المشهد اليمني الأول/
تواصل السعودية والإمارات استخدام غطاء الإغاثة الإنسانية ومشاريع ما يسمى بإعادة الإعمار في محافظتي المهرة وسقطرى المحتلتين من أجل تنفيذ مخططات الهيمنة الاستعمارية على سواحل اليمن الشرقية المطلة على البحر العربي والمحيط الهندي.
وبقراءة سريعة للممارسات والأساليب التي تتبعها الدولتان الاحتلاليتان نجد أن الأعاصير التي تضرب ارخبيل سقطرى بشكل متكرر في السنوات الماضية تقدم خدمة كبيرة لأبوظبي التي تسارع بعد كل إعصار لتقديم بعض المساعدات للأهالي تحت يافطة الدعم الإغاثي والإنساني والذي تقوم من خلاله بتهريب المزيد من الأسلحة والمرتزقة الأجانب إلى الأرخبيل.
نوايا الإمارات السيئة وأطماعها التوسعية في سقطرى بدأ تنفيذها على الأرض عقب إعصارين ضربا الجزيرة في أكتوبر 2015، تحت عناوين إنسانية ومن أجل إغاثة السكان الذين يبلغ عددهم 60 ألف نسمة.
وقد اتخذت دولة الإمارات من الهلال الأحمر ومؤسسة خليفة كغطاء لتمددها داخل جزيرة سقطرى والسيطرة عليها وإيجاد نفوذ وسط السكان الفقراء الذين يعتمدون على الصيد وتربية الحيوانات، والقليل من الزراعة.
التوسع والوجود العسكري الإماراتي قابلته تحذيرات تضمنتها تقارير دولية ودراسات من مخطط التغيير الديموغرافي الذي تجريه أبوظبي في “سقطرى” من خلال تجنيس أغلب سكان الجزيرة ونقل الكثير منهم للعيش في الإمارات وإعادة أبناء الجزيرة المجنسين لإدارتها، ونقل بعض القيادات والجنود الموالين من محافظات جنوبية أخرى للقيام بمهام عسكرية وأمنية فيها.
وتستخدم الإمارات العديد من العناوين والشعارات والوعود الزائفة لتنفيذ أجنداتها في الجزيرة التي تحاول إيهام سكانها من خلال عرض مخططات للمشاريع الخدمية والاستثمارية التي ستقوم بتنفيذها وتدعي أنها ستغير معالم الجزيرة وتحولها إلى قبلة العالم السياحية والاقتصادية أو(هونج كونج) أخرى لكسب تعاطف الفقراء من أبناء المحافظات الجنوبية.
وابتداء من العام 2018 شهدت جزيرة سقطرى حراكا سياسيا وشعبيا رافضا للمخططات والتواجد الإماراتي في الجزيرة، وهو الحراك الذي كشف وجه الإمارات القبيح المتستر بالغطاء الإنساني لأبناء سقطرى الذين أجمعوا على دعم مشروع الدولة والحفاظ على وحدة الصف السقطري ونسيجه الاجتماعي
وبعد أن توقفت الأعاصير بأشهر قليلة على “سقطرى” عرف أبناء “سقطرى” مخطط “بن زايد” الرامي إلى احتلال جزيرتهم فخرجوا في مظاهرات حاشدة أكدوا من خلالها وقوفهم ضد مشاريع جر أبناء المجتمع والقبائل إلى الاقتتال الداخلي وترك الإمارات لبسط نفوذها على الجزيرة المطلة على المحيط الهندي.
لكن ورغم حالة الرفض الشعبي للوجود الإماراتي في جزيرة “سقطرى” إلا إن الإمارات عادت من جديد لاستخدام غطاء الإغاثة الإنسانية لتمرير مشاريعها التخريبية عقب تعرض الجزيرة لأضرار كبيرة بسبب العاصفة المدارية “بافان” التي ضربتها منذُ بداية ديسمبر الجاري.
وتطلق الإمارات حملة إعلامية كبيرة عبر مطابخها الإعلامية والعديد من المواقع الإلكترونية المأجورة للترويج لتدخلها الإغاثي وعمليات الإنقاذ التي نفذتها داخل “سقطرى” من أجل التغطية على جرائمها وانتهاكاتها وممارساتها ضد سيادة اليمن ووحدتها.
مشاريع الوهم السعودي
السعودية هي الأخرى اتجهت لسلوك نفس الطريق الذي تسلكه الإمارات وبدأت بالترويج لتدخلها ومساعيها للسيطرة على محافظة المهرة من أجل تمرير مشروع أنبوب النفط، تحت غطاء العمل الإنساني ومكافحة التهريب.
لكن وفي الوقت الذي تعلن فيه الرياض عن تنفيذ مشاريع تنموية، تشهد محافظة المهرة انتفاضة شعبية منذُ أوائل العام 2018 ضد الوجود السعودي وتطالب برحيل قوات الاحتلال وترك المحافظة للعيش بسلام.
يقول القيادي في اعتصام أبناء المهرة السلمي “أحمد بلحاف” إن سكان المحافظة باتوا يدركون الأكاذيب والمغالطات التي تنشرها وسائل إعلام السعودية، عن مشاريع برنامج إعادة الإعمار السعودي في المهرة، ويطالبون قوات الاحتلال السعودي بالرحيل.
وبحسب موقع “المهرة بوست” الإلكتروني أوضح “بلحاف” أن مئات الآلاف من اليمنيين والنازحين باتوا يعيشون في المهرة، ولم ير أحد منهم أي إصلاحات لشبكات الطرق الداخلية، مشيرا إلى أن الناس لا ترى ولا تسمع سوى الآليات العسكرية للسعودية وهي تدمر الطرق الاسفلتية.
ووجه بلحاف انتقادات لوسائل الإعلام السعودية التي أعلنت منذ أكثر من عام، عن مشاريع سعودية في القطاع الصحي وقطاع الطرق لكنها لم تنفذ أي من تلك المشاريع.
وأشار إلى أن المهرة تتلقى الدعم الحقيقي في المجال الصحي من سلطنة عمان، كبناء المراكز الصحية وتأهيل الكادر وكل ما يلزم الصحة، بالإضافة إلى أنه يتم تحويل الحالات الحرجة إلى السلطنة لتلقي العلاج.
___________________
الثورة