المشهد اليمني الأول/
سيناريو الرد الإستراتيجي يحتمل سيناريو واحد فقط لا غير، بينما أهداف اغتيال القاسم والمهندس يحتمل ثلاثة سيناريوهات حسب العقلية الصهيونية اليهودية.
السيناريو الأول:
انتقام يهودي صهيوني من رموز المقاومة للمشروع الصهيوني الجديد القديم، فقاسم سليماني هو صاحب البصمات الواضحة على صواريخ سرايا القدس الإسلامي التي تجاوزت الخطوط الحمراء لفصيل فلسطيني ضرب تل أبيب والقدس المحتلة بالصواريخ لأول مرة في نوفمبر 2019م، ومن ناحية أخرى فإن الثنائي أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني هم قادة الميدان الذين هزموا دولة الخرافة الوهابية التكفيرية الداعشية في سوريا والعراق المبرر الجديد القديم لحضور وبقاء الغرب الصهيوني بريطانيا ثم أمريكا إلى المنطقة بالأهداف المعلنة “القضاء على التوحش والإرهاب” وبالأهداف الغير المعلنة فلسطين لليهود الصهاينة والخيرات للغرب الاستعماري وللمسلمين التمزيق والتقسيم بكيانات ضعيفة هزيلة يحكمها حكام خونة مواليين للغرب والصهيونية.. وبزوال دولة الخرافة الداعشية تزول أسباب وجود أمريكا في المنطقة مكافحة الإرهاب الوهابي وما على ماما أمريكا إلاّ أن تحمل عصاها وترحل من المنطقة والمشروع الصهيوني سراب ووهم والكيان للزوال والأدوات المتصهينة في حيص بيص من أمرها المحتوم.
ومن أمثلة هذا السيناريو نذكر:
اغتيال فتحي الشقاقي والشيخ أحمد ياسين وخليل الوزير” أبو جهاد” وعماد مغنية وناجي العلي “حنظلة” وصالح الصماد، وحتى اللواء الشهيد اليمني المنسي من القاموس اليمني الوطني القومي الإسلامي اللواء الركن/ محمد أحمد عبدالمغني السنباني قائد اللواء العسكري اليمني المشارك في صد العدوان الصهيوني على لبنان صيف 1982م، واليهودي يهودي والطيار الصهيوني في أغسطس 2015م يغتال اللواء الشهيد وعائلته ويدمِّر المنزل بالكامل بمحافظة إب وبغطاء من شرعية الخيانة المتأبطة سيوف بني سعود والتكفير حلفاء اليهود وأمريكا.
السيناريو الثاني:-
تداعيات الاغتيال للرموز تؤدي إلى نقل النظام من مقاوم إلى منبطح للصهيونية وبوسائل صفراء ملونة مخادعة للشعب بالظاهر شيء زاهي ومزخرف بثقافة الحياة والحرية، والباطن فعل مختلف دم وأشلاء وجوع وإفقار وبجسور الوصاية السعودية أو جسور الإخوان وقطر وتركيا وأخيراً الإمارات بتبادل الأدوار فيما بينهم والقيادة الفعلية للسفير الأمريكي الصهيوني اليهودي والقواعد العسكرية الأمريكية، أما الخونة والعملاء هم أدوات ارتزاق وأحذية رخيصة لليهود ونصارى الغرب الصهيوني على أرض الميدان.
