المشهد اليمني الأول/
طال أمد الحرب والعدوان على اليمن ومن يقودونه من تحالف الشر (السعوأمريكي) الذين لايزالون وكأن عليهم غشاوة من أمر كهذا، حيث لا يوجد تفسير لهذا الأمر إلا تفسير واحد، هو أن حالهم هذا بدا كمن يدمن على عمل المعاصي وارتكاب المحرمات والآثام ويرى نفسه كل يوم وليلة وهو يستفحل في هذا الأمر ذي الطبيعة السيئة والمضنية وغير العقلانية، إلا أنه مع استفحال الجُرم والرذيلة في أحشائه وجوارحه يبدو كالقشات في البيداء إذا اشتد جوعها، التي حتى ولو كانت في قمة الانهاك والأرق والتذمر من واقعها إلا أنها لا تجد بداً من ممارسة الرذيلة والجُرم ولو تحبو لذلك حبواً ولا يهمها ما الذي سيحل عليها لو استغل أحد ضعفها وانكشف سترها على الحال الذي هي عليه.
حتى إذا ما حدَّث نفسه يوماً بترك تلك العادات السيئة وإذا بشيء يشده إليها والاستمرار في غيه ويمضي في عملها ولا يدري ما الذي أرجعه لنفس المنوال، كما تارك الصلاة حتى إذا ما حن قلبه للرجوع والإنابة إلى الله والاستقامة ولو بأداء فريضة وأحدة سنح له الحال بأتيانها إلا وإذا بشيطان يوسوس داخله ويقول له :” كل يوم تترك الصلاة واليوم تريد الصلاة وكأنك تضمن الجنة بصلاة هذا الفرض ؟!!
تضحك على نفسك وتتعب نفسك وأنت لم تستمر عليها بل ستأتي فرص أخرى في المستقبل وتصبح من الزاهدين ولا حاجة لك اليوم بهذا الفرض ” فيدخل في نفسه تركها -ونعوذ بالله – كما سابقاتها، ويستمر في الضلال والعصيان، ويستمر به الحال في هوى الشيطان، حتى يأتي أمر الله ولا يستطيع التوبة كما هو أمر فرعون الملعون.. والذي نستفيده من هذا الشرح المبسط أو التفسير الميسر أن العدوان (السعوأمريكي) يمضي به الزمن وهو لا يدري أنه قد غرق في الظلم واستفحل في الجرم وتتابعت عليه الأيام والشهور وهو يظن أنه لازال في وتيرة عالية !!!!، فتراه يخسر المليارات وتتساقط أوراقه التي لطالما راهن عاليها وعوَّل عليها في نصره على اليمن وأهله.
غير أن الواقع يحكي غير ذلك، وبات الواقع يبين أن هناك تغيراً حقيقياً في نقاط المعادلة الحربية أو العسكرية، والتي تشير لنا بمؤشرات مهما قلل العدوان من شأنها أو أنكر حدوثها أو تجاهلها إلا أنها على أقل القليل خيبت ظنونهم وآمالهم التي رسموها مع أول لحظة لإعلان الحرب على اليمن، وهو ما تجدر الإشارة إليه لكل حليم ” وقد لا يفهمها إلا كبار الساسة والعسكريين ” أنه عندما دخل أنصار الله صنعاء كانت قد تهاوت المناطق تلو الأخرى على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولم تسقط صنعاء أمامهم جملة واحدة أو ” (نبعوا /قفزوا) إليها من صعدة نبوع”، وما عمران وغيرها من المناطق التي كان يحكمها نظام دولة لها من الإمكانيات والتعزيزات والموارد ما يؤهلها لقتال سبع عشرة دولة، وهو ما يستخدم اليسير منه أنصار الله في المعركة مع العدوان (السعوأمريكي) وكان تحت سطوتهم حينها بدون أي منازع، فقط ” باسندوة والذين معه “، ولكن الله إن مكن في الأرض جعل الشيء يتساقط شيئا ً فشيئا ًحتى يهوي بمن فيه، وما نجران وعملية أو غنيمة ” نصر من الله ” إلا بداية النهاية لمن استكبروا في الأرض بإذن الله تعالى.
إن أراد العدوان (السعوأمريكي) أن يفهم مني أكثر، فما عليه إلا أن يتأمل في المدة التي مضى عليها عدوانه على اليمن، وكم عانى الشعب اليمني خلال هذه المرحلة، والتي لو أشرنا لليسير منها لعلم حجم التضحيات التي ساقت بفضل الله النصر إلى لوائهم ” الجيش واللجان الشعبية “، فالحرب لو علمتم منعت وقطعت عن المحافظات المستهدفة بطائراتكم وصوريخكم وحصاركم خدمات وحقوقاً إنسانية جمة أهمها الكهرباء.
