المشهد اليمني الأول/
كشف صحفي يمني فر من أحد السجون السرية التي أقامتها السعودية بمنطقة المهرة اليمنية بأنه تعرض لشتى أصناف التعذيب، مؤكدا أنه تذكر خلال فترة حبسه مصير الصحفي السعودي جمال خاشقجي وكيف تم تقطيع أوصاله بمنشار.
وكان الصحفي يحيى السواري (27 عاما) الذي قضى 56 يوما في السجن قبل تمكنه من الفرار، يحقق منذ شهور بشأن الانتهاكات التي ارتكبتها السعودية في المهرة قبل اختطافه في 3 يوليو/تموز الماضي ونقله بين سجون سعودية داخل المحافظة.
ويروي السواري -في لقاء خاص مع موقع ميديابارت الإخباري الفرنسي- تفاصيل التعذيب الذي تعرض له بسجون المهرة، منها سجن سري يعتقد أنه موجود داخل مطار الغيضة. ويقول إنه خاطب في إحدى المرات أحد المحققين معه -عرف لاحقا أنه اللواء هزاع المطيري، العميد في أركان البحرية وقائد القوات السعودية في المهرة- قائلا “هل سأكون جمال خاشقجي المقبل؟”.
ويؤكد أن اتهامات عدة وجهت له لتبرير حبسه، منها التجسس لصالح حزب الله وقطر وعمان والحوثيين، مؤكدا أن السعوديين سألوه في إحدى المرات أن يزودهم بأسماء ضباط قطريين.
وقد نشر السواري قبل اعتقاله تقريرا مفصلا، معززا بمعلومات وشهادات، وثق خلاله الوصول العسكري المكثف للقوات السعودية للمهرة نهاية العام 2017، وبين كيف قامت هذه القوات بالاستيلاء بصفة غير شرعية على ميناء نشطون، ومركزي الشاهين وصرفيت الحدوديين مع عُمان، ومطار الغيضة، أحد آخر مطارات البلاد التي توفر مخرجا آمنا للمدنيين.
كما بين في تقريره كيف قامت السعودية بالتدخل في شؤون المحافظة، من خلال استبدال محافظها، محمد عبد الله كده، براجح باكريت، وهو يمني يحمل جواز سفر سعوديا ويأتمر بأوامر الرياض.
وكيف قمعت بشكل دموي المظاهرات السلمية، وأقامت قواعد عسكرية، وتورطت في أعمال نهب واعتقال معارضين، وأنشأت مليشيات مسلحة، وأرسلت سلفيين أجانب للقتال في المحافظة.
كما نوه في تقريره إلى أن السعودية تحاول بناء خط أنابيب من حدودها إلى ميناء المهرة، مما سيسمح لها، إن تم الأمر، بتجنب المرور عبر مضيق هرمز وبالتالي تجنب التهديدات الإيرانية وخفض تكلفة تصدير النفط.
ويؤكد السواري أن هذا المشروع تم عرض تنفيذه منذ الثمانينيات، لكن السكان المحليين رفضوه جملة وتفصيلا، فرأت الرياض في حالة الفوضى التي تعم حاليا اليمن غطاء مناسبا لإحيائه وتنفيذ خططها.
ويروي السواري كيف أنه بسبب ما تعرض له من تعذيب داخل محبسه حاول أن ينتحر، دون أن يستطع ذلك، فتمكن بعد شهور من حفر منفذ صغير إلى خارج زنزانته، حيث فر ثم مشى بعدها لعشرات الكيلومترات قبل تهريبه من قبل قوات المعارضة المهرية إلى عمان.
وكرد فعل انتقامي على هربه، قامت القوات السعودية بتعذيب شقيقه المعتقل لديها أيضا وتعريضه لانتهاكات جنسية، كما يؤكد لموقع ميديابارت.