الرئيسية المشهد الدولي المحلّلون الصهاينة: أمامنا حرب صعبة وخسائر

المحلّلون الصهاينة: أمامنا حرب صعبة وخسائر

المشهد اليمني الأول/

أثار كلام رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي في “المركز الأكاديمي المتعدد المجالات” أمس في هرتسيليا موجةً من التعليقات داخل كيان العدو، خاصة عندما قال إن ضخامة النيران في الحرب المقبلة ستكون أكبر، متوقعًا أن يُطلق 1500 صاروخ وقذيفة يوميًا على المستوطنات.

“والاه”: حزب الله يعمل للتجهّز بصواريخ دقيقة قادرة على ضرب الجبهة الداخلية

المحلّل العسكري الصهيوني في موقع “والاه” أمير بوحبوط قال في مقالة له إن “كوخافي رسم بالأمس خريطة التحديات الماثلة أمام الجيش، من بينها التهديد المتطور في العراق”، وأضاف “الحديث لا يدور عن تمركز طهران في الدولة، إنما عن محور تهريب شهري لوسائل قتالية من إيران مرورًا بالعراق إلى سوريا ولبنان بهدف زيادة التهديد على الجبهة الداخلية الإسرائيلية.. الإيرانيون يقرأون جيدًا الخارطة ويستغلون نقطة الضعف لنقل صواريخ وقذائف صاروخية إلى الأراضي السورية.. هم لا يضيِّعون الوقت وعلى “إسرائيل” توسيع طرق الجمع وأساليب العمل لكبح عملية التمركز الإيراني في سوريا وإخراج بناء القوة لحزب الله، الذي يعمل بشكل جارف للتجهز بصواريخ وقذائف صاروخية دقيقة قادرة على ضرب أهداف في الجبهة الداخلية الإسرائيلية بقطر لا يقل عن 50 مترًا“.

وتابع “ليس صدفة أن يقول رئيس الأركان من دون إثارة الهلع أن الحرب المقبلة ستوقع عددًا كبيرًا من الإصابات في الجبهة الداخلية. على مايبدو، الإستخبارات الإسرائيلية لم تنجح في كشف كل عمليات التهريب، وتلك التي كشفها سلاح الجو لا ينجح دائمًا في مهاجمتها. لذلك المطلوب التواضع، خلافًا لتهديدات السياسيين التي لا تساعد في الردع إنما تزرع الخوف لدى المواطنين“.

“يديعوت”: كوخافي يُدرك أن الحرب المقبلة مع لبنان لن تكون قصيرة

بدوره، لفت المعلّق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوسي يهوشع الى أن الخطوط الرئيسية من خطاب رئيس الأركان أفيف كوخافي بالأمس تناولت التداعيات الكبيرة التي من المتوقع أن تحصل في الحرب المقبلة على الاسرائيليين”، وأردف “من أطلق الصاروخ المنفرد مساء أمس من غزة بإتجاه عسقلان، في الوقت الذي كان يحضر فيه رئيس الحكومة هناك مؤتمرًا، سمع بالأساس جزءًا من كلام كوخافي عن تسوية بين “إسرائيل” و”حماس”.. في مقولة واضحة بخصوص الوضع مع “حماس”،، قال كوخافي في خطابه إننا نعيش في لحظة إستثنائية يجب إستغلالها للتقدم في تسوية بين الطرفين، خاصة بعد إغتيال المسؤول في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في الشهر الماضي. أبو العطا والجهاد الإسلامي عارضا التسوية وحاولا تخريبها عبر إطلاق الصواريخ على “إسرائيل“.

وأشار يهوشع في مقاله المطوّل الى أن “الجهة التي أطلقت الصاروخ بالأمس في غزة، عدا رغبتها في إرباك نتنياهو بعمل مشابه للإطلاق السابق خلال مؤتمر لرئيس الحكومة في أشدود في أيلول، علمت عن التقدم في مفاوضات التسوية، وكانت قلقة منها“.

وتابع “طوال فترة، تردد كوخافي فيما إذا كان من المناسب تغيير سياسات التوضيح خاصة مع الجمهور الإسرائيلي حول نتائج الحرب المقبلة في لبنان. المعضلات حادة جدًا، إذا تحدثتَ عن 1500 صاروخ تطلق في يوم واحد من الشمال أنت تعظِّم العدو وتزيد الهلع وسط الجمهور الإسرائيلي. من جهة ثانية، يدرك رئيس الأركان أنه ملزم بإجراء تنسيق توقعات مع المجتمع، الذي إعتاد على جولات القتال مع حماس، إذ أن القبة الحديدية تؤمن حماية غير مسبوقة بنسبة 90% تقريبا من الصواريخ التي تُطلق“.

