المشهد اليمني الأول/
ناقش اجتماع موسع عُقد اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ملامح برنامج التوعية الوطنية حول الهوية الإيمانية وخطة فعاليات الذكرى السنوية للشهيد ١٤٤١م على المستويين المركزي والمحلي.
وتحدث رئيس الوزراء خلال الاجتماع الذي حضره مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين ونائبا رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان وشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد .. مبينا أن الأنشطة الدينية والثقافية لترسيخ الهوية الإيمانية، انطلقت فعليا منذ الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
ولفت إلى أن كل شعوب العالم لديها هوية إيمانية وثقافية سواء كانت بوذية أم مسيحية أم غيرها وتحرص على ترسيخها .. موضحا أن الهوية الإيمانية الإسلامية تعرضت ولا زالت لمخاطر نتيجة الحقبة الاستعمارية وكذا الانقسامات والخلافات الداخلية بسماتها المختلفة.
واعتبر عملية التوعية الإيمانية، قضية وطنية قبل أن تكون دينية ذلك لأنها تسعى إلى تكريس القيم الفاضلة في أوساط المجتمع اليمني وتعزز من انتمائه واعتزازه بدينه وتاريخه الإسلامي .. مؤكداً أن هذه العملية لا تحمل أي طابع سياسي أو أيدلوجي وإنما هي جامعة، تسعى لترسيخ الارتباط الوثيق لليمنيين كافة بدينهم وأحد عوامل المواجهة للقوالب التي تصيغها بعض الدوائر الإستخبارتية في سياق سعيها لإسقاط الهوية والانتماء الوطني والديني.
فيما أوضح مفتي الديار اليمنية، عظم المسؤولية الواقعة على عاتق المسئولين في الدولة للحفاظ على الهوية الإيمانية للمجتمع اليمني واستعادة الهوية اليمنية التي لم تنفصل عن الجانب الإيماني.
وقال” ينبغي أن نحرص في انفتاحنا على الآخرين بعدم الإضرار بالمبادئ والقيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة “.. مبينا أن كل من وزارات التربية والتعليم والإعلام والثقافة والشباب والرياضة معنية بدرجة أساسية في الحفاظ على الهوية الوطنية التي لا تفترق عن الهوية الإيمانية.
واستعرض العلامة شرف الدين جوانب الغزو الثقافي والفكري الممنهج الذي تتعرض له الأمة الإسلامية جمعاء وليس اليمن فحسب بمختلف الوسائل المباشرة وغير المباشرة .. مؤكدا ضرورة تضافر جهود مختلف الجهود الرسمية والمجتمعية لمواجهته.
واعتبر تفاعل الحكومة مع قضية الهوية الإيمانية، أمراُ ايجابياً باعتبار أن هذه العملية كانت مقصورة على الخطباء والوعاظ والمرشدين.
وفي الاجتماع أكد المشاركون أن الهوية الإيمانية كما الهوية الوطنية تعني جميع اليمنيين في داخل الوطن وخارجه، ولفتوا إلى أن الحرب الخارجية وخاصة من السعودية ضد الهوية اليمنية الإيمانية قديمة، وتؤكدها شواهد متعددة .. مشيرين إلى أهمية استمرار الحملة التوعوية ومراعاة البعد الإستراتيجي لهذه العملية بإبراز الكنوز الدينية والثقافية من كتب ومخطوطات نادرة.
وتطرقوا إلى أهمية أن يكون التعاطي مع مسألة الهوية بمفهومها الشامل الذي يُغطي مختلف الجوانب الحياتية الروحية والقيمية والسلوكية والتركيز على إبراز الأنموذج والقدوة الحسنة في هذه الجوانب.
كما أكد الحاضرون أهمية تكثيف التوعية الإيمانية عبر مختلف الوسائل الإعلامية والمنابر الوعظية والإرشادية والثقافية لمواجهة الغزو الفكري والثقافي وكافة المعطيات التي تسعى لهدم منظومة القيم والأخلاق والنيل من الشعب اليمني وهويته الإيمانية.
وأوضحوا أن هذه الهوية بمفهومها الشامل هي العنوان الجامع لكل اليمنيين منذ القدم ومن المهم التذكير المتواصل للأجيال بالأدوار الكبيرة لأجدادهم في نصرة دين الله ونشره في أصقاع الأرض .
وناقش الاجتماع مفردات مشروع الخطة الخاصة بإحياء الذكرى السنوية للشهيد فيما يتصل بالجانب الرسمي، والتي تضمنت الأدوار المنوطة بالجهات الرسمية والأنشطة المشتركة والأحادية المرتبطة بهذه الذكرى وإحيائها وتحقيق غاياتها الإنسانية والأخلاقية والوطنية.
وأكد الاجتماع أهمية تحويل كافة الآراء التي تم إثارتها بشأن عملية التوعية الوطنية حول الهوية الإيمانية إلى برنامج عمل تنفيذي ومناقشته بصورة شاملة من قبل كافة المعنيين.
وحث الاجتماع الوزارات المعنية على سرعة إعداد خططها بشان إحياء الذكرى السنوية للشهيد والبرامج الفرعية المصاحبة لها تمهيدا لمناقشتها بشكل كامل وإقرارها.