المشهد اليمني الأول/
أشاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالموقف التاريخي الذي أعلنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي من الصراع مع العدو الإسرائيلي.
وقال في كلمةً لهُ في إحياء يوم الشهيد إن” إعلان السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي بالرد على أي اعتداء إسرائيلي على اليمن أهميته أنه صدر عن قائد لجبهة ما زالت تقاتل منذ 5 سنوات جيوشًا وقوى كبرى”.
وأوضح السيد في كلمته أن الجبهة اليمنية باتت تمتلك أسلحة متطورة جدًا من صواريخ ومسيّرات وتمتلك شجاعة استخدام هذه الصواريخ والمسيرات وتحدت بها كل العالم، لافتًا إلى أن المقاتلين اليمنيين يحققون انتصارات نوعية مذهلة وأقرب إلى المعجزات وآخرها كان عملية نصر من الله.
وأكد السيد حسن نصر الله أن السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي قادر على أن ينفذ تهديداته وهنا توقف الإسرائيليون عند كلامه جيدًا، موضحًا أن إعلان السيد عبد الملك يشكل عامل قوة إضافي ومهم جدًا في محور المقاومة.
وقال السيد” يمن الإيمان يعلن اليوم بشكل واضح وصريح أنه قادر على الرد على كيان العدو وهذا عامل قوة جديد واستراتيجي وعلى أبناء الأمة أن يعتزوا بهذا الإعلان”، مضيفًا” السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي لم يكشف أوراقه في الرد وتوجيه أقسى الضربات على كيان العدو وهذا مهم جدًا”.
وأشار إلى أن هناك اليوم قوى جديدة ذات قوة وشجاعة منقطعة النظير دخلت في جبهة المواجهة مع العدو الإسرائيلي وهذا ما يدركه العدو جيدًا.
وأردف السيد قائلًا إن ” الحشود اليمنية في ذكرى المولد النبوي الشريف كانت هائلة وحضرت تحت الشمس في منتصف النهار لساعات وافترشت الأرض والطرقات وتحت تهديد القصف”.
وتابع” الحضور الجماهيري اليمني في ذكرى المولد النبوي الشريف جذبني وأذهلني ويكشف عن مدى عشقهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله.
وأكد السيد نصر الله أن الحشود اليمنية رسالة سياسية عظيمة جدًا أنهم بعد كل سنوات الحرب وعشرات آلاف الشهداء والحصار وأشد الصعوبات لا زالوا يحضرون بهذه الأعداد الهائلة ليعبروا عن موقفهم وثباتهم، مبينًا أن الشعب اليمني قدم رسالة على أن شعوبنا التي يراهن العدو على أن تسقط أمام الجوع والحصار لتتخلى عن نبيها وحريتها وكرامتها، هي لن تسقط على الإطلاق.
وفي الصراع العربي الإسرائيلي: لفت السيد نصر الله إلى أن عملية الاستشهادي أحمد قصير التي نفذها في مثل هذا اليوم هي الأهم في الصراع العربي الإسرائيلي من حيث الحجم والنوعية والخسائر التي لحقت العدو في ضربة واحدة.
وأكد السيد أن المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم في أوج قوتها وحضورها وفعاليتها وأهميتها كجزء من محور المقاومة وتشارك في صنع حاضر ومستقبل المنطقة.
إيران واحتمال الحرب الخارجية عليها بات بعيدًا:
وبين السيد أن احتمال الحرب الخارجية على الجمهورية الإسلامية في إيران بات بعيدًا بنسبة 99.99%، ومن كان يراهن على هذه الحرب عليه أن يضع هذا الاحتمال جانبًا، موضحًا أن إيران صمدت أمام العقوبات والحصار والجميع بات يدرك أن استراتيجية ترامب في محاربة إيران فشلت.
وقال السيد إن” إيران تخرج اليوم قوية عزيزة مقتدرة في موقعها الإقليمي الكبير وفي تبنيها لقضايا وشعوب المنطقة وأن حسابات ترامب هي فقط حسابات نفط وأموال، ورأينا كيف خرج من منطقة شرق الفرات وأبقى قوة أمريكية هناك فقط من أجل حقول النفط هناك”.
وتابع” مركز محور المقاومة في إيران يخرج من احتمال الحرب ويتجاوز أصعب مرحلة في تاريخه قويًا ومقتدرًا”.
إجماع وطني حقيقي:
وأكد السيد نصر الله أن هناك إجماع وطني حقيقي في لبنان على محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة واليوم لا يستطيع أحد أن يحمي فاسدًا، قائلًا” أقول للقضاة في لبنان، تمثلوا بالشهداء المضحين وليس مطلوب منكم أن تقدموا أرواحكم، نريد فقط خطوة جريئة وشجاعة في عدم الخضوع لأي مرجعية سياسية أو دينية في البلد”.
وتوجه إلى مجلس القضاء الأعلى بالقول” أنه في حال وجود ملف مرتبط بأي مسؤول في حزب الله أن يعملوا على هذا الملف وأنا أضمن احترام وتشجيع حزب الله لعملكم”، مؤكدًا أن الفاسد كالعميل، لا طائفة ولا دين له، ومكافحة الفساد في لبنان يجب أن تكون عابرة للطوائف.
وأوضح السيد نصر الله أن الحكومة الأمريكية تعمل على تعميق الأزمة الاقتصادية في لبنان وتمنعه من استعادة عافيته، والولايات المتحدة الأمريكية تمارس الضغط الأمني على لبنان، فيما لبنان أكثر أمنًا من واشنطن نفسها.
ولفت إلى أن الأمريكيين يعملون بسياسة الترهيب لمنع المستثمرين من المجيء إلى لبنان، مضيفًا أن” كل ما يريده الأمريكي في لبنان هو أن يتخلص لبنان من مقاومته، من هذه اليد التي تحمي لبنان وتهدد العدو كي يستعيد لبنان أراضيه ومياهه ويحافظ على أمنه وسيادته”.
وأردف قائلًا إن” الشعب اللبناني أمام فرصة في تصريف الإنتاج الزراعي والصناعي اللبناني في السوق العراقي وهذا متوقف على تفاهم الحكومة اللبنانية السورية لمرور المنتجات اللبنانية عبر معبر البوكمال إلى العراق”، موضحًا أن لديهم فائض في أعداد الصواريخ إلى درجة أننا نواجه مشكلة في أماكن تخزينها.
وفي ختام كلمته أكد السيد نصر الله” عهدا لشهدائنا الأطهار أن نحافظ على الكرامة والعزة والقوة والردع والموقع وعلى كل ما أعطيتمونا إياه ومهما بلغت التضحيات، نحن قوم لا نستسلم ولا نخلي الساحات حتى نرفع راياتنا في أعلى القمم”.