المشهد اليمني الأول/
وصفت قوى في صنعاء إعلان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك سحب قواته من اليمن بالخطوة الإيجابية. ويأتي ذلك بعد انسحاب عدة دول في تطور يكشف حالة التشظي والتفكك والفشل العسكري والسياسي في صفوف التحالف السعودي.
تدريجياً تنهار صفوفُ تحالف العدوان على اليمن، وتبدو المؤشرات واضحة أن هذا التحالف في طريقه الى التشظي والتفكك، وآخر ذلك اعلان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك سحب قوات بلاده من اليمن، وهي الخطوة التي رحبت بها القوى في صنعاء واعتبرتها أمرا إيجابيا وإثباتاً لحسن نوايا سلطة ما بعد البشير.
مسببات عدة “برأي البعض” اضطرت الحكومة السودانية اتخاذ هذا القرار، منها الخسائر البشرية لقواتها والت
ي تجاوزت ثمانية آلاف قتيلومصاب ومفقود، إضافة إلى حالة الفشل والتخبط سياسياً وعسكرياً للتحالف السعودي وما يشهد هذا التحالف من صراعات وتفكك بدأ بانسحاب قطر والمغرب ثم الإمارات وسط امتناع عدة دول من المشاركة في الحرب البرية.
وأكد الخبير العسكري اليمني العميد عابد الثور أن: “مخططات العدوان فشلت في اليمن. وتفكك التحالف يعود لأن الاهداف لم تكن تلك التي اعلنوها. وهذه دلالة أن اليمن تفوقت وانتصرت وحققت من دفاع وسيادة يمنية”.
ويربط كثيرون بين هذا التطور والتحركات الجارية بشأن مساعي السلام وإيقاف العدوان على اليمن، فيما ينظر آخرون بأنها مجرد تكتيكات غرضها تخفيف الضغوط على دول التحالف مع إدراك قياداتها أنها باتت متورطة في جرائم بحق اليمنيين، لكن على أية حالٍ فإن تطوراً كهذا يُبقي النظام السعودي وحيداً ومن شأنه مضاعفة الضغط عليه، خاصةً وأن أمنه القومي بات اكثر انكشافاً مع الضربات النوعية للقوات اليمنية.
ومهما اختلفت التفسيرات بشأن ما وراء انسحاب القوات السودانية وما سبقها من انسحابات أخرى فإن الأمر بالمجمل يُظهر هشاشةَ هذاالتحالفِ وحالةَ الانكسارات والانقسامات داخل صفوفه مع اتضاح النوايا السعودية من حربها العبثية.