المشهد اليمني الأول/
لايكاد المواطن يتعدى الأزمات الخانقة والمأسي التي تتسبب فيها دول العدوان إلا وفاجأته بأخرى، من خلال إستخدام الورقة الإقتصادية كورقة ضغط تراهن عليها لتحقيق أي نجاح على المواطن اليمني الذي إستطاع التصدي لحربها العسكرية وجعلها تعيش نهايات مربكة لاتدري كيف تختمها وتخرج منها بماء الوجه، ومراراً تقوم بإستخدام هذه الورقة كوسيلة لجعل الشعب اليمني يستسلم لها ويرضخ لمخططاتها غير مبالية بما تجرعه له من مأسي وأوجاع فالمهم أنها تنجح ولو أبادته بالكامل.
فبداية وبعد فشل إتفاق الكويت وبتهديد من السفير الأمريكي للوفد الوطني آنذاك بحرب اقتصادية قاموا بنقل البنك المركزي إلى عدن الذي كان هو الخطوة الأولى اعقبه قطع الرواتب ومن ثم إغراق السوق اليمنية بالعملات الورقية المطبوعة دون غطاء في وقت تقع اليمن تحت حصار منع فيه دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية، وبالإضافة إلى تدمير المصانع وكل ماله علاقة بحياة المواطن اليمني وايضاً الإستيلاء على مصادر الثروات من الغاز والنفط في أماكن سيطرة مرتزقة العدوان.
ماأثقل كاهل المواطن وجعله يعيش أزمات خانقة بسبب إرتفاع الإسعار للمواد الغذائية نتيجة إرتفاع سعر صرف عملات النقد الأجنبية بسبب سحبها من السوق اليمنية.
وقوبلت هذه الحرب بالصمود و بخطوات من قبل حكومة الإنقاذ وحلول لإستقرار الأسعار والعمل علىإنزال سعر العملات الأجنبية كأدنى حد وهو “خمسائة ريال “للدولار الواحد بعد أن كان قد وصلت قيمته إلى قرابة “الألف “ريال يمني !!
ومرراً وبعد كل هزيمة عسكرية تقوم دول العدوان ومرتزقتها بطباعة مبالغ هائلة من العملات الورقية الجديدة إلى البنك المركزي في عدن والتي كان آخرها “ثمانون مليار” ريال يمني ليكون الناتج الإجمالي للعملات المطبوعة خلال خمس سنوات من العدوان حسب تقرير اللجنة الإقتصادية هو “تريليوني” ريال يمني وهو مبلغ كبير لم تتم طباعته خلال ثلاثة عقود مضت، في وقت لا يوجد لها آثر حتى في بنك عدن ولا أحد يعلم في ماذا تصرف ولصالح من !!
وكتصدي لهذا المخطط الخبيث والورقة الإقتصادية العدوان قام البنك المركزي في صنعاء باصدار قرار بمنع تدول العملة الجديدة وسحبها من السوق خلال مدة لا تتعدى الشهر وتسليمها إلى نقاط محددة وإستبدالها بالريال الإلكتروني الأمر الذي سيضمن استقرار سعر الدولار !
وفعلاً لقى هذا الأمر تجاوباً بين أوساط الشعب اليمني الذي بات يدرك مخططات العدو الخبيثة و الفاشلة.
ولهذا رأينا دول العدوان تشن هجماتها الإعلامية الشرسة على هذه الخطوة الناحجة متباكية على المواطن اليمني الذي سيتضرر منها حد زعمها وكأنها اليوم باتت هي الام الحنون متناسية أن هذا المواطن الذي تذرف دموع التماسيح عليه هو نفسه المواطن الذي وضعته بين خيارين هما (الموت أو الموت ) وهو من قتلته صواريخها وحاصرته في لقمة عيشه وسلبته راتبه ومنعت عنه الدواء والغذاء وحاصرته براً وبحراً وجواً وجلبت له كل نفايات الغرب الفتاكة والأوبئة القاتلة للقضاء عليه !! وعليها ينطبق المثل القائل (تقتل القتيل وتمشي في جنازته)!
حقاً إنه الأمر المضحك المبكي من دول باتت على شفا جرف هار من الفشل والهزيمة وباتت لعنة اليمنيين تطاردها وتلاحقها وأسقطت هيبتها بين الدول العربية والإسلامية التي أصبحت تنظر لها أنها مجرد مخلب بيد الأمريكان والصهاينة ينهش في الإسلام والمسلمين سواء أكانوا عرب أو من الغرب.
ولعل إنعقاد القمة الإسلامية في ماليزيا بغياب السعودية ولأول مرة منذ تأسيس منظمة العمل الأسلامي هو خير دليل لذلك بعد أن حاولت السعودية بشتى الطرق منعها وإفشالها والتهديد لدول المشاركة فيه كماليزيا وباكستان.
فأبى مهاتير محمد إلا أن يتم ذلك ليكون ذلك صفعة قوية بوجه آل سعود ومن تحالف معهم وبالذات أنها باتت تعيش تحت رحمة ترامب الذي جعل من قضية مقتل خاشقجي وحرب اليمن ورقة ضغط عليها ومنها يستلم المليارات مقابل سكوته عن كل أفعالها الخبيثة التي هي لاشك تقوم بها خدمة للأمريكي والصهيوني وهما المستفيدان الوحيدان منها ولاأحد سواهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
دينا الرميمة