وهذا السيناريو نجح في مصر واليمن وأفغانستان وجزئياً في لبنان باغتيال رفيق الحريري، واغتيال الحمدي في صنعاء، وتصفية رموز التحرر الوطني والسيادة في عدن 13 يناير 1986م، واغتيال الزعيم/ جمال عبدالناصر بالسُّم القاتل ثم نقل مصر من مرحلة المواجهة مع العدو الصهيوني إلى شرطي أمن للكيان العبري، وبالوصاية السعودية وسراب نعيم الانفتاح الاقتصادي الرأسمالي، وكذلك اغتيال أحمد شاه مسعود في أفغانستان ثم سيطرة طالبان الدواعش على أفغانستان ثم أحداث نيويورك وأمريكا تحتل أفغانستان أكتوبر 2001م؛ وأمريكا 2020م تتفاوض مع طالبان للخروج من أفغانستان والوسيط قطر أو الإمارات، تبادل الأدوار بين التكفير الوهابي والإخواني؛ وكذلك اغتيال العلامة شهيد المحراب/ المرتضى بن زيد المحطوري ثم اغتيال عدسات كاميرا المراقبة الحقوقية والإعلامية الأستاذ/ عبدالكريم الخيواني قبل هجوم الصوص والعصابات على اليمن أرضاً وانساناً بعدوان مارس 2015م لإعادة اليمن إلى أحضان الصهيونية وبنفس الرموز التي طردها أبناء الجنوب أو ثار عليها الشعب اليمني في ثورتي 11 فبراير و21 سبتمبر وبكيانات جديدة ممزقة لليمن مناطقياً تحكمها عائلات سياسية أو تجارية موالية للخارج مثل عائلة عفاش وعائلات الأحمر؛ إضافة إلى سفاح مجازر 13 يناير وأعوانه علي ناصر وعائلة هادي وهناك عائلات أخرى لا تتعدي أصابع اليدين والرجلين، فالقاسم المشترك الأعلى لهم والذي يجمعهم كونهم وكلاء لشركات النفط الأمريكية والغربية وحتى الصينية، ولا حرية ولاديمقراطية ولا صحابة وأم المؤمنين ولا سنة ولا شيعة ولا مجوس، بل وكلاء وسماسرة للأوطان والخيرات من أجل جمهورية عائلة عفاش في تهامة وخلافة حميد الأحمر في مأرب ودولة علي محسن في شبوة وشرعية علي ناصر في أبين وهلمَّ جراً من المشاريع المناطقية على هوى شركات النفط الغربية، الدولة العميقة للنظام الرأسمالي الإمبريالي بعد إزاحة الرموز بالاغتيالات.
السيناريو الثالث:-
تداعيات الاغتيال تتدحرج وفق سيناريو صهيوني بخطط متعددة متغيرة حسب الأحداث المستجدة تنتهي إلى أزمات اقتصادية ومجاعات ودول خارج القانون الدولي وحروب إقليمية وعالمية تنتهي بخارطة سياسية عالمية بزوال وظهور وانكماش وتوسع دول تتكفل بظهور إسرائيل الكبرى بعد الصغرى، تماماً مثل اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند ثم الحرب العالمية الأولى، والمال اليهودي يخلق أزمة اقتصادية عالمية ثم تتشكل دول خارج القانون الدولي ألمانيا واليابان وإيطاليا وعصبة الأمم عاجزة ثم الحرب العالمية الثانية ثم الاستعمار البريطاني المهزوم في حرب السويس 1956م، وأمريكا بمبدأ ايزنهاور تملأ الفراغ العسكري والأمني في المنطقة لحماية الكيان الصهيوني والرجعية السعودية من حركات التحرر الوطني العربية.
واليوم أمريكا تنهزم وتحاول الرحيل ومحور المقاومة سيملأ الفراغ العسكري والأمني والسياسي بعد انسحابها، وهذا يعني زوال الكيانات الطارئة على الجغرافيا والتاريخ والإسلام؛ وبينما أمريكا تحاول الخروج من المنطقة مع حفظ ماء وجهها بالزعامة الهشة بالعقوبات الاقتصادية والسياسية بعد استهلاك أوراق الثورات الملونة واحتراق دولة الخرافة الداعشية وحتى الإخوانية العثمانية حدث حدث ما غيَّر وسيُغيِّر مجرى الأحداث.
فمجلس النواب الأمريكي يُحيل الرئيس ترامب للمحاكمة في الكونجرس الأمريكي وما لذلك من اغتيال ترامب سياسياً بالمحاكمة أو الانتخابات القادمة، وترامب يتجاوز الكونغرس باغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس وبمشاركة فعَّالة من الكيان الإسرائيلي لم تكشف خيوطها بعد؛ وترامب للنجاة افتراضياً من ألغام الكونجرس والانتخابات، وقضايا ترامب في خبر كان، تماماً كما ظنَّ وجزمَ البعض أن النظام السعودي والعائلة الحاكمة إلى زوال باغتيال خاشقجي وبينما كان تنظيم الإخوان العالمي يُسخِّن من على دكة الاحتياط للانقضاض على الحجاز ونجد ظهر وعلى غير العادة وفد من الكنيسة الإنجيلية الغربية الصهيونية في نجد الرياض، وبني سعود للنجاة وقضية الخاشقجي في خبر كان وأخواتها، بنقل السفارة الأمريكية للقدس وتنازلات أخرى كالراقصة الإباحية والملاهي والسياحة اليهودية والترفيه والخمور الحلال في أراض الحرمين الشرفين مع استمرار العدوان الصهيوني السعودي الأمريكي على يمن الإيمان والحكمة.
