المشهد اليمني الأول| متابعات
شكل إعلان الجيش اليمني واللجان الشعبية عن إطلاق الصاروخ الباليستي “بركان 1″، فجر الجمعة، على منطقة الطائف غرب السعودية مفاجأة نوعية لما لذلك من تداعيات على الأوضاع الاستراتيجية في شبه الجزيرة العربية ومحيطها.ونقلت قناة “المسيرة” الفضائية اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن صاروخ “بركان 1” الباليستي استهدف في “تجربته العملانية الناجحة” هدفاً عسكرياً سعودياً في الطائف إلى الشرق من منطقة مكة المكرمة.
ولفتت مصادر يمنية إلى أن “القوة الصاروخية للجيش اليمني واللجان الشعبية سجلت انجازاً جديداً ونوعياً” تمثل بادخال الصاروخ الجديد إلى الخدمة مع اطلاقه على هدف داخل العمق السعودي فجر اليوم، وأشارت إلى أن الصاروخ “يصل إلى مسافة 800 كيلومترات برأس متفجر يزن نصف طن مخصص لتدمير القواعد العسكرية الاستراتيجية”.
وأضافت المصادر أن “هذا الانجاز يعد رسالة متعددة الابعاد الى قيادة العدوان السعودي – الأميركي”، ورأت أن “الشعب اليمني وعلى الرغم من ظروف الحصار والحرب، فإن طاقات خبرائه المبدعين قادرة على تطوير الصناعات الحربية بهدف رد العدوان المستمر على البلاد”.
ما هو بركان 1
يعتبر الصاروخ اليمني الجديد تعديلاً لصاروخ “سكود سي” الروسي، الذي يصل مداه إلى مئات الكيلومترات، وصاروخ “شهاب ٢” الإيراني، وهو يعمل على محرك من مرحلة واحدة ولديه القدرة على حمل رأس حربي ٧٠٠ كيلوغرامات من المواد المتفجرة.
بما ان تقنية الوقود الصلب معقدة التصنيع، فالوقود المستخدم يمكن أن يكون سائلاً يتم تزويد الصواريخ به لمحركات خاصة تقوم بأكسدة الوقود لتأمين قوة نارية دافعة، ولدى الصاروخ 4 جنيحات في آخره للتوجيه، وعملية إعداد هذا النوع من الصواريخ تحتاج إلى قواعد مخفية (تحت الأرض)، خشية اكتشافه من قبل الاستطلاع الجوي، لأن تزويده بالوقود وتحضيره يستغرق وقتاً يسمح باستهدافه، إضافة لطوله البالغ ١٢ متراً، ونقله يتم عبر شاحنات ضخمة، وتشكل هذه الصواريخ تهديداً بالغاً على المواقع العسكرية المحصنة والكتل العمرانية، وتحدث قدرة تدميرية بحسب المواد المستخدمة والمكونة للرأس الحربي.
تطور استراتيجي
يُعتبر دخول “بركان 1” في معادلة الصراع مع السعودية، تطوراً يظهر فشل السعودية وحلفائها في عدم القدرة على اكتشاف أماكن التصنيع والتخزين والتحضير. مع العلم أن عملية الاطلاق تمت في الليل (سطوع انطلاق الصاروخ) وسط ظروف صعبة تؤثر على كيفية التحضير وتحديد السمت (الاتجاه).
والاعلان عن هذا الصاروخ يعتبر تحولاً استراتيجيا ًازاء السعودية ودخول شعاع ٨٠٠ كيلومتر إضافية إلى دائرة الصراع مع تحالف الحرب على اليمن، كما انه أمر سيقف عنده، ملياً، الداعمون الغربيون للسعودية وحلفائها في هذا العدوان المستمر منذ أكثر من عام ونصف، وكذلك “إسرائيل”، ويعود ذلك إلى أن اطلاق الصاروخ “بركان 1” يضع اليمن على خارطة التهديد المباشر للقواعد العسكرية الأجنبية في دول الخليج وشرق أفريقيا وحتى فلسطين المحتلة، وصولاً إلى التأثير على المعادلات الاستراتيجية في المنطقة.
عبد الناصر فقيه