المشهد اليمني الأول/
عقد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع اليوم بصنعاء مؤتمراً صحفياً استعرض فيه تفاصيل المرحلة الثانية من عملية” نصر من الله”. وفي بداية المؤتمر نقل العميد سريع لكافة العاملين والقائمين على وسائل الإعلام الوطنية تحيات قيادة وزارة الدفاع ممثلة بالأخ اللواء الركن محمد ناصر العاطفي والأخ رئيس هيئة الأركان اللواء محمد عبدالكريم الغماري وذلك على التغطية المستمرة للعمليات العسكرية.
وقال” بعون الله تعالى انطلقت المرحلة الثانية من عملية نصر من الله والتي أطلق عليها عملية الشهيد أبو الحسنين العقيد محمد يحيى صالح الزعرور بعد نجاح المرحلة الأولى”.
وأضاف” بروح إيمانية ومعنويات عالية بدأت قواتنا في تنفيذ العملية وذلك بتاريخ الثالث من محرم 1441هـ الموافقة 3سبتمبر 2019م بعد استكمال إجراءات الاستعداد والتجهيز وكذلك التخطيط الذي كان على اعلى المستويات”.
مشيراً الى أن المرحلة الثانية تمثلت من خلال الأهداف في التقدم وتحرير مناطق واسعة ضمن محور نجران وتحديداً في مناطق كتاف.
وأكد المتحدث الرسمي أن وحدات الاستطلاع والاستخبارات اضطلعت بدور مهم قبل العملية وساهمت هذه الوحدات في نجاح العملية بمرحلتيها الأولى والثانية.. وأضاف ” شارك في تنفيذ العملية وحدات مختلفة من قواتنا المسلحة أبرزها القوة الصاروخية وكذلك سلاح الجو المسير والدفاع الجوي إضافة الى الوحدات البرية منها المدفعية والهندسة والقناصة وضد الدروع والمشاة وغيره”.. واردف قائلاً” لا ننسى الإشارة الى الإعلام الحربي ودوره في توثيق العملية بمرحلتيها الأولى والثانية”.
وأوضح العميد سريع أن القوة الصاروخية نفذت 6 عمليات أبرزها عملية دك مطار نجران بدفعة من صواريخ بدر الباليستية إضافة الى المشاركة الفاعلة في المعركة من خلال الصواريخ القصيرة المدى كما نفذ سلاح الجو المسير 16 عملية منها عمليتين مشتركة مع الصاروخية وعمليتين مشتركة مع المدفعية إضافة للعمليات الاستطلاعية.
لافتاً الى أن الدفاع الجوي تمكن من تنفيذ 40عملية تنوعت ما بين تصدي لمروحيات الاباتشي بمختلف أنواعها وقد أجبرت على التراجع.
وقال” إدارة المعركة من خلال القيادة والسيطرة فقد شاركت بها عدد من قيادات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة”.. مؤكداً أن تنفيذ العملية بحسب الخطة المرسومة يؤكد كفاءة قواتنا بمختلف وحداتها العسكرية وقدرة مقاتلينا وبشجاعة كبيرة على مواجهة مختلف ظروف المعركة.
وأشار الى أن القوات المسلحة تدرك طبيعة المهام والتحديات الماثلة أمامها خلال هذه المرحلة وكلها ثقة بقدرات كافة المنتسبين لها العازمين على تنفيذ كافة المهام العملياتية والمستعدين لتلبية نداء الواجب الديني والوطني من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية وصولاً الى تحقيق النصر إنشاء الله.
وأكد المتحدث الرسمي أن القوات المسلحة تجدد العهد لكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم بأنها لن تتردد عن الاضطلاع بمسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن السيادة الوطنية وتأمين كل أراضي الجمهورية اليمنية وستعمل كل ما بوسعها من أجل تحقيق هذا الهدف عاجلاً أم آجلاً.
