المشهد اليمني الأول/
اليوم وبعد “43” عام من الجريمة أصدر التوجيه المعنوي للقوات المسلحة اليمنية تقريراً عن قتلة الشهيد المقدم إبراهيم محمد الحمدي رئيس الجمهورية العربية اليمنية وبالوثائق الصادرة عن الأدوات الإقليمية سفارة النظام السعودي في صنعاء التي تفضح وتدين الأدوات المحلية المستفيدة لاحقاً بالسلطة والمال المنهوب من النفط كونهم وكلاء الشركات النفطية الغربية الناهبة لخيرات الشعوب وبالمليارات المكدسة في الخارج ، وخمسة ومليون من الشعب اليمني يعاني فقر ثم حصار من القاتل السعودي بالعدوان الغادر، وبعد صدور التقرير ظهرت أصوات بريئة يمنية أصيلة تطالب بنشر شريط الفيديو الموثق للجريمة ثم إغلاق ملف الجريمة باعتبار أن القتلة من الداخل والسعودية أصبحوا في الدار الآخرة.
إنتقام ممنهج ومستمر
القضية قضية نهج قاتل ومستمر لا قضية أشخاص وفرد قتل وتمتع بالخيرات ورحل، والأسطوانة تتكرر بالتوريث لنفس النهج وبالتحالف مع القاتل السعودي، ثم صفحة جديدة مع العهد القاتل الجديد، ومع القاتل الجديد النهج مستمر، فالعيال كبرت، والنهج مستمر والهدف مزدوج انتقام من الرموز الوطنية وانتقام من وطن الأنصار والتاريخ.
نعم النهج مستمر من زمن اغتيال الرموز اليمنية الأصيلة وكأنه إنتقام ممنهج، بالتأكيد هو إنتقام ممنهج..
ممن انتزع الاستقلال الوطني الأول من الاحتلال العثماني عام 1918م.. بالشهيد المجاهد يحيى بن حميد الدين، فاليمن مقبرة للغزاة الأتراك.
ممن حرر يمن الجنوب بالاستقلال الوطني الثاني من الاحتلال البريطاني بالكفاح المسلح بالبندقية اليمنية في 30 نوفمبر1967م.. الشهداء علي عنتر وصالح مصلح وشائع هادي وعبد الفتاح إسماعيل.
ممن أراد تحرير اليمن من الوصاية وبناء الدولة اليمنية الشهداء الرؤساء إبراهيم محمد الحمدي وسالم ربيع علي وصالح علي الصماد.
ممن يقول بفلسطين دولة عربية مُحتلة بالصهيونية ولو بالبيان والكلمة العابرة.
ممن يقول بأن أمريكا خطر على الشعوب ولو بالصرخة، الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي طيب الله ثراه.
نهج ليس أشخاص ودول
إنه نهج وليس أشخاص وأفراد، من أراد اغتيال الهوية الوطنية اليمنية من زمن الاحتلال العثماني والبريطاني هو نهج وليست دول، فبريطانيا العظمى انتهت، والسلطنة العثمانية ماتت وشبعت موت، وامريكا على نفس الخُطى والمنهج.. فالقاتل الحقيقي هو نفسه وبالريموت كنترول بالتحكم والسيطرة عن بعد بالأدوات المحلية والنظام السعودي.
من أراد ويريد اغتيال دين الرحمة للعالمين بالتكفير الوهابي من زمن منبت قرن الشيطان عام 1745م هو نهج وليس أشخاص، فمحمد بن عبد الوهاب مات وبن لادن والزرقاوي والبغدادي ماتوا.. ونهج التكفير مستمر ببريطانيا بأمريكا بإسرائيل، ولكل مائة عام جيل وأجيال جديدة من أصناف وإخوان التكفير للفتن والتمزيق والتقسيم.
نعم الأشخاص والأفراد من الداخل والخارج ماتوا وأصبحوا في محكمة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}، ولكن النهج والمنهج المتوحش مستمر لعدم إتمام محاكمة رموز الطغيان والاستكبار والفساد والمفسدين والتكفير بإصدار الجزاء العادل والحكم التاريخي الخالد بحق المجرمين بالدين والوطن والشعب وتكريس ذلك في الذاكرة الوطنية ثقافة ومناهج دراسية ومن جيل إلى جيل حتى لا يلدغ المؤمن من جحر أمريكا بعد جحر بريطانيا.
حتى لا يلدغ المؤمن من جحر التكفير الإخواني والسلفي بعد الوهابي.
حتى لايلدغ المؤمن من جحر جمهورية طارق وأحمد علي عفاش بعد جحر جمهورية صالح عفاش.
حتى لايلدغ المؤمن من جحر الوكيل الجديد المناطقي بعد أجحار وكلاء الشركات النفطية الغربية ناهبي خيرات الشعب اليمني بعشرات المليارات وبالدولار الأمريكي.
