المشهد اليمني الأول/
على الرغم من استمرار العدوان والحصار عليه تصدر الشعب اليمني المشهد العربي والإسلامي باحتفالات مليونية في ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم لهذا العام 1441هـ، في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية.
وشهد ميدان السبعين بالعاصمة اليمنية صنعاء احتشادا جماهيريا غير مسبوقا بمناسبة المولد النبويوتميزت الاحتفالات بذكرى المولد النبوي لهذا العام بمستوى التفاعل الشعبي والمشاركة الواسعة في الاحتفالات المركزية التي لم تقتصر على العاصمة صنعاء فحسب، وإنما شملت مختلف المحافظات بمشاركة كافة فئات المجتمع.
وعكس الحضور الواسع في ساحات الاحتفال بهذه المناسبة الدينية العظيمة، حقيقة ارتباط الشعب اليمني برسول الأمة والرحمة المهداه للعالمين وتأكيدا على تمسكهم بالسير على نهجه وسيرته العطرة قولا وعملا.
وازدانت العاصمة صنعاء والمحافظات باللافتات والصور والأضواء واكتست حلة خضراء زينت شوارعها ومساجدها ومنشآتها الحكومية احتفاءً بمولد النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
الحضور المشرف والكبير لأحفاد الأنصار احتفاءً برسول الإنسانية كان الحدث الأبرز على الساحة الإقليمية والدولية مجسداً هويتهم الإيمانية. وأوصلت صور الحشود من مختلف الساحات أبلغ تعبير وأوصلت رسالة شعب الإيمان والحكمة، بابتهاجهم وحبهم للنبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتمسكهم بنهجه وتأكيداَ على استمرار الصمود والثبات مهما كانت التحديات.
الرئيس المشاط يهيب بالجماهير
من جانبه أشاد فخامة الأخ المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، بالحضور الجماهيري المهيب وغير المسبوق في الفعاليات المركزية في العاصمة صنعاء والمحافظات احتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف. معبراً عن الشكر لحكومة الإنقاذ الوطني على الجهود المبذولة للأعداد والترتيب الذي أسهم في إنجاح الفعاليات الجماهيرية بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .
ونوه بجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية واللجان التنظيمية والإشرافية والفنية وكل من ساهم في تنظيم وتأمين الفعاليات الجماهيرية بذكرى رسول الإنسانية صلى الله عليه وآله وسلم.
هوية إيمانية تتجلى بأبهى صورها
وعبرت فقرات الفعاليات عن الفرحة والإبتهاج بهذه المناسبة الدينية العظيمة، التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور ومن عبادة العبادة إلى عبادة رب العباد وحررت البشرية من الولاء والعمالة لقوى الظلم والإستكبار.
ورفع المشاركون في الفعالية الجماهيرية الكبيرة اللافتات المعبرة عن حبهم للمصطفى صلوات الله عليه وآله وتمسكهم بنهجه وتعاليمه وسيرته العطرة، مجددين ولائهم وانتماءهم وحبهم لرسول الله من خلال الحضور المشرف، لافتين إلى أن هذا الاحتفال دليل على أن الشعب اليمني متمسك برسول الله ولا يمكن أن يتخلى عن انتمائه وعن ارتباطه بالنبي.
وأوضحوا أن اليمنيين يقومون بإظهار المناسبة بهذا الزخم الجماهيري لأن هذا الشعب هو من أوائل من أسلموا، فهم الأنصار وأحفاد الأنصار الذين ناصروا رسول الله في جميع حروبه وكانوا سنده ومدده.
الجنوب اليمني المحتل يشارك بقوافل الولاء لله ورسوله
وانطلق موكب أبناء المحافظات الجنوبية من جولة الثقافة نحو ميدان السبعين وحمل المشاركين اللافتات التي تؤكد التمسك بقيم وتعاليم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في التضحية والصبر والفداء والتراحم والتآلف ونبذ الفرقة ومقارعة الظالمين والطغاة والمستكبرين.
وقد لفت أبناء المحافظات الجنوبية القادمين من أبين وشبوة ولحج وحضرموت وعدن والمهرة والساكنين في العاصمة صنعاء إلى أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة لاستلهام الدروس والعبر في الصبر والجهاد والتضحية من سيرة المصطفى عليه وعلى آلة أفضل الصلاة والسلام .
وأكدوا أن التأريخ يعيد نفسه بعد أكثر من ١٤ قرنا وهاهم أحفاد الأنصار وأنصار الرسول اليوم يعظمونه ويعلنون الولاء له والسبر على نهجه ويجاهدون كجهاده ويقدمون التضحيات اقتداء به ويصبرون ويتحملون الأذى والحصار كما تحمل الرسول الأذى في مكة والطائف والحصار في شعب بني هاشم “.
من الظلمات إلى النور
وبينت كلمات المسيرات الدور اللازم على الأمة العربية والإسلامية في الحفاظ على هذا المنهج القويم الذي جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن العبادات الخاطئة إلى عبادة واحدة سليمة وصحية وهي عبادة الله الواحد القهار على منهج ومسلك سليم وصحيح أرسى قواعده ومداميكه خاتم الانباء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم.
وأوضحوا أن مايتعرض له اليمن من عدوان غاشم لأن اليمنيون متمسكين بتعاليم سيد الخلق، لافتين إلى أنه رغم خمس سنوات من التدمير المنهج للبنية التحتية إلا أن الشعب مستمر في الصمود ويزاد قوة في قدراته العسكرية والاقتصادية وغيرها.. مؤكدا أن الشعب اليمني حر ولا يقبل بالغزاة والمحتلين وواجه المستعمرين على مر التاريخ.