وأضاف” القوات المسلحة تثق كل الثقة بأن شعبنا العزيز الصابر المؤمن المجاهد سيضاعف من جهوده الداعمة للمؤسسة العسكرية وهي تؤدي واجبها الديني والوطني دفاعاً عن الوطن والشعب”.. وأردف قائلاً” قيادة القوات المسلحة بالدور المشرف والتاريخي لأبناء القبائل اليمنية الأصيلة في مختلف المحافظات الذين رفضوا الذل والهوان وأكدوا أنهم مع أبناء شعبهم بل وفي مقدمتهم مدافعين عن الوطن وعن الكرامة مستندين في ذلك إلى تاريخ أصيل وعريق للقبيلة بعاداتها وأصالتها ونخوتها وكرامتها.”
موضحاً أن القوات المسلحة تجسد وتترجم بالأفعال والأعمال موقف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب يوم الصمود الوطني عندما قال ” من يريد أن يسلب منا حقنا في أن نكون شعباً حراً مستقلاً نسلب منه بعون الله حياته وروحه وقوته”.
وقال” هذا هو دور الجيوش الوطنية عندما تتعرض بلادها للغزو والاحتلال فلم نسمع عبر التاريخ أن هناك جيش وطني يقاتل مع أعداء الوطن أو يخون الوطن لأن من يفعل ذلك فليس إلا خائن وعميل والتاريخ لن ينسى ذلك”.. مشيراً الى أن التاريخ سيسجل من وقف مع اليمن في هذه المرحلة من أبنائه الشرفاء الأحرار من ضحى في هذه المعركة المصيرية وسيتذكر كذلك كل عميل وخائن ومرتزق ضد وطنه وشعبه وأمته.
وأوضح العميد سريع أن قواتنا المسلحة أصبحت اليوم بعون الله أكثر قدرة على مواجهة مختلف التحديات وأكثر قدرة على الوقوف بصلابة أمام تحالف العدوان وجحافل المتورطين بالخيانة ضد وطنهم وشعبهم كما أصبح جيشنا الباسل يمتلك أسلحة ردع قادرة على أن ترد الصاع صاعين دفاعاً عن اليمن العزيز وشعب اليمن الأعز والأكرم.. مؤكداً أن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف العدوان وأن قواتنا المسلحة ستواصل تنفيذ مختلف المراحل من عملية نصر من الله ضمن إستراتيجية عسكرية ستضعنا جميعاً أمام واقع جديد.
واستعرض المتحدث الرسمي نتائج المرحلة الثانية من عملية نصر من الله حيث تمكنت قواتنا من تأمين أكثر من 150كيلومتر مربع كما نجحت قواتنا في تحرير منطقتي الفرع والصوح وصولاً الى المرتفعات المطلة على مدينة نجران.
وقال” شن طيران العدوان الحربي خلال الـ 48ساعة الأولى من العملية المرحلة الثانية أكثر من 120غارة فيما بلغ إجمالي الغارات خلال أيام تنفيذ المرحلة الثانية من العملية 611غارة”.
مؤكداً أن هذا العدد الكبير من الغارات وضمن مساحة جغرافية محددة لم يكسر قواتنا ولم يضعف من عزيمة مجاهدينا سلام الله عليهم بل زادتهم قوة وإيمان وإرادة على الإستمرار في تنفيذ التوجيهات حتى كتب الله النصر في المرحلة الثانية من العملية.
وأضاف “تم تدمير واغتنام أكثر من 120مدرعة وآلية إضافة الى مصرع وإصابة مالا يقل عن 200 من قوات العدو معظمهم من المتورطين بخيانة الوطن ووقوع مجموعة كبيرة من قوات العدو في الأسر بينهم سعوديون”.. موضحاً أنه وأثناء تنفيذ العملية سمحت قواتنا للمتورطين في الخيانة من أبناء البلد بالفرار بإتجاه مدينة نجران وكان ذلك بتوجيهات من القيادة.
وقال ” سيطرت قواتنا على ثلاثة معسكرات تابعة للعدو بما فيها من مخازن أسلحة وعتاد عسكري مختلف كما اغتنمت قواتنا كميات كبيرة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة منها أسلحة نوعية”.
