المشهد اليمني الأول/
“الورقة الكردية”، عنوان مقال أنطون لافروف، في “إزفستيا”، حول أهمية الأحداث في شمال سوريا من وجهة نظر المواجهة بين ترامب والديمقراطيين في الولايات المتحدة.
وجاء في المقال: أدى قرار دونالد ترامب ترك الأكراد السوريين لمصيرهم إلى عاصفة من السخط في وزارة الخارجية والبنتاغون. وبالإضافة إلى النقد المألوف في مثل هذه الحالات، يندلع السخط عبر قنوات أخرى. فقد سُربت إلى صحيفة نيويورك تايمز مذكرة داخلية بالغة الأهمية من الدبلوماسي المحترم ويليام روباك، تنتقد سياسة الإدارة الرئاسية، وهو المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف العالمي ضد داعش. فلعدة سنوات، عمل روباك مع الأكراد في سوريا، وساهم في إنشاء قواتهم المسلحة وحكمهم الذاتي.
يرى ويليام روباك أن الولايات المتحدة لم تفعل ما يكفي لمنع العملية التركية، لكنها تقر بأنه كان سيصعب منعها حتى مع سياسة أمريكية أكثر صرامة. الحفاظ على الوجود (العسكري)، سيساعد في إنقاذ ماء وجه الولايات المتحدة، لكنه لن ينقذ الأكراد من الهزيمة.
أدى الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية في اللحظة الأكثر حرجا إلى فقدان ماء الوجه، وخلط جميع الأوراق أمام المدافعين، ما هز معنوياتهم وأدى إلى هزيمة سريعة.
وكما يلاحظ مؤلف المذكرة، بحزن، فإن قول ترامب إن الولايات المتحدة مهتمة حصرياً بالنفط في سوريا تتناسب تماما مع نظريات المؤامرة التي تحظى بشعبية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن قرار الإبقاء على الوجود العسكري في سوريا، حتى تحت هذه الحجة، يراه روباك صحيحا.
لكن بدلاً من مئات الكيلومترات على الحدود مع تركيا والمدن الرئيسية شرقي الفرات، تضع الوحدة الأمريكية تحت عينها فقط حقولا قليلة في صحراء ذات كثافة سكانية منخفضة. هذه بقعة صغيرة جدًا على خريطة البلاد. فإلى جانب تراجع السيطرة على الأراضي، يتراجع التأثير السياسي للولايات المتحدة في الوضع.
المذكرة، الواردة من مصدر موثوق حول الإخفاقات العسكرية والسياسية الكبرى في الشرق الأوسط والمسؤول عنها الرئيس، تشكل ضربة جدية لوضع ترامب الصعب من دون ذلك. فمن المتعذر الآن تخمين كيف ستنتهي قصة العزل، لكن مما لا شك فيه أن الورقة الكردية التي وضعت على صفحات الجريدة الأمريكية المؤثرة ستصبح عاملاً قوياً في المعارك السياسية في واشنطن.