المشهد اليمني الأول/
إن المولدَ النبويَّ هو ميلادُ محبة النبي الأكرم في نفوس المؤمنين، وهو ميلادُ كُلّ المبادئ السامية والتعاليم الربانية التي جاء بها.. بل هو ميلادُ الهداية للأمة وإحياء للخير كله،،،فنبينا الأعظم جاءت دعوته لتخرج الناس من الظلمات إلى النور حين دعت لكل فضيلة ونبذت الرذائل.
فما أحوجنا لإحياء هذه المناسبة العظيمة فيما يمر به الوطن الغالي اليوم من صعاب وتحديات جسيمة، حيث تكالَبَ عالم الشر وعالم الإجرام على يمن الإيمان والحكمة، فقد ارتكبوا المجازر ودنسوا الأرض واستماتوا بخططهم لتدجين الأمة.
فإحياء هذه المناسبة في ظل هذه الظروف وللعام الخامس على التوالي يعتبر ضربة للعدو بل إن احياءها أقوى الصواريخ التي ستنهال على رؤوسَهم فهو موضع يغيظ الأعداء ، فأعداء الأُمَّــة من اليهود والنصارى ومن آل سعود يدركون مدى أهمية ارتباطِ هذه الأُمَّــة بنبيها ومدى سر القوة التي تنبثق من توطيد هذه الصلة والتي من شأنها أن تبنيَ جيلاً واعياً وأمةً قويةً ترفُضُ الذل والخضوع للظلمة والمستكبرين.. فإذا ما أحيينا التعاليم الربانية التي جاء بها”محمد” النبي الأمين سنكون أكثر تماسكاً وتوحداً والتي هي من أولويات البعثة النبوية حين نبذت الأحقاد والضغائن فيما بين الأفراد والجماعات ودعت إلى توحيد الكلمة والصف وجمع أمر الأُمَّــة تحت راية واحدة والعمل على تماسكها لتكون أكثر قوة وبأساً.
فهذا كله من شأنه إزعاج لقوى الشر من الأعداء والمتربصين بأمة محمد فعمدوا إلى تغييب واضح وتشويه ممنهج لمن يحيي هذه المناسبة والذكرى العطرة لتظل هذه الأُمَّــة غارقةً في براثن شراك العدو ومخططاته.
فالرسولُ الأعظمُ هو أصالة ومنهجية أخلاقية تغشاها الرحمة والإيمان والارتباط به هو بوابة الارتباط بالدين كله وفي مقدمتها مكارم الأخلاق ومنابع القيم والإحسان فإن الأُمَّــة عانت وما زالت تعاني من مخطط إبعادها عن المعنى الحقيقي للرسالة النبوية ولقيمها العظيمة.
فعلى أُمَّة محمد أن تعترفَ جميعُها بأهمية احياء ذكرى المولد النبوي الأعظم وأن تُحييَ ميلاد سيد الكونيين…
فهو لم يبعث لطائفة ولا لحزب ولا لأشخاص كما نجد اليومَ تلك المسميات التي تم غزوُ الأُمَّــة بها لتجعلَها غارقةً في بحر التفرقة والاقتتال والعداء المستمر لبعضهن البعض.
فهذه المناسبةُ تجعلنا أكثر حرصاً على إحيائها لما لها من أهمية كبرى في علاج ما وصلت له الأُمَّــة اليوم من حالة مأساوية بتفشي ذَلك الفكر الوهابي المتطرف الذي يحاولون به جَـرَّ الإسلام إلى منزلق خطير جدا البعيد كُلّ البُعد عن الإسلام المحمدي وعن دين التسامُح والرحمة المُهداة للأمة جمعاء في كُلّ زمان ومكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أحلام عبد الكافي