المشهد اليمني الأول/
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش، “أن تصريحات وزير الخارجية الاميركي الاخيرة، والتي اعتبر فيها الحراك الشعبي في لبنان فرصة للضغط على حزب الله وإضعافه وإخراجه من المعادلة، تؤكد ان الإدارة الاميركية وبمساعدة أدواتها في الداخل ركبت موجة الحراك الشعبي، واستغلت الشارع وأوجاع الناس، واستخدمت كل أشكال الضغط المالي والاقتصادي والسياسي والإعلامي في محاولة منها لتمرير مشروعها في لبنان.
إضافة الى تحقيق مجموعة أهداف سياسية، أهمها كسر المعادلة السياسية التي أنتجتها الانتخابات النيابية، وإخراج حزب الله وحلفائه من الحكومة، وفرض تركيبة حكومية يهيمن عليها الأميركي، تأخذ على عاتقها إقرار وتنفيذ عناوين وأولويات سياسية تصب في مصلحة أميركا وإسرائيل، ولا تخدم مصلحة لبنان كترسيم الحدود وفق الشروط الأميركية والإسرائيلية واستخراج النفط لمصلحة الشركات الأميركية، وتوطين الفلسطينيين، وصولا الى عزل المقاومة وتجريد لبنان من أحد أهم عناصر قوته لمصلحة الكيان الصهيوني”.
كلام الشيخ دعموش جاء خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه “حزب الله” والحوزات العلمية للسيد جعفر مرتضى لمناسبة ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله، وذلك في حسينية بلدة عيتا الجبل الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفاعليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
ولفت الى “أن المحاولات الاميركية لفرض أهدافها في لبنان لم تنجح، لأنها اصطدمت بصلابة وثبات فخامة رئيس الجمهورية، وتجاوز حزب الله للأفخاخ والمطبات التي نصبت له والتي كان يراد له أن يقع فيها، ورفضنا الحاسم للمطالب السياسية الاميركية، وتحلي أهلنا وجمهورنا بالوعي والحكمة والصبر والثبات وعدم انجرارهم نحو الفوضى وتمسكهم بالسلم الأهلي”.
وأشار سماحته إلى “أن خطورة الوضع اللبناني والخوف من الانهيار الشامل الذي ليس في مصلحة الغرب، جعل الاطراف الداخلية والخارجية التي ركبت موجة الحراك عاجزة عن تحقيق أهدافها وفرض شروطها، لذلك عادت وأبدت مرونة في الموضوع الحكومي”.
ونبه الشيخ دعموش إلى أن “عجز الأميركي عن تحقيق أهدافه لا يعني ان المشروع الأميركي قد انتهى، فسواء تشكلت حكومة أو لم تتشكل، فإن المشروع الاميركي لم ينته، فنحن بفعل الوعي والصبر والحكمة والحرص على البلد، منعناهم من الوصول إلى أهدافهم التي كانوا ينوون تحقيقها، ولكنهم سيستمرون بالضغط علينا سياسيا واقتصاديا وماليا وإعلاميا، وسيحاولون كلما سنحت لهم الفرصة استدراجنا الى الفتنة والفوضى لإسقاطنا وإضعافنا وتشويه صورتنا.
ولذلك يجب أن نبقى متيقظين ومتنبهين وحاضرين، لأننا معنيون بإحباط هذا المشروع وإفشاله ومواجهته سياسيا وإعلاميا وشعبيا من خلال التحلي بالوعي والبصيرة والصبر والثبات، ومن خلال التمسك بوحدتنا الداخلية وبالسلم الأهلي وعدم الانجرار الى الفوضى والفتنة، فنحن حريصون على بلدنا وعلى أمنه واستقراره، وأي فتنة داخلية او حرب أهلية هي في مصلحة اميركا وإسرائيل”.
وشدد على أنه “بالرغم من تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في البلد، إلا أنه لا تزال هناك فرص لتدارك هذا الوضع، من خلال تشكيل حكومة فاعلة توحي بالثقة وتبادر الى اتخاذ قرارات واجراءات ملائمة وحاسمة توقف الانحدار وتمنع الانهيار، ولذلك لا بد من حسم اسم رئيس الحكومة في الاستشارات النيابية التي دعا إليها فخامة الرئيس غدا وفق ما تم التفاهم عليه بين الاطراف السياسية الأساسية.
وبعيدا عن المكائد السياسية والتلاعب بمصير البلد، فالبلد لم يعد يحتمل إضاعة المزيد من الوقت ولا حرق أسماء مرشحين لرئاسة الحكومة ولا مناورات سياسية، وعليه، يجب ان يرتقي اللبنانيون الى مستوى المسؤولية الوطنية في هذه الظروف العصيبة والحساسة التي نمر فيها، من أجل إنقاذ البلد ومنع الانهيار الشامل”