ببساطة أكثر كانت قضية خاشقجي ضغط على بني سعود، ومحاكمة ترامب ضغوط على الأخير للمضي قدماً بتنفيذ مخططات ما، ضغوط صهيونية على عواصم القرار لإنعاش المشروع الصهيوني المتعثر، بخطط الاغتيالات وخلط الأوراق وفعل ورد فعل وهروب للأمام بحروب وحرب عالمية وضرب عدة عصافير بالمقلاع اليهودي بالقضاء على محور المقاومة واستنزاف أمريكا مثل بريطانيا وحتى روسيا والصين بحرب غير تقليدية سيبرانية نووية وأسلحة دمار شامل دون أن تطلق إسرائيل رصاصة واحدة؛ ومن بين ركام الحرب العالمية المدمرة ستنبثق الحكومة العالمية الصهيونية لحكم العالم من القدس المحتلة بالتلمود اليهودي المُحرَّف لشريعة موسى عليه السلام حسب مخطط الثعلب الصهيوني العجوز هنري كيسنجر؛ ولذلك ستملئ إسرائيل الكبرى الفراغ العسكري والأمني والاقتصادي في المنطقة والعالم وسط محيط عالمي مثخن بالحرب وكوارثة، ووسط إسلامي عربي ممزق ومقسم إلى أكثر من 66 كيان مناطقي متناحر وبقيادة إسرائيل الشرق الأوسط الكبير.
أهداف اغتيال سليماني.. والمشروع الصهيوني وجهاً لوجه مع المشروع القرآني الكريم
في الماضي البعيد المشروع الصهيوني مَرَّ وعَبّرَ ووصل حتى القرن الواحد والعشرين وبنفس الأدوات المسيحية الصهيونية والعصابات الصهيونية العالمية والوهابية التكفيرية والإخوان والحُكَّام الخونة فانهزمت كل وجميع المشاريع التحررية العالمية والعربية وأصبح المشروع الصهيوني قاب قوسين أو أدنى من إسرائيل الكبرى الشرق الأوسط الكبير.
والحمد لله رب العالمين بنعمة القرآن الكريم وأعلام الهُدى أهل البيت الكرام وشامنا ويمننا محور المقاومة المقاوم والرافض لأمريكا وإسرائيل وأذنابهم في ديار المسلمين فأصبحت ثقافة الاستشهاد والتضحيات والثورات الحسينية على الطغاة والمستكبرين بالمشروع القرآني الكريم المبارك وجهاً لوجه مع المشروع الصهيوني وأدواته، فتم أولاً هزيمة وفضح التكفير الوهابي كأداة صهيونية متقدمة وتعرية الحكام الخونة، ودماء الشهداء العظماء أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني قرَّبت المسافات وستختصر الزمن وتقلل تكاليف اجتثاث الكيان الصهيوني، وأكثر من ذلك سيتخلص العالم كل العالم من التوحش العنصري الصهيوني والرأسمالية والإمبريالية وطغيان الحكام الظالمين بدين الرحمة للعالمين الذي سيطرد الصهيونية أمريكا والصهيونية إسرائيل بعضهم أولياء بعض من ديار المسلمين وفضح زيف الإسلام الوهابي وحتى العثماني الإخواني، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، أرادوا بالباطل والفشل مصيرهم، فأراد محور المقاومة بالحق والنجاح حليفه -بعون الله سبحانه وتعالى- والرد الإستراتيجي دخل مرحلة الإجراءات التنفيذية ومؤشرات ذلك هي:
1- ورد في وصية الحاج اللواء الشهيد قاسم سليماني ما يلي: “لا تغمضوا عيني بعد شهادتي ليعلم الذين ران على قلوبهم أني سلكت هذا الطريق عن وعي وبصيرة، وضعوا يدي خارجاً ليرى عبيد الدنيا أني ما اخذت معي شيئا من دنياهم ومالهم وصورهم، أحكموا قبضة يدي كي تعلم إسرائيل أنني سأبقى أذيقها بلاء قبضتي الحسينية، وأن جسدي الهام في التراب لن يدع لها استقرار”.
