المشهد اليمني الأول/
ازدانت العاصمة صنعاء بالأضواء، وأطليت واجهات المنازل والمباني الحكومية والجوامع والمركبات بالألوان والشعارات ابتهاجاً بالمولد النبوي الشريف.
وفي مشهد جمالي وروحاني مليء بالكثير من المظاهر والصور الاحتفالية، المعبرة عن حب الرسول الأعظم وخصوصية هذه المناسبة الدينية العظيمة؛ تحولت مدينة صنعاء وشوارعها إلى ساحة كبرى للاحتفال، فيما بدا ميدان السبعين أشبه بخلية نحل تسابق الزمن للتهيئة للاحتفال بمولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ومنذ بداية شهر ربيع الأول ومدينة صنعاء وشوارعها وأزقتها وأحياءها تكتسي بالزينات الضوئية والرايات الخضراء والبيضاء التي راحت ترفرف خفاقة في أرجاء المدينة، بما يبعث مشاعر البهجة والسرور في نفوس الزوار وسكان الأحياء ممن كان لشبابها نصيب الأسد في تزيينها وتحسينها في مشهد كرنفالي كان له أثره خاصة في نفوس الأطفال.
وإلى جانب الأضواء التي تزينت بها المنازل وواجهات المباني الحكومية والمحال التجارية والشوارع الرئيسية والفرعية بمدينة صنعاء أقامت العديد من المؤسسات والدوائر الحكومية أنشطة ومهرجانات خطابية، أكدت أهمية الاحتفال بذكرى مولد رسول الإنسانية وتكريس قيمه النبيلة في نفوس الأجيال.
كما ازدانت المساجد بالألوان والعبارات الترحيبية بالمولد النبوي وحلقات الذكر والثناء وسرد سيرة الرسول الأعظم وصفاته ومناقبه، وصدحت عبر مآذنها الصلوات والتواشيح الدينية المعبرة عن روحانية هذه المناسبة وخصوصيتها.
وانتشرت في الشوارع ومفترقات الطرق سيارات تتولى طلاء المركبات والدراجات النارية والهوائية التي يقدم بعضها خدمات مجانية لقاصديها والبعض الآخر مقابل مبلغ متواضع في مشهد يعكس مدى الفرحة بمولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه.
واعتاد اليمنيون في هذه المناسبة التحضير منذ بداية شهر ربيع الأول حتى يوم ذكرى المولد النبوي الشريف ويقومون بالاحتفال عن طريق التجول في المدن وسماع الموشحات الدينية.
وبالإضافة إلى ذلك يتم توزيع الصدقات والطعام على الفقراء والمحتاجين تقرباً لله سبحانه وتعالى، وطمعاً في الفوز بشفاعة الرسول الكريم، وذلك في مشهد يجسد أسمى معاني التكافل الاجتماعي رغم الظروف الصعبة والوضع الإنساني الذي فرضه العدوان والحصار على اليمن منذ ما يقارب خمس سنوات.
واللافت في مراسم الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف بمدينة صنعاء التاريخية وأزقتها وأحيائها العتيقة أنه يكتسب طابعاً خاصاً، حيث تشهد المدينة وأسواقها ازدحاماً ملحوظاً من المتسوقين ممن يقبلون على شراء المصاحف والعطور والطيب والحلويات والشعارات والأعلام واللافتات الخاصة بالاحتفال بالمناسبة.
وتتعالى من مآذن المدينة القديمة الصلوات والتكبيرات والتسابيح والموشحات والأدعية والابتهالات التي تعزز من عظمة المناسبة وتضفي مشاعر الروحانية بما تحمله من تذكير الفرد المسلم بواحدة من أسمى الصلات التي ينبغي عليه تقويتها مع الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم.
كما يتم تزيين الأسواق القديمة والممرات والأزقة بالإضاءات واللافتات التي تحمل اسم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتتغنى بصفاته ومناقبه وتدلل على أهمية وعظمة مولد النبي الأعظم في قلوب أبناء اليمن ممن ناصروه وناصروا رسالته المحمدية وحملوا على عاتقهم مشاعل العلم والمعرفة ورايات النصر ونشر قيم المساواة والعدالة والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب إلى أصقاع الأرض.
ومن مدينة صنعاء التاريخية إلى ميدان السبعين حيث تبرز الكثير من المظاهر التي تستحق الرصد، ويشد انتباه الزائر للميدان مع حلول ساعات الليل الأولى سلسلة الأضواء المخروطية على جنبات الطريق.
كما أن اللافت في المكان مآذن جامع الشعب وقبابه في ميدان السبعين التي ازدانت بالأضواء الملونة احتفالا بمولد أطهر خلق الله ومتمم مكارم الأخلاق، والتي حولت الجامع بانعكاس الأضواء على واجهاته المعمارية البديعة إلى تحفة فنية ذات أشكال جمالية متباينة من كل اتجاه.
بين من يفد إلى ميدان السبعين لطلاء سيارته وتزيينها بألوان وشعارات الاحتفاء بالمولد النبوي، ومن هو مجرد عابر سبيل، يبقى ثمة من يقصد الميدان مصطحبا أفراد عائلته للاستمتاع بمشاهد الأضواء الجمالية المنتشرة في كل مكان والتقاط الصور.
ورغم تعدد المظاهر الاحتفالية بالمولد النبوي الشريف بهذا الزخم الشعبي والرسمي يبقى الاحتفال بالمناسبة على عظمتها وسط ما يعيشه اليمن وشعبه نتيجة العدوان والحصار تظاهرة تحمل في طياتها الكثير من معاني الصمود والانتصار لقيم الحق والعدالة التي جاء بها رسول الإنسانية.