أن أمريكا تقود تحالفات بوجه الشعوب، وفي المقابل يجعلون من اتحاد الأمة إدانة عليهم وتهمة، وإن عملاء أمريكا أدرجوا كل حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين في لائحة ما يسمى الإرهاب وهي تتصدى لإسرائيل. مضيفاً بالقول: “يراد لأمتنا أن يخوض كلٌ معركته لوحده، بينما لأمريكا أن تتحرك بالجميع!”.

ولفت إلى إن شعوب أمتنا الحرة في هذه البلدان التي هي في صدارة المعركة هم أكثر وعيا وأرقى مسؤولية وأعظم إيمانا وثباتا وأعلى وأنضج رشدا من أن نقبل بمعادلة تجزئة المعركة.

وأكد قائد الثورة على ضرورة التوحد في وجهة الهجمة الأمريكية بالقول: كما تحالف الآخرون علينا سنتعاون ونتحالف كأحرار للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية.

وأضاف: نعلنها بكل وضوح لا نقبل بمعادلة تجزئة المعركة، وكنا منذ انطلاق مسيرتنا القرآنية نؤكد على ضرورة توحد أبناء الأمة كالبنيان المرصوص والتعاون على كافة المستويات، ولن نتحرج بأن نقول نحن مع كل الأحرار وأملنا أن تتوسع هذه الدائرة في دفع الشر الأمريكي والإسرائيلي.

وأعلن السيد عبدالملك وقوفه مع إيران ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين وكل بلد يتعرض للهجمة الأمريكية.

وتوجه السيد بالنصيحة للنظام السعودي بمراجعة حساباته خصوصا مع اقتراب تمام 5 سنوات من حربه العدوانية علي اليمن.. وخاطبه بالقول: أنت تضع نفسك في الموقع الخطأ، ومشكلتنا معك أنك بدأت عدوانك علينا، ونحن لسنا عدوانيين على أحد من أبناء أمتنا، وموقفنا من أمريكا وإسرائيل مبدأي ومحق.

وأعرب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن أمله في أن يستوعب كل من النظام السعودي والإماراتي الدرس، فالتطورات القادمة كبيرة وتأثيراتها على النظامين سلبية جدا.

ووجه السيد رسالة للداخل والخارج، قائلا: نحن في مرحلة متقدمة هي أقوى من أي وقت مضى، ونجاحات عسكرية قادمة أعظم مما تحقق.

وفي ختام الخطاب دعا السيد عبدالملك الحوثي إلى التفاعل من الجانب الرسمي والشعبي في الملف الاقتصادي والرؤية الوطنية، وأوصى بالاهتمام الكبير بأسر الشهداء على الصعيد الرسمي والشعبي.