2- لأول مرة في تاريخ إيران الجمهورية الإسلامية الإمام/ علي خامنئي يترأس اجتماع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني واتخاذ قرار إجراءات الرد؛ والمظاهرات الشعبية تكتسح بلاد فارس.
3- للمرة الأولى أيضاً تُرفع في إيران الراية الحمراء فوق القبة المقدسة بمسجد جمكران في مدينة قم بإيران طلباً للثأر لدماء الشهداء، والراية الحمراء تحمل شعار “يا لثارات الحسين”، وهو شعار أطلقه “التوابون” وهم من انطلقوا ثائرين لمقتل الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء، ورفع الرّاية الحمراء يعني أن الثأر قد حان لا يهدأ قلب العشيرة ولا يقيمون العزاء حتى الثأر لسليماني.
4- محسن رضائي أمين مجمَّع تشخيص النظام الإسلامي الإيراني صرِّح وقال: “أن رد أمريكا على الرد الإيراني المرتقب سوف يستوجب رداً في حيفا ويافا ومحو إسرائيل من الوجود”.
5- بيان التعزية للسيد القائد/ عبد الملك بن بدر الحوثي -حماه الله ونصره- إلى الأمة الإسلامية بنعي القادة الشهداء أعلن فيه وبكل وضوح وشفافية عن جاهزية يمن الإيمان والحكمة بالمشاركة في الرد الإستراتيجي بقوله الخالد: “صفاً واحداً كالبنيان المرصوص”.
6- مجلس النواب العراقي صوَّت بالأغلبية على قانون طرد القوات الأمريكية من العراق وفصائل المقاومة العراقية الحشد العراقي أعلنت أن صواريخ المقاومة أصبحت جاهزة وموجهه نحو القواعد العسكرية الأمريكية بانتظار ساعة الصفر بالقرار السياسي وبدء معركة تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي.
7- سوريا قلب المقاومة النابض وبلسان الرئيس بشار الأسد أكد أن محور المقاومة سيدخل كمحور موحد في أي حرب قادمة مع الكيان الصهيوني ناهيك عن أن هناك عمليات عسكرية ضد الاحتلال الأمريكي في سوريا الذي يحتل منابع النفط السوري ويموِّل الدواعش وينهب النفط ويفرض عقوبات اقتصادية على الشعب السوري.
8- فصائل المقاومة الفلسطينية المسلَّحة من اليمين واليسار وحتى حماس الإخوان خنادق الضيف ستشارك بالرد مؤكدين أن “سليماني شهيد القدس” وبذلك سيتم إسقاط الورقة الطائفية الوهابية بالصراع الشيعي السني الوهابي والصحابة وأم المؤمنين والشيعة أخطر من اليهود وغيرها من الإسرائيليات الوهابية السعودية.
9- كل وجميع المحللين والمثقفين المقاومين ينادون ويطالبون بإعلان قيام تحالف محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمواجهة تحالف اليهود وبن سعود وأمريكا؛ ولسان حالهم لماذا حلال أن يتحالف بن سعود وعيال زايد مع اليهود وأمريكا ضد قضايا الأمة الإسلامية؛ وحرام أن يتحالف محور المقاومة مع إيران الإسلامية ولمصلحة القضايا الإسلامية؛ آن الأوان من بيروت ودمشق وصنعاء وطهران، أما المفكر القومي الراحل/ محمد حسنين هيكل قال مبكراً “على مصر والعرب التحالف مع إيران لمواجهة سايكس بيكو2 القرن الواحد والعشرين”.
10- الأمين العام للمقاومة الإسلامية السيد/ حسن نصر الله -حفظه الله- قال: “أن الرد على اغتيال القادة الشهداء هو طرد القوات العسكرية الأمريكية من المنطقة؛ وبرحيل أمريكا من المنطقة يصبح تحرير القدس وفلسطين على بعد مرمى حجر وقد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل فاليهود الصهاينة سيحزمون حقائبهم ويرحلون من فلسطين المحتلة”.