وأكد أنه ومن ضمن ما وقع في أيدي قوات الجيش واللجان الشعبية وثائق وأدلة تثبت دور القاعدة وداعش في القتال في صفوف قوات تحالف العدوان والارتباط الوثيق بين تلك الجماعات وأجهزة استخباراتية تابعة للعدوان.. مشيراً الى أن هذه الوثائق تضاف الى الأدلة التي سبق وأن نشرت في الوسائل الإعلامية عن إستخدام تحالف العدوان هذه الأدوات لتنفيذ مخططاته ضد وطننا وشعبنا.
كما استعرض العميد سريع خلال المؤتمر مشاهد من المرحلة الثانية من عملية نصر من الله التي بدأت عند ساعات الفجر الأولى حيث هاجمت قواتنا مواقع المتورطين بخيانة الوطن وكذلك مواقع الجيش السعودي قائلاً” خلال الساعات الأولى من العملية كان هناك حالات فرار لأعداد كبيرة من قوات العدو”. مشيراً الى أن قواتنا وعبر وحدتي الهندسة وضد الدروع تمكنت من إعطاب آليات ومدرعات العدو قبل أن يتمكن المشاة من السيطرة على المواقع.
وأضاف ” المتورطون بخيانة الوطن وكذلك افراد جيش العدو تركوا المدرعات والآليات ولاذوا بالفرار مع تقدم قواتنا وجميع الآليات والمدرعات تابعة لجيش العدو السعودي وعليها عبارات وأرقام تدل على أنها تابعة للسعودية”.
واستعرض العميد سريع مشاهد لاغتنام قواتنا لأسلحة متوسطة وخفيفة بكميات كبيرة معظمها سليمة وأصبحت غنيمة بيد أبطال الجيش واللجان الشعبية ومشاهد لجنود العدو وكذلك المتورطين بخيانة الوطن جراء حالة الإرباك والفزع مع وصول طلائع قواتنا الى مقربة منهم تركوا كل شيء وفروا حتى هواتفهم الشخصية والبعض منهم حاولوا الفرار من خلال مسالك وعرة ومع ذلك وجدوا أنفسهم بين أيدي المجاهدين.
كما استعرض مشاهد لمقاتلينا وهم يتتبعون المدرعات والآليات حتى في الطرقات الفرعية ومشاهد لمحاولات العدو في إستخدام الطيران الحربي وكذلك الأباتشي والدفع بقوات كبيرة للزحف على مواقع المجاهدين ومشاهد لمخيمات كان النظام السعودي يدفع بالمتورطين بخيانة الوطن من أجل تعزيز موقف قواته بل والقتال بدلاً عن جيشه.. مؤكداً أن الآليات والمدرعات التي تم اغتنامها وهي بحالة سليمة سيتم تفعيلها ضد العدو.
وقال” قواتنا حققت خلال المرحلة الثانية إنجازات مهمة جداً على الصعيد الإستراتيجي وتم تعزيز مواقع قواتنا المتقدمة وبدلاً من أن كان العدو يحاول محاصرتها عبر التوغل ومن ثم الإلتفاف تم الإلتفاف ومحاصرة قواته وهزيمتها بالكامل”.
وأضاف” الآن مواقعنا المتقدمة أكثر قوة وتم السيطرة على مناطق مهمة شهدت مواجهات عنيفة وكانت النتيجة بعون الله انتصار قواتنا وتأمينها لكل تلك المناطق”. وأردف قائلاً ” الطيران الحربي قام بقصف المواقع والمعسكرات التي تركها جنوده والمتورطين بخيانة الوطن كما دفع بالمئات من المتورطين بخيانة الوطن الى هذه الجبهات للدفاع عن جيشه المنهار”.
وأضاف ” القوات المسلحة لكافة اليمنيين المتورطين بخيانة الوطن بأن عليهم ترك القتال في صفوف العدو وستقوم بتسهيل عملية عودتهم الى مناطقهم”.
وقال ” لمن يتساءل عن مصدر سلاحنا .. سنقول له وبكل فخر أن المصدر الأول لنا هو العدو نفسه فما تم اغتنامه خلال عملية نصر من الله المرحلتين الأولى والثانية يكفي لأن نقاتل لعدة أشهر في تلك المحاور”.
