المشهد اليمني الأول/
تتواصل الاحتجاجات في الهند منذ نحو أسبوعين، على خلفية قانون منح الجنسية الجديد الذي يميّز المسلمين عن غيرهم من أتباع باقي الديانات، وسط توسّع دائرة المشاركة الشعبية فيها، ومحاولات حكومية لامتصاص الغضب.
وبدأ المحتجون، المسلمون في غالبهم، بحمل أعلام الهند ونسخ من دستور البلاد، في محاولة لنفي الاتهامات التي يكيلها لهم مؤيدو الحكومة، بأنهم «مناوئون للهند».
وردّد المحتجون أغانيَ وطنية وأجزاء من دستور البلاد، ورفعوا صوراً لزعيم الاستقلال المهاتما غاندي، وبي.آر. أمبيدكار، الذي قاد عملية صياغة الدستور.
وقال عضو البرلمان الذي يرأس حزباً إسلامياً، أسد الدين عويسي، أثناء تجمع في حيدر أباد بجنوب البلاد: «إن هذه الألوان الثلاثة (ألوان علم الهند) هي رمزنا ضد الفاشية».
وطلب النائب من الحشد ترديد نصوص من الدستور باللغتين الإنكليزية والأردية التي يتحدث بها كثير من المسلمين، ورفع علم الهند فوق منازلهم.
ووفق تقارير إعلامية، قُتل 21 شخصاً على الأقل خلال الاحتجاجات على قانون الجنسية الجديد، الذي يمنح الأقليات غير المسلمة من أفغانستان وبنغلادش وباكستان الذين فروا من الهند قبل عام 2015 سبيلاً للحصول على الجنسية لكنه يستثني المسلمين منهم.
هذا وفي محاولة لدحض الاتهامات الموجّهة إلى التظاهرات ذات الغالبية الإسلامية، بدأ حزب «المؤتمر الوطني» المعارض، تنظيم مسيرات احتجاجية في العاصمة نيودلهي، رفضاً لقانون الجنسية؛ وتتزعم تحركات الحزب رئيسته، سونيا غاندي.
ودعا الرئيس السابق للحزب، راهول غاندي، الشباب إلى المشاركة بأعداد كبيرة في المسيرة عند نصب «راج غات» التذكاري المخصّص للزعيم الراحل مهاتما غاندي.
ونشر راهول تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، قال فيها: «في مثل هذه الأوقات، من الأهمية بمكان أن تظهر أنك هندي ولا تتسامح مع أن يتم تدميرك بسبب الكراهية».
وفي هذا السياق..
أطلق حزب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، يوم الاثنين، حملة إعلامية واسعة تهدف بحسب أقواله إلى «مواجهة التضليل المحتمل إزاء قانون الجنسية».
ونشرت الحكومة في الصحف الوطنية بيانات طويلة تعرض فيها «تفاصيل قانون تعديل الجنسية» الذي تم رفضه، موضحة أنه «لا يمس المسلمين الهنود» البالغ عددهم نحو 200 مليون شخص.
كما عمد الحزب الحاكم إلى بث فيلم رسوم متحركة في تغريدة على «تويتر» يمثل شخصيتين مسلمتين تناقشان نص القانون وتخلصان إلى أن «البلاد لا يمكنها التقدم إلا من خلال السلام والإخاء».