المزيد من الصمود حتى الإنتصار
وحثوا على التكاتف لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية ومواصلة الصمود ورفد الجبهات لمواجهة العدوان وإفشال مخططاته. مؤكدين “أن رفد الجبهات خيار أساسي للنصر”.. داعيين الجميع للنفير العام ورفد الجبهات بالرجال والمال والقوافل لمواجهة العدوان وحماية أراضينا ومياهنا الإقليمية وطرد الغزاة والمحتلين.
وثمنوا بطولات الجيش واللجان الشعبية في كافة الجبهات وتطور القدرات العسكرية والمواقف البطولية لمشائخ وقبائل اليمن والتي جسدوها في مختلف المراحل التاريخية.
وأكدوا أن الشعب اليمني عبر التاريخ لم ينكسر أو يخضع وسيظل شامخا ومتصديا للعدوان حتى أخراج المعتدين والغزاة من كافة الأراضي اليمنية.. لافتين إلى أن الاحتفال الجماهيري الحاشد يمثل رسالة للمرجفين مفادها أن الشعب اليمني صامد وثابت من أجل الانتصار للوطن وكرامته.
وأكدوا على أهمية تعزيز الإخاء والتراحم والتكافل والتعاون على البر والتقوى في ظل المعركة المصيرية التي يخوضها الشعب اليمني وحشد الطاقات والإمكانيات المتاحة، وتحويل التحديات إلى فرص للنجاح وتصحيح الواقع ومعالجة المشاكل وإدارة الموارد والمؤسسات بكل مسؤولية.
إطلاله بهية لقائد الثورة
واستمعت الحشود الغفيرة في كافة المحافظات والساحات إلى كلمة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والتي حيا فيها الحضور المشرف والكبير لأبناء الشعب اليمني، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف في العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات.
ودعا السيد القائد الأمة الإسلامية والشعب اليمني العزيز إلى السعي الحثيث للتمسك بالقرآن ورسالة رسول الله صلى الله عليه وآله، كما دعا إلى تعزيز الاستقلال الحقيقي على المستوى الثقافي والفكري واقتصاديًا وسياسيًا.
وجدد تحذيره لشباب الأمة من حالة الفوضى في التلقي الإعلامي على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي يستخدمها العدو في ضرب الأمة والانجرار وراء المخططات الهدامة للمجتمع والقيم الإسلامية السامية.
ودعا “شعوب أمتنا إلى أخذ الحيطة والحذر في التعامل مع مشاكلها بما لا يحدث ثغرة للأعداء كما يحدث في العراق ولبنان، موضحا أن الفرح والارتياح الأمريكي والإسرائيلي لما يحدث في العراق ولبنان يكشف طبيعة موقفها ودورها في هذه الأحداث”.
وقال: “من يسعى بالحروب والحصار إلى التحكم بنا وإخضاعنا فهو يسعى للمستحيل، وعاقبة أمره الخسران، ونحن نمد أيدي الإخاء والسلام لكل أمتنا، ومن يعادينا يتحمل هو المسؤولية لخياره الخاطئ وقراره الظالم”.
نصيحة وتحذير لتحالف العدوان
ونصح تحالف العدوان بوقف عملياتها في اليمن ورفع الحصار عن البلد، مؤكدا أن الشعب اليمني لن يتراجع عن مسيرته التحررية حتى يتحقق له استقلاله التام.
وحذر قائد الثورة السعودية من “مخاطر وعواقب كبيرة ستترتب عليها في حال استمرت في عدوانها وحصارها”، وقال إن “استمرار العدوان معناه أن نستمر في تطوير قدراتنا العسكرية وتوجيه أقسى الضربات وهذا حق مشروع”.
أقسى الضربات للكيان الصهيوني
ولدى تناوله القضية الفلسطينية، أكد السيد “تمسك الشعب اليمني بموقفه تجاه قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والموقف الحاسم من إسرائيل، باعتبارها عدوة للأمة الإسلامية”، فضلا عن تمسكه بموقفه المناهض للسياسات الأمريكية.
وأضاف: “نؤكد على أن موقفنا في العداء لإسرائيل ككيان غاصب هو موقف مبدئي إنساني أخلاقي والتزام ديني”، مشيرا إلى أن الشعب اليمني “لن يتردد في إعلان الجهاد ضد العدو الإسرائيلي وتوجيه أقسى الضربات ضد الأهداف الحساسة في كيان العدو إذا تورط العدو في أي حماقة ضد شعبنا”.
ودعا قائد الثورة الدولة إلى السعي للمزيد من تحقيق العدالة والأمن والاستقرار وتصحيح الوضع في السجون ومعالجة مشاكل السجناء، داعيا في الوقت نفسه شعبنا العزيز إلى الاستمرار في مسيرة التحرر والاستقلال والحفاظ على وحدة الصف والسلم الاجتماعي ورعاية الفقراء والمساكين.
ولفت إلى أن قوى العدوان والاحتلال أقدمت على سرقة أكثر من 120 مليون برميل من النفط من المناطق المحتلة منذ بداية العدوان، موضحاً أن الإنتاج من الحقول في تلك المحافظات يقدر خلال سنوات العدوان بأكثر من 120 مليون برميل من النفط تم سرقتها والإيرادات التي كان الشعب اليمني سيحصل عليها من مصادره من النفط والغاز وغيرها وخسرها بسبب العدوان وعملائه تقدر بأكثر من 12 تريليونا كانت ستكفي لصرف المرتبات لأكثر من 12 عاما.