وبحسب الكاتب الصهيوني في “يديعوت”، أساس خطاب رئيس الأركان تناول الإستعداد للحرب المقبلة. كوخافي قرّر تغيير سياسات تنسيق التوقعات مع “المدنيين”، في كل ما يتعلق بالطريقة التي يُنظر فيها إلى الحرب المقبلة في الشمال. عملية تنسيق التوقعات المتجددة تتطلب الحقيقة. وهي ستتمّ ببطء وحذر، وهي بدأت بالأمس في خطاب كوخافي. رئيس الأركان تطرق إلى إحتمال شنّ هجمات إضافية على تشكيل الصواريخ الدقيقة الذي يهدد “إسرائيل” من الشمال، وقال إنه ستكون هناك حالات تجازف فيها “تل أبيب” حتى عتبة المواجهة أو المواجهة من أجل إحباط الصواريخ الدقيقة في الوقت المحدد.

القرار الذي إتخذه كوخافي، يتابع يهوشع، هو تحضير الجمهور للمخاطر، لكن من دون إخافته. نعم للتحدث عن التهديد، لكن بحذر. وعن مشكلة الجهوزية لم يكن بإمكانه الإسهاب، وأيضًا الإعلام بسبب الرقابة، لكن من المناسب الإصغاء إلى رئيس الأركان بشأن زيادة الميزانية المطلوبة في المدى الفوري لمجال الدفاع الجوي والتسليحات لسلاح الجو.

وبرأي الكاتب، يُدرك رئيس الأركان أن الحرب المقبلة مع لبنان لن تكون قصيرة وفق تقديرات لمن كانوا قبله، وكذلك أيضًا التوقع حيال المصابين. “لن تكون حرب من دون مصابين وأنا لا أضمن حربًا قصيرة. نحن بحاجة إلى حصانة تضاعف الإيجابية لدى الجيش. في الحرب المقبلة سنهاجم بقوة المنطقة العمرانية “للعدو”.. وفورًا بعد ذلك سنهاجم البنية التحتية النفطية، الكهرباء، والطرقات على الدولة التي تستضيف وتشجع المنظمة “الإرهابية” داخلها“.

في لبنان، أوضح رئيس الأركان أن “حزب الله يحاول إنتاج وجلب صواريخ دقيقة”، وأضاف “نحن نبذل جهدًا كبيرًا بعدم السماح “لأعدائنا” بالتجهز بسلاح دقيق”. لقد ألمح بشكل واضح كم هو مستعد للذهاب بعيدًا من أجل إحباط التهديد، على ما جاء في مقال يهوشع.

واستشهد الكاتب في “يديعوت” بكلام كوخافي عن إيران حين قال “يوجد إشتداد في التهديدات من جانبها.. طهران تواصل إنتاج صواريخ يصل مداها إلى أراضي “إسرائيل”.. الإحتمالات لمواجهة مع إيران ليست غير معقولة، وطالما أنه ليس هناك ردّ على التقدم في السلاح النووي، الأمر من المزمع أن ينتقل من مجال الحوار إلى قدرة فعلية“.

ووفق يهوشع، وجّه رئيس الأركان إنتقادًا ملمّحًا إلى الأميركيين بأنهم لا يردون على إيران “التي غيّرت سياساتها.. في السنة الماضية كانت أكثر فعالية وهجومية، وهذه السياسات في المقام الأول موجهة ضد دول الخليج. ليس هناك ردّ، ولا يوجد نشاطات مضادّة، ولا يوجد ردع أمام هذه النشاطات التي ينفذها الإيرانيون“.

“هآرتس”: كلام كوخافي يعني أن الحرب المستقبلية ستكون صعبة ومُكلفة

من جانبه، تحدّث الكاتب في صحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل عن ان كوخافي ألمح إلى إمكانية تعميق العلاقة بين “إسرائيل” وجزءٍ من الدول السُنّيّة في المنطقة، وأشار الى أن رئيس الأركان شدّد بصورة غير عادية، على العلاقات العسكرية الجيدة مع روسيا، لكنه سارع إلى الإضافة بأن الذخر الاستراتيجي المركزي لـ”تل أبيب” – إلى جانب أذرع الأمن – هو الدعم الذي تمنحها إياه الولايات المتحدة“.

هرئيل لفت الى أن “كوخافي تناول بالتفصيل ما هو متوقع للداخل الإسرائيلي في حالة حرب تتضمن إطلاقًا مكثّفًا من القذائف الصاروخية من الشمال؛ محذّرًا من أنه سيكون على الشعب هضم حقيقة أن الجيش سيتلقى خسائر مهمّة في مواجهة كهذه؛ موضحاً – بعد أيامٍ معدودة على إعلان المدّعية في المحكمة الدولية في لاهاي – انه في مواجهة في لبنان، “إسرائيل” ستعمل بقوة لإخلاء “سكانٍ مدنيين” من مناطق القتال في جنوب لبنان“.

بناءً عليه، خلُص هرئيل الى أن “في كلام كوخافي محاولة لملاءمة التوقعات مع الجمهور الإسرائيلي، للتوضيح كم ستكون الحرب المستقبلية صعبة ومُكلفة، تتلقى فيها الجبهة الداخلية نيرانًا بصورة لم نختبرها في الماضي”، ورأى أن هذه صراحة تستحق التقدير، لكن تبعها – على مايبدو – هدفٌ ثانوي: إعداد الأرضية لمعارك على الميزانية، المتوقعة إذا تألّفت حكومة بعد الانتخابات في شهر آذار/مارس المقبل.

Exit mobile version