المشهد اليمني الأول/
من المعروف أن المنشآت الصناعية الحديثة والتي تعمل وفق أنظمة إلكترونية لا تعمل إلا في ظروف خاصة وطبقا لمعايير دقيقة جدا تصل إلى مستوى درجة الحرارة والتكييف ونظافة الهواء المحيط من اي ذرة غبار، اضافة إلى ذلك فأن أهم مكونات الأنظمة الإلكترونية هي شبكة الكابلات التي تربط النظام بين الحواسيب والأجهزة والآلات ويعتمد عليها نجاح انظمة التشغيل.
وإذا كان أدنى خلل فني في منشأة تعمل بنظام إلكتروني يتسبب في تعطيلها لإيام فمعنى ذلك أن الحريق الناتج عن قصف المنشآت النفطية في البقيق قد التهم النظام الإلكترني بحواسيبه وسرفراته و أجهزتة والآته والمباني التي تحتويها، هذه البنية استغرق إنشاؤها عقود من الزمن حتى وصلت إلى ما كانت عليه قبل العملية.
وهذا يعني أنهم لكي يعيدوها إلى ما كانت عليه يحتاجوا إلى سنوات طويلة وأنهم لن يستطيعوا تشغيلها إلا بعد شهور من العمل المتواصل على مدار اربعة وعشرون ساعة وبطاقة تشغيلية لا تتجاوز ٢٠٪ مما كانت عليه.
وهذا ما يؤكد أن هذه العملية قد استهداف الضرع الحلوب غزير الإدرار كما قال السيد القائد ابو جبريل سلام الله عليه وأوقفت أهم ضرع من ضروع البقرة المدرة .
هذا التوقف يعني إلحاق الضرر بالنظام الأمريكي بصورة مباشرة والحاق الخسائر المباشرة التالية بالنظام السعودي :-
١- إحتراق كمية قدرها ٨ مليون برميل نتجة القصف بمبلغ يقدر بنصف مليار دولار وهي الكمية المعلنة عنها من النفط ومشتقاته إضافة إلى كمية الغاز وكلفتها .
٢- إحتراق المنشآت الصناعية النفطية بكل مكوناتها والتي ربما تتجاوز تكلفتها ٦٠٠مليار دولار.
٣- الخسائر الناتجة عن توقف ما لا يقل عن ٥٠٪ من انتاج السعودية اليومي والتي لا تقل عن نصف مليار دولار يوميا.
٤- الشروط الجزائية التي ستدفعها شركة ارامكوا لعملائها نتيحة عدم الوفاء بإلتزاماتها بتسليم الكميات المتعاقد عليها بسبب توقف الإنتاج وستكون مجحفة وكبيرة.
٥- تكلفة الإعادة لبنية المنشآت ستكون اكبر من تكلفة البنية المدمرة بسبب فارق الإسعار بين الماضي والحاضر.
٦- التكاليف الغير مباشرة الناتجة عن عملية القصف ايضا ستكون كبيرة جداً.
٧- الآثار المترتبة عن القصف ستكون طويلة الأجل وستنعكس سلبا على الإقتصاد السعودي والخليجي بخسائر وهبوط في اسعار الأسهم السعودية والخليجية في الأسواق المالية حاضرا وعلى المدى القصير والطويل الأجل، هذه المعلومات يدركها كل المختصين ويعلمون عواقبها وآثارها قد تكون ابعد مما يمكن تصوره.
٨- ارتفاع اسعار النفط عالميا ستتضرر منه كل دول العالم وسينعكس على مختلف اسعار السلع والخدمات فيها.
٩- في حالة ما تمكن النظام السعودي من إعادة تأهيل المنشأتين فكيف يضمن عدم استهدافهما مرة أخرى وبماذا سيحميهما ؟
وبالتالي فإن كل ذلك يؤكد أن هذه العملية ضربة قوية ستفقد النظام السعودي توازنه وهو لم يستوعبها بعد من هول الصدمة ، وأن عملية هجومية ثالثة ستكون الضربة القاضية لإسقاط النظام السعودي والقضاء عليه.
إذن هي ضربة معلم بكل ما تعنيه الكلمة والنظام السعودي هو المعني بالتعامل مع نتائج العملية وهو الذي يجلب على نفسه البلاء من خلال استمراره في العدوان ، والخاسر الأكبر فيه وهو من يبقى القرار بيده في تحديد مصيره في البقاء او في السقوط بعد هذه الضربة وهو ما ستكشفه الأيام القادمة.
ـــــــــــــــــــــ
منير الشامي