المشهد اليمني الأول/
سطر التاريخ عن اليمانيين المؤمنين بالتراحم فيما بينهم وسطر عنهم بالعفو عند المقدرة والتعاون والسلم والمحبة، وفي المقابل دون التاريخ عنهم بأنهم أشداء في إشارة واضحة إلى شدتهم وقسوتهم في المعارك الحربية ضد أعداء الحق، وهم أولو بأس شديد في إشارة صريحة إلى امتلاكهم القوة الحديدية ضد الأعداء لقوة العزيمة الإيمانية والإرادة القتالية في سبيل الله ضد أعداء القرآن، واليمانيون المخلصون في سبيل الله لهم صولة وجولة في القرآن الكريم، ولهم أدوار تاريخية بارزة في الدفاع عن الإسلام، ولهم أدوار مستقبلية، ومنها التي نشهدها في وقتنا الراهن في الحرب الدفاعية ضد العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي وحلفائه.
لقد كان الأنصار هم السند الأساسي في المعارك التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دفاعا عن الإسلام، وهم الذراع اليمني لوصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأبناء الأنصار هم الدعامة الرئيسية لسبط رسول الحسين عليه السلام، وأحفاد الأنصار المؤمنين هم من صدقوا في القتال مع الإمام زيد عليه السلام.
وقد أثبتت مراحل التاريخ اللاحقة إخلاص أحفاد الأنصار “القبائل اليمنية المخلصة” بدفاعهم عن الوطن ضد الغزاة وعلى وجه الخصوص قبائل شمال الشمال التي أعجزت الغزاة الرومان والأحباش والعثمانيين عن سيطرتهم على هذه المناطق، ما جعل جل عناصر قبائل هذه المناطق حتى وقتنا الراهن محصنة من الغزو الثقافي والديني، محافظة ومتمسكة بالمذهب الزيدي، ملتزمة بالتعاليم الأخلاقية في وقتي السلم والحرب. وقد ترتب على هذه المعطيات وعلى وجه الخصوص الإيمان العملي بمشروع المسيرة القرآنية الاندفاع للقتال في سبيل الله ضد العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي، وقد حقق بعون الله الجيش واللجان الشعبية الانتصارات العديدة في كل الجبهات منذ أكثر من أربع سنوات ونصف، وأحبط مخططاتهم وألحق بهم الخجل والخزي.
لقد ألحقت القوات اليمنية المشتركة الماضية في جهادها على خطى المسيرة القرآنية، الهزيمة العسكرية والنفسية بهذا العدوان السافر، والمرحلة الأولى من عملية “نصر من الله” في نجران هي من ثمار الإخلاص بالسير على منهج القائد الأول للمسيرة القرآنية السيد حسين بدر الدين الحوثي – رضوان الله عليه – الذي بعثه الله في الزمان والمكان المناسبين. وتعد المرحلة الأولى من هذه العملية أكبر عملية ميدانية حتى الوقت الراهن ضد العدوان السعودي من حيث تحرير مساحة لا تقل عن 350 كيلو متراً مربعاً من نجران، ومن حيث عدد الأسرى الذين يزيدون عن ألفين معظمهم يمنيون مخدوعون ومغرر بهم ومن بينهم سعوديون ومن جنسيات أخرى، ومن حيث اغتنام مئات الآليات والمدرعات العسكرية.
إن المرحلة الأولى من عملية “نصر من الله” هي بإذن الله مؤشر لمراحل عمليات تحريرية قادمة، هي مؤشر للمزيد من الانتصارات في قادم العمليات الحربية الدفاعية، هي مؤشر للفتح القريب الفتح الثاني والأخير (الوعد الإلهي) بإذن الله بقيادة المجاهد العلم قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، هي مؤشر لإزالة الظالمين من بني اسرائيل وحلفائهم في المنطقة، هي مؤشر لجرف عروش الأنظمة الاستكبارية، هي مؤشر لهبوب رياح الخير (نفس الرحمن) من موطن الإيمان والحكمة لبث العدالة والحرية ولنصرة المستضعفين، هي مؤشر لإحياء الشعوب وصحوتها من ضالة المعتقدات والثقافات الدينية المغلوطة التي تعيشها، هي مؤشر لبدء ثورة الربيع العربي الحقيقية في المنطقة وعلى المسار الإسلامي، هي مؤشر لتغيير الخارطة السياسية في المنطقة لمصلحة شعوبها في مختلف المجالات وفي إطار المسيرة القرآنية، هي مؤشر لدخول الناس في دين الله أفواجا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
د/ هشام محمد الجنيد