11- كتائب حزب الله العراقية دعت الأجهزة الأمنية العراقية الابتعاد عن القواعد الأميركية لمسافة لا تقل عن 1000 متر، وقررت تنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الأجنبية الغازية، والمتحدث باسم الكتائب جعفر الحسيني قال: “يد الكتائب بانتظار الأوامر لدك جميع القواعد الأمريكية الموجودة في كل أنحاء العراق وتحويلها إلى رماد”؛ والمسؤول الأمني في الكتائب أبو علي العسكري قال: “إذا فرض ترامب عقوبات على العراق فسنعمل مع الأصدقاء على منع تدفق النفط الخليجي”.
12- زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبرغم المواقف الأخيرة المتذبذبة أعطى أمراً بجهوزية المجاهدين في جيش الإمام المهدي ولواء اليوم الموعود ومن يأتمر بأمره من الفصائل الوطنية لتكون على استعداد تام لحماية العراق، وقال رداً على حديث ترامب بمعاقبة الشعب العراق: “أتهدد شعباً بالجوع يا ابن الملاهي وصالات القمار والنوادي الليلية؟، أتظن أن أموال الحجاز تنفعك وأن ترسانتك الحربية ستجدي نفعاً؟، بيتك أوهن من بيت العنكبوت وسلاحك أضعف من وخزة البعوض، أفنسيت فيتنام أم اشتقت لوحل آخر لتجد جنداً لا قبل لك بهم وجحافل أولها في البصرة وآخرها في دهوك”.
13- عشرات المواقف للقيادات العسكرية والدينية من طهران والعراق ولبنان وفلسطين المحتلة تجمع بأن دم الشهيد قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ستجرف الحضور الأمريكي من المنطقة وبلا رجعة.
14- عشرات التصريحات الدولية تؤكد أن حماقة أمريكا أدخلتها في أسوأ أوضاعها العسكرية والسياسية منذ الحرب الباردة، ولا صديق لأمريكا سوى الحمقى، وأن أصدقاء محور المقاومة من فنزويلا إلى كوريا الشمالية لن يقفوا موقف المتفرج بحال تعرض أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأي عدوان أمريكي.
متى وأين وكيف ومن سيبدأ بالرد.. واحتمالات مسارات الرد والرد المقابل
الرد لن يتأخر كثيراً وسيأتي قبل نهاية شهر يناير 2020م، وسيستمر لفترة طويلة حسب قواعد الاشتباك في الميدان، بما يضمن عودة الضباط والجنود الأمريكيين أفقياً بتوابيت وبشكل يومي إلى أمريكا؛ وقد نشهد عمليات استشهادية كبيرة ضد القواعد العسكرية الأمريكية، تقتلهم بالجملة، مثل تلك التي أجبرت المارينز الأمريكي على مغادرة لبنان مطلع الثمانينيات، ومغادرة الصومال في تسعينات القرن الماضي، أو بمعارك طويلة المدى، بحرب تحرير جهادية كالتي خاضها القادة الشهداء ضد دواعش الخرافة الوهابية الداعشية، بعد ضربات صاروخية ضد القواعد العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا خاصة مع زخات محدودة في السعودية والبحرين، وبعض محور المقاومة كيمن الإيمان والفصائل الفلسطينية ستضرب الكيان الصهيوني مع أفضلية ليمن الأنصار بالتوسع نحو أبو ظبي الإمارات.
ومن خلال تصريحات محور المقاومة هناك تباين بالآراء حول ضرب الكيان الصهيوني فإيران تربطه بالرد على الرد، والسيد حسن نصر الله بالتأجيل إلى ما بعد رحيل أمريكا وقد تكون هناك مفاجئات مباغتة من حيث لا يحتسب الكيان، وهذا لا يعني أن الكيان الصهيوني في مأمن من الضربات من بقية المحور خاصة يمن الأنصار، فالكيان الصهيوني هذه الأيام يتبع سياسة التمسكن فهو في حالة حكومة تصريف الأعمال من سنة تقريباً، وهناك أزمة حكومة وفساد بالظاهر “ما دخلني”، والمجرم نتنياهو يصرح بالقول: ” مقتل سليماني حدث أمريكي لم تشارك إسرائيل فيه ويجب عدم الانجرار إليه “، وهو بالحقيقة يحارب المسلمين المؤمنين بأمريكا والسعودية والإمارات والتكفير والخونة وحتى تركيا والعقوبات الاقتصادية والأمراض الفتاكة والحروب الناعمة للتدجين والإفساد لإضعاف الجميع والكل، وما بعد الإضعاف إسرائيل ستظهر قوية وحكم العالم حسب نظرية هنري كيسنجر، أما إذا ردَّت أمريكا على الرد فالمنطقة دخلت في حرب شاملة.