حتى لايصبح الباطل حق بالوراثة والتوريث لنفس النهج والمنهج، حتى لايصبح الحق باطل بالتساهل من موقع العفو عند المقدرة، ثم التكرار بمعزوفة الطلقاء والمؤلفة قلوبهم بالتمسكن والنفاق بالطبل والمزمار، ثم التمكن والانقضاض الغادر وبتوحش أكثر من الماضي، والضحية الدين والأرض والمواطن، والمستفيد أمريكا والغرب بخيرات النفط والغاز، والمستفيد الأكبر اليهود الصهاينة أرض فلسطين يهودية وعبرية، وللأدوات الفتات بالمال والأوطان ثم بعد حين بالفضح والهوان، والنهج مستمر وبزخم أكبر باستنساخ أدوات من نفس البيئة والمواصفات فالجينات متشابهة شمالاً وجنوباً وعلى نفس خطى السلف المجرم سائرون بقميص الإسلام السعودي وشرعية اليمن الفيدرالي ثم جمهورية الخوخة وبيت غوبر وقضية جنوبية وقضية عدن وقضية حضرموت وقضية الجوف، وبالوصاية السعودية وبرعاية أمريكا وبريطانيا، واليهود الصهاينة المُحتلين لفلسطين أهل كتاب، والمسلمين أهل بدع وشرك وكفر ومجوس وانقلابيين وميليشيات.
لأننا لم نحاكمهم..
لأننا لم نحاكم التكفير الوهابي والإخواني والسلفي وإدانة هذا الفكر الغازي للديار الاسلامية.. أصبح القاتل الوهابي دولة إسلامية وخلافة إخوانية وأهل حديث وجماعة وسُنّة ومدافع شرس عن الصحابة وأم المؤمنين.
لأننا لم نحاكم الاستعمار البريطاني والفرنسي وأمريكا الإمبريالية أصبح البريطاني “مارتن غريفيث” وسيط بين اليمني واليمني، وأصبح السفير الأمريكي هو الحريص على حقوق ومستقبل أبناء حضرموت من أبناء البلاد جنوباً بعد معزوفة الاحتلال الشمالي.
لأننا لم نحاكم رموز النظام البائد بالخيانة بالحد الأعلى، وبالحد الأدنى بفساده المرصود بتقارير الأجهزة الرقابية الرسمية بقانون من أين لك هذا؟ بتهمة الثراء الفاحش! بقانون تهريب أموال الشعب اليمني إلى الخارج المعادي ليستفيد منها الأمريكي والإسرائيلي والعثماني والإنجليزي والإماراتي والسعودي وشارع الهرم.
لأننا لم نحاكم المفسدين بالحدود الدنيا والعليا هاهو الفاسد الناهب للمليارات يخرج اللسان الطويل وبأموال الشعب المنهوبة يحرك الطلقاء والمؤلفة قلوبهم للقيام بأعمال شغب يستغلها العدو السعودي والأمريكي والصهيوني بإعادة الأدوات الداخلية بالمدرعة السعودية والإماراتية لاستكمال جرائم اغتيال اليمن بعد اغتيال الرموز الدينية والوطنية اليمنية، وهذه المرة بقميص الفساد وهم المفسدين حتى النخاع، بقميص الجمهورية وهم من قتلوا الجمهورية الثورية ورموزها الأبطال، بقميص القضية الجنوبية وهم من نحروا أبطال التحرير والاستقلال في مجزرة يناير1986م، بقميص الشرعية وهم في أحضان أعداء الأمة الإسلامية والوطن العربي الكيان الصهيوني والكيان السعودي، بقميص الإسلام وهم من شوهه الإسلام والمسلمين في كل العالم.
حاكموا قتّلة الحمدي وعلي عنتر بالحق قبل أن تحاكموا بالباطل من أسياد القتلة، حاكموا التكفير بالحق قبل أن يذبحكم التكفير الصهيوني في دياركم وبين أولادكم، وأحداث عدوان اليوم خير دليل وشاهد، حاكموا المفسدين بالحق ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب، محاكمة بالقرآن الكريم، حاكموا النهج والمنهج بإدانة الأدوات في الداخل والخارج، وبقطع الأطراف المتصهينة يترنح العدو الصهيوني والأمريكي.
حاكموا المفسدين والفاسد كائن من يكون، ولا مكان اليوم لمقولات شق الصف، ولا مكان اليوم لفتاوى دفع المضرة الكبيرة بالصمت عن المفسدين، لامكان اليوم لمقولة إغلاق الملف بفضح القاتل فقط وورثة القاتل خناجر سامة بأيدي العدو السعودي والإماراتي، أدوات صماء بكماء عمياء، نهبوا أموال الشعب بالمليارات، ويتهمون المجاهدين بالفساد، مالكم كيف تحكمون، والله تعالى قال ولكم في القصاص حياة، حياة يا أولي الألباب، ومن أصدق من الله حديثاً، ما منعكم ألا تسجدوا لشرع الله، اللهم بلغنا اللهم فاشهد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميل أنعم العبسي