فمنذ منذ خمس سنوات وهي لا حس ولا خبر ولا بريق شمعة من أمل، وارتفعت العملات الأجنبية إلى منسوب خيالي، وعلى إثرها تضاعفت تسعيرة كل المنتجات والماركات والبضائع وانقطعت المرتبات ونزفت الدماء وكثر عدد الشهداء والجرحى واكتظت المستشفيات بكل الحالات، وفتك بكثير من الأرواح البريئة التي ودعت الحياة نتيجة حصاركم وإغلاق المطارات وانتشرت أوبئة فتكت بآلاف مؤلفة من الضحايا والعاهات، وما وباء الكوليرا إلا جزء من عشرات الأوبئة والحالات، إضافة إلى انعدام السلم والأمن الاجتماعي، وبعثتم كل أدوات وأبواق الحقد صوب هذا الشعب.
وأولها إعلامكم الذي لطالما انتهج التضليل مساراً له، وكل هذا وذاك، والشعب اليمني صابر ومحتسب وجلد، ولو حدث كل هذا في عهد النظام السابق وخاصة نظام الفار هادي حين كان في صنعاء تحديدا ً، هل كان سيسكت الشعب كل الشعب عن الكهرباء والمرتب وغيرها أسبوعاً واحدا ؟، رغم أنه حدث في المناطق التي تقبع تحت شرعيته المزعومة، وكان قد انقطع عنهم المرتب نصف شهر أو شهر وارتفعت الأسعار وقليل من الفوضى، حتى أنهم لم يسكتوا عن التشهير بشرعيته ومن يحميه ولو ليوم واحد، حتى وصل بهم الأمر في الفترة الأخيرة إلى أن أقضوا مضجع الشرعية في عدن والجنوب، وشكلوا إثر معناتهم المحدودة في باقي المحافظات المستهدفة من العدوان (السعوأمريكي) ما يدعى بالانتقالي، الذين لازلوا حتى الحظة هم والشرعية بين مد وجزر حول من يسيطر على الوضع والمعسكرات في عدن وغيرها كما ساحل أبين والبريقة التي لا يهجع بحرها.
إذا ًما الذي صبَّر الناس على حالهم ووضعهم ومعاناتهم تحت وطأة نيرانكم اللعينة وحصاركم الظالم في صنعاء وصعدة وإب وذمار والمحويت وحجة والحديدة وغيرها من المحافظات المرابطة في وجه العدوان (السعوأمريكي) الغاشم ؟، أليس لأن عندهم يقين بقرب اليوم الذي سيرون فيه النكال بمن اعتدى عليهم وظلمهم؟ أليس حتى يروا اليوم الذي يؤسر فيه جنودكم وتغنم وتصادر ومعداتكم وأشياؤكم – بالشكل الذي رأيناه في عملية ” نصر من الله ” التي عولتم عليها للنيل من كرامة وعنفوان شعب حر وأبي، هذا الشعب الذي يصبر لكي يرى يوماً تصل فيه طائراته المسيَّرة وغير المسيرة إلى عمق أراضيكم ومصالحكم ومواقعكم ومطاراتكم وطائراتكم التي انتهكت حرمة أجواء اليمن واليمنيين ؟ أليس لأن الله مولانا ومولاكم الأمريكان والصهاينة وأتباعهم، وأنه ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ” ؟!!!.
لا عجب إن رأينا النظام السعودي ينكر ويتجاهل ويقلل من شأن مبادراتنا للسلام وآخرها مبادرة الرئيس / مهدي المشاط، وكذا يستهزئ بعمليات جوية وبرية كما أرامكو وعملية ” نصر من الله ” التي نكلت بهم وبقيادتهم أشد تنكيل وشهرت بهم على الملأ، يكفيهم من الخزي حساب كم هي الفترة الزمنية التي حددوها للقضاء على “الحوثي” حسب زعمهم ؟!!!، وكم صار لهم وهم ينفقون ويحشدون ويبقبقون حتى وصل إليهم السلاح اليماني إلى البقيق ” وطعفر ” كبرياءهم وتكبرهم أمام العالم أجمع، ولايزالون في سكرتهم وجرمهم واستفحال الحالة التي شرحت لكم وفسرت في بداية مقالي هذا، في الوقت الذي لو استعاذوا فيه بالله من الشيطان الرجيم واستجابوا لنداء الحق والأخوة والجوار وتعاملوا بنخوة، وفضلوا عبارة “والصلح خير ” لكان ذلك خيراً لهم، ولكفى الله المؤمنين شر القتال، وكفانا الله شر غبائهم وحقدهم اللعين.. وصدق الشافعي رحمه الله حين قال : ” ولا تطلب السماحة من بخيل *** فما في النار للضمآن ماء “.. ولله عاقبة الأمور..
نهنئكم أبناء شعبنا اليمني، ونهنئ القيادة السياسية بعملية ” نصر من الله ” ..ومن نصر إلى نصر ..ودمت يا وطني وشعبه حراً عزيزاً كريماً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد أحمد المؤيد