والورقة الرابحة والحاسمة فيها هي الملايين من الصهاينة اليهود الرهائن والأسرى في الملاجئ بعد ضربات صاروخية نوعية مدمرة على الكيان الصهيوني تنتهي بهجوم بري كاسح من الشمال لمجاهدي حزب الله ومن الوسط بمجاهدي غزة والضفة الغربية والهجوم الحاسم والفاصل والضربة القاضية هو عودة الملايين من الشعب الفلسطيني إلى فلسطين المحتلة من مخيمات الشتات في الأردن ولبنان وسوريا وغزة إلى فلسطين المحتلة كأمر واقع يطيح بالسلاح النووي الصهيوني والأمريكي، والتفاوض على رحيل اليهود الصهاينة من فلسطين مقابل ضمان سلامتهم من المصير المحتوم بأيدي الشعب الفلسطيني العائد إلى دياره ثم تفكيك الكيان الصهيوني العنصري.
وحتماً الرد المقابل سينعكس سلباً على الأمريكي، والمكر اليهودي سيحضر وربما تمتص أمريكا وفرنسا العنفوان المقاوم بمزاعم الانسحاب الأمريكي من العراق أو تمرير الاتفاق النووي الإيراني، فالناتو الصهيوني اجتمع والترويكا الأوروبية فرنسا وبريطانيا وألمانيا اجتمعت ولم يجد الكل والجميع في عيون محور المقاومة إلّا الهزيمة والخيبة والهوان، فالحذر مطلوب ومطلوب جداً جداً بالتعامل مع المكر والدهاء اليهودي، ولا شيء نتفاوض عليه قبل خروج قاتلة الشعوب والأمم أمريكا الصهيونية من المنطقة.
السحر سينقلب على الساحر.. وشرق إسلامي كبير لا شرق أوسط كبير صهيوني
فالمشروع الصهيوني وهم وسراب، مثله مثل مشاريع الخرافة الداعشية والخرافة الإخوانية العثمانية وإمارة طالبان الأفغانية التكفيرية؛ وكذلك الشرق الأوسط الكبير الصهيوني خرافة وإسرائيليات دموية، بل سيصبح الشرق الإسلامي الكبير؛ والأهم من كل ذلك هو أن دين الرحمة للعالمين هو من هزم المشاريع المتصهينة والمشروع الصهيوني المتوحش الذي أستباح العالم بالفتن والأزمات الاقتصادية والقروض والربا والبورصات والثورات الملونة الصفراء والحروب والأوبئة والأمراض والحصار والعقوبات الاقتصادية والاستعمار والإمبريالية والانحلال الأخلاقي والثقافي..إلخ، على مدى أكثر من ألف سنة من زمن ظهور ما سُمي بحقوق الإنسان اليهودي وحقوق الملك هنري الثامن في الزوجة الثانية وظهور البروتستانت المسيحي الصهيوني والكنيسة الإنجيلية المسيحية الصهيونية وتهويد بريطانيا العظمى بثورة وجمهورية اليهودي “أوليفر كرومويل” في الجزيرة البريطانية من أجل سيادة المشروع الصهيوني العنصري على العالم، حيث سيطرت الصهيونية على العالم وعلا علواً كبيراً فانبطح العالم كل العالم بشكل أو بآخر للصهيونية والإمبريالية وأذنابهم؛ ودين الرحمة للعالمين سيهزم باطل ألف سنة؛ وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين كل العالمين فالدين الإسلامي القرآن الكريم وأعلام الهُدى أهل البيت الكرام وحلفائهم هم المنقذين للعالم والبشرية والإنسانية من براثن الصهيونية اليهودية وأدواتها الاستعمار والإمبريالية والتكفير الإرهابي والحكام الظالمين، شاء من شاء وأَبى من أَبى، دماء الشهداء المجاهدين المؤمنين هي الطريق إلى القدس والرحمة للعالمين، وكفى بالله شهيداً ونصيراً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي