المشهد اليمني الأول/
أصدرت دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة , اليوم الثلاثاء , في مؤتمر صحفي عقده العميد عبدالله بن عامر نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي لشئون الإعلام , اول تقرير رسمي عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي.. وتم خلال المؤتمر الصحفي الكشف الضالعين في اغتيال الرئيس الحمدي.
وكشفت الدائرة عن الأسباب الرئيسية في إخفاء المعلومات إلى يومنا هذا ولخصتها في أن الضالعون الرئيسيون في ارتكاب الجريمة هم من تولوا السلطة طوال العقود الماضية، واستمرار الوصاية والهيمنة السعودية على اليمن، والأخطر من ذلك تصعيد إجراءات القتلة وممارساتهم ومن خلفهم السعودية ضد كل من يحاول الاقتراب من هذه القضية لدرجة أن البعض تعرض للإخفاء القسري وكذلك للاغتيال على خلفية الحديث عن بعض تفاصيل الجريمة.
كما كشفت ضلوع النظام السعودي في المؤامرة الإنقلابية الدموية على الرئيس الحمدي وأعلنت حصولها على وثائق تؤكد بروزها في الجريمة من حيث التخطيط الى الإشراف على التنفيذ وحتى التغطية على الجريمة، إضافة الى قيادات عسكرية يمنية، مؤكدة أن أبرز القادة العسكريين الضالعين بجريمة الإغتيال، نائب القائد العام ورئيس هيئة الأركان وقتها المقدم أحمد الغشمي وكذلك زعيم الخيانة علي عفاش كان حينها قائد لواء تعز.
مشيرة إلى أن ما حدث في صنعاء بعد ظهر الثلاثاء الموافق 11 أكتوبر 1977م، ليس مجرد عملية إغتيال لرئيس الدولة بل إنقلاب دموي مكتمل الأركان شمل مايلي :-
1- اغتيال رئيس مجلس القيادة القائد العام للقوات المسلحة إبراهيم محمد الحمدي
2- استهداف قيادات عسكرية بالاغتيال والتصفية كالمقدم عبدالله الحمدي قائد قوات العمالقة أو بالإخفاء القسري كالرائد علي قناف زهرة قائد اللواء السابع مدرع
3- تنفيذ حملات اعتقالات طالت عشرات الضباط من ألوية ووحدات عسكرية عدة.
4- الانتشار العسكري والسيطرة على المقرات الرئيسية للدولة كمقر القيادة العامة للقوات المسلحة والإذاعة.
5- قطع خطوط الاتصالات على بعض المقرات وكذلك المنازل.
6- منع اتخاذ أية إجراءات تحقيقية بعد ارتكاب الجريمة وكذلك الحيلولة دون اتخاذ الجهات المختصة إجراءات تتعلق بمهامها سواء الطبية أو الأمنية.
7- تشويه صورة الرئيس الحمدي أمام الشعب والعالم من خلال نشر قصص مفبركة عن تفاصيل الجريمة وأسبابها.
8- الانتشار العسكري والأمني يوم التشييع ومحاولة منع عشرات الآلاف من المواطنين من المشاركة في التشييع واعتقال المئات منهم واستمرت حملات الاعتقالات لعدة أيام بعد ارتكاب الجريمة.
9- سلطة الانقلاب المستمرة في الحكم لعدة عقود من الزمن عملت على إتلاف وإخفاء وطمس كل الأدلة والمعلومات المتعلقة بتلك الجريمة وكانت تلجأ في بعض الحالات إلى التهديد بل وإلى استخدام القوة ضد كل من يتطرق الى تلك الجريمة.
10- اُتلفت كذلك الوثائق والشهادات والأدلة المتعلقة بالجريمة لدى الأجهزة المختصة بالشطر الجنوبي أو بما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.
وذكرت الدائرة أن أبرز الضالعين من القيادات السعودية في جريمة اغتيال الحمدي هو علي بن مسلم مسؤول الملف اليمني في الديوان الملكي بدرجة مستشار.. كما أن الدور الأبرز في اغتيال الرئيس الحمدي كان للملحق العسكري السعودي بصنعاء صالح الهديان برتبة عقيد.
وأكدت حصولها على معلومات تتعلق بخطة الرئيس الحمدي وسالمين للوحدة ودمج القوات المسلحة وباب المندب والتعرف على المزيد من تفاصيل الصراع مع العدو الإسرائيلي في تلك الفترة ومن ضمن ما تم التوصل إليه ومن عدة مصادر موثوقة أن عملية الإغتيال وثقت بالصور.
وبينت الوثائق أن السعودية استخدمت الأدوات العميلة في تنفيذ مخطط اغتيال الرئيس الحمدي وتحت إشراف مباشر من الملحق العسكري السعودي بصنعاء.. حيث قامت السعودية بشراء صمت القيادات العسكرية والأمنية الغير مشاركة بشكل مباشر في الإنقلاب الدموي وذلك لضمان عدم إفشال خطة الإنقلاب، مشددة على أن للسعودية حضورمباشر ومشاركة فعلية في التنفيذ وإدارة ما يشبه غرفة عمليات قبل وأثناء وبعد جريمة اغتيال الرئيس الحمدي.
وأوضحت الدائرة أن عدد الذين حضروا لحظة تصفية وإغتيال الرئيس الحمدي من السعوديين أربعة، وهم الملحق العسكري صالح الهديان وثلاثة من عناصر الإستخبارات السعودية.. مؤكدة أن عناصر الاستخبارات السعودية كانوا قد وصلوا إلى مطار صنعاء ليلة إرتكاب الجريمة وغادروا صنعاء بعد إرتكاب الجريمة فوراً .. مضيفة أن صالح الهديان أشرف بنفسه على إغتيال الرئيس الحمدي من خلال الحضور الفعلي في مسرح الجريمة.
وأشارت إلى أن حضور الملحق العسكري السعودي صالح الهديان في مسرح الجريمة حوالي الساعة الثانية عشر ظهراً وظل في نفس المكان حتى وصول الرئيس الحمدي.. مشيرة إلى أن الملحق العسكري السعودي كان حاضراً أثناء تنفيذ عملية الإغتيال حتى خروجه متنكراً من مسرح الجريمة بعد إرتكابها.