المشهد اليمني الأول/
تطرق المحلل السياسي الإيراني “صباح زنكنة” في مقال له نشرته صحيفة “اعتماد” إلى ما يجري في المنطقة من تطورات تمر بها في هذه الأيام أو في المستقبل القريب، منها التطورات اليمنية، واستضافة السعودية لقمة مجموعة العشرين، إذ جاء فيها:
شهدت المنطقة طول الأيام المنصرمة إجراء لقاءات عدة على مستوى الوزراء، تمحورت حول السلام والاستقرار في المنطقة، إذ سافر وزير الخارجية العماني إلى إيران، ومن جهة أخرى أرسل مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية “سيد عباس عراقجي” رسالة الرئيس روحاني إلى اليابان حول السلام والاستقرار في المنطقة وهناك أحاديث حول زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى قطر إذ من المتوقع ان لم تستغرق إلا عدة ساعات.
الحقيقة ان المنطقة تواجه أزمات عدة أهمها الأزمة اليمنية، والحصار على قطر وتأثيراته السلبية على امن المنطقة، كما هناك قضية أخرى وهي امن الطاقة في منطقة الخليج ومضيق هرمز وتأتي في نهاية قائمة تلك القضايا قضية العقوبات الاقتصادية على إيران التي فرضتها أمريكا بشكل أحادي الجانب، تلك القضايا مجتمعة جعلت المنطقة تتعرض إلى أزمة حقيقية، من جهة أخرى تعد السعودية محورا رئيسيا لتلك التوترات إذ تبحث في يومنا هذا عن توفير الأرضية الضرورية لاستضافة قمة مجموعة العشرين.
من جهة أخرى تعد منطقة الخليج المصدر الرئيس للحصول اليابان على الطاقة، كما تمت مناقشة القضية اليمنية في اجتماعات عدة حضرتها أطراف يمنية بحضور السعودية في عمان، ولو تابعنا هذه القضايا لعرفنا بان الأيام القادمة ستشهد أحداث كثيرة، ان العقوبات على إيران جاءت بعد خروج ترامب من الاتفاق النووي.
السعودية كانت المحرض الرئيس لترامب، ان تلك القضايا مرتبطة ببعض ويجب احتواء الأسباب التي تحدث التوتر في المنطقة إذا ما كانت هناك إرادة لإزالة التوتر والأزمات والتطلع إلى تحقيق امن المنطقة، كما يجب انتهاج التعاون بدلا من خلق التوتر وإثارة الحروب، تعاون يأتي بالنفع للدول المصدرة للنفط والمستوردة له، على هذا اننا نواجه إشكاليات، فمن جهة السعودية تترأس قمة مجموعة العشرين التي تقام على أراضيها، لهذا لا تريد استمرار الحرب مع جارتها اليمن على هذا لا سبيل أمامها سوى وضع حد للازمات التي خلقتها بنفسها، ولنفس السبب نراها تدعو أمير قطر إلى المشاركة في أعمال مجلس التعاون الخليجي، كي تضع حدا للعداء بين الجيران وتفتح طريقا لإنهاء الحصار ومن جهة أخرى قد تتوقف الحرب على اليمن كي توفر الأرضية للسلام في المنطقة، وتخلق الأجواء لإرسال المساعدات الإنسانية لآلاف الأبرياء في اليمن، علينا ان ننظر إلى تلك الأعمال في إطار واحد.
يبدو بانه لو حصلت تطورات في تلك المجالات يعد بإمكانها تحسين ظروف الاتفاق النووي نظرا إلى ان الدول الأوروبية أعلنت آلية دعم التبادل التجاري “اينستكس” وحددت منظمة لمراقبة تلك الآليات كما حددت إيران أسلوب الإشراف على القسم الإيراني وحددت مراكز تجارية ومؤسسات بغية انجاز تلك الأهداف، تلك القضايا يمكنها ان تقدم العون لتأييد الاتفاق النووي وقد تنفع في هذا الإطار المقترحات الفرنسية كما قد تدخل المساعدات اليابانية ثانية في الساحة ذلك ان اليابانيين قد تضرروا كثيرا من فرض العقوبات على إيران، وقد لعبوا دورا مهما في مفاوضاتهم مع أمريكا حول امن المنطقة وقضية إيران.
هذا وعلى دول المنطقة عدم استخدام ورقة ترامب في مواجهة إيران، وان لا يجعلوا أنفسهم في جوف الأزمات بل عليهم الاتجاه نحو الحوار والبحث عن الحلول السلمية، فلو ركز اجتماع مجلس التعاون الخليجي على مستقبل المنطقة ومصالح شعوبها، يمكن ان نشاهد إحداث تغييرات في مقاربات الدول خاصة وان السعودية تعتمد على السيد ترامب وهذا الأخير يعيش أسوا فترات حياته السياسية ولا يتمتع بمكانة يمكنه تقديم الدعم الكامل لسياسات السعودية كما يعتمد بن سلمان على دعم نتانياهو الذي يعاني من مشاكل قضائية.
على هذا يمكن القول بان الداعمين للسعودية يعيشون أسوا فترات حياتهم السياسية ومن جهة أخرى على السعودية ان تستضيف قمة مجموعة العشرين، في يومنا هذا ونظرا إلى الظروف السائدة يمكن ان نتوقع بان اجتماع مجلس التعاون القادم يشهد تطورات إيجابية تجاه إيران وان القضايا التي شهدتها المنطقة في العامين المنصرمين قد أوضحت الأمور للسعودية.