كما تم استعراض مشاهد لأحد المجاهدين الابطال يحمل علم اليمن ويؤكد بأن دماء أطفال اليمن لن تذهب هدراً ومشاهد لجنودنا البواسل يحفظهم الله ويرعاهم وهم يقومون بالاستيلاء على الآليات والمدرعات ويتولوا عملية نقلها الى الأماكن المحددة قائلاً ” هذا هو المقاتل اليمني الذي صمد ويصمد امام تحالف العدوان بكل شموخ وإباء وعزة وكرامة ولمن يريد أن يعرف اليمن .. فعليه أن يعرف أبناء اليمن .. أبناء اليمن الحقيقين الذين يدافعون عنه بكل بسالة .. وليس أولئك المتورطين بخيانة الوطن”.
مؤكداً أن عدسات الإعلام الحربي وثقت تفاصيل تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية والاستيلاء على مواقع جيش العدو السعودي.
واوضح العميد سريع أن العدو السعودي يدفع بالمزيد من قواته من أجل التصدي لقواتنا وإعاقتها عن التقدم كون هذه المواقع مهمة جداً بالنسبة له ولهذا نجده يدفع بالمزيد من القوات للدفاع عنها.
واردف قائلاً” لقد خسر العدو السعودي خلال عشرة أيام فقط ما كان قد سيطر عليه خلال ثلاث سنوات من المعارك في تلك المناطق”.
وأضاف ” نلاحظ وثائق كشوفات الجيش السعودي فالمواقع التي تم السيطرة عليها كانت للجيش السعودي حيث تم الدفع بالمتورطين بخيانة الوطن الى الخطوط الأمامية وكانت هذه المواقع هي الخلفية … لكن بعد إنهيار الخطوط الأمامية أصبحت قواتنا وجهاً لوجه مع جنود العدو السعودي الذين لاذوا بالفرار”.
وأكد أن العدو السعودي كان يظن أن قواتنا لن تصل الى هذه المواقع أبداً .. حيث دفع بالآلاف من المتورطين بخيانة الوطن من أجل إعاقة تقدم قواتنا الى هذه المناطق الاستراتيجية قائلاً” هذه المواقع المحصنة والمزودة بمختلف أنواع الأسلحة وكذلك الغطاء الجوي أصبحت تحت سيطرة المجاهدين من منتسبي قواتنا المسلحة”.
واستعرض العميد سريع عمليات قواتنا خلال المرحلتين الأولى والثانية من عملية نصر من الله نفذ سلاح الجو المسير خلال المرحلتين 37عملية منها عمليات استهدفت تعزيزات وتجمعات وكذلك قواعد عسكرية للعدو فيما نفذ الدفاع الجوي 45عملية والقوة الصاروخية 15عملية.
وقال ” بلغ إجمالي غارات طيران العدوان الحربي خلال المرحلتين 911غارة فيما بلغ إجمالي قتلى ومصابي العدو خلال العملتين فيتجاوز الـ 750ما بين قتيل ومصاب”.
مؤكداً أن العدو السعودي خسر في المرحلتين أكثر من 350مدرعة وآلية وكذلك مخازن أسلحة ناهيك عن كميات من الأسلحة تركت في المواقع والمعسكرات بعد فرار الجنود السعوديين ومن معهم من المتورطين في خيانة اليمن.
وأضاف” نجحت قواتنا بعون الله وبكفاءة عالية في تنفيذ وتحقيق كل اهداف عملية نصر من الله خلال مرحلتيها الأولى والثانية وعلى رأس تلك الأهداف تحرير وتأمين 500كيلو متر مربع خلال عشرة أيام فقط وهي المدة الزمنية الإجمالية للمرحلتين”.
ووجه العميد سريع في ختام المؤتمر الصحفي التحية لأبناء شعبنا العزيز الصامد المجاهد والتحية لكل من يدافع عن اليمن الحر الأبي الشامخ المستقل من المجاهدين الأبطال في ساحات الكرامة والعزة ومن يقف معهم من أبناء القبائل ومن يساندهم بكل